الحزب الشيوعي يتهم الحزب الحاكم بتهيئة الأجواء للجماعات التكفيرية
الخرطوم 8 يناير 2013 – وجه الحزب الشيوعي السوداني انتقادات لاذعة للحكومة مشددا على انها تسعى الى “تخدير” السودانيين بأرقام وهمية عن انتاج النفط والذهب واتهم النظام بتهيئة الاجواء للجماعات السلفية والتكفيرية التي ترعرعت وتربت في “خريف” المؤتمر الوطني على حد قوله .
وأكد الحزب المعارض ان ميثاق “الفجر الجديد” خطوة مهمة لتوحيد المعارضة المسلحة والمدنية لإسقاط النظام قائلا ان الحركات المسلحة تعهدت بإلقاء السلاح في المرحلة الانتقالية التي تعقب عملية التغيير الشامل
واتهم عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي طارق عبد المجيد الحكومة بإتاحة الفرصة للجماعات التكفيرية والسلفية لإرهاب المعارضين ونشر الافكار الظلامية متوقعا بتمدد نفوذ الجماعات المتطرفة وتهديد امن السودانيين وبث الكراهية وتكفير ألآخر.
وشدد طارق الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي شارك فيه الامين العام للحزب محمد مختار الخطيب ان هذه الجماعات تربت وترعرعت في (خريف) المؤتمر الوطني وستختفي مع حال سقوطه واعتبر عملية اغلاق مقار منظمات المجتمع خطوة لإغلاق النوافذ المتبقية لاستنارة السودانيين.
وطالب مفوضية حقوق الانسان بالتنحي وإعلان استقالة اعضائه وعدم اللجوء الى التذمر والبيانات غير المجدية لانها صودرت هي الاخرى وكبلت عن ممارسة مهامها.
وقال زعيم الحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب في مؤتمر صحافي ان ميثاق “الفجر الجديد” الموقع بالأحرف الاولى بين مكونات المعارضة المسلحة والمدنية يخضع للمراجعة حاليا وقابل للأخذ والرد والتطوير قبيل توقيعه بشكل نهائي بواسطة رؤساء الاحزاب المعارضة وزعماء القوى المسلحة المعارضة.
واكد رفض حزبه لدعوات الانخراط في حوار حول الدستور من قبل الحكومة مشددا على ان الدستور صناعة يتطلب تهيئة الاجواء و”لن نكون جزأ في اعداده وثلث سكان السودان يقطنون في مناطق تستعر فيها الحروب كما ان الحزب الحاكم يعمل على التظاهر بالحوار لتمرير دستور معد مسبقا.”
من جانبه شكك عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي سليمان حامد في الارقام التي حوتها التقديرات حول انتاج النفط وقال ان حقل (حديدة) النفطي ينتج 8 آلاف برميل في اليوم مؤكدا على انه لن يتجاوز هذا الرقم وذكر ان حقل (برصايا) ينتج 3 آلاف برميل فقط وليس 10آلاف كما اوردت تقارير وزارة النفط.
مشددا على ان انتاج النفط المتوقع لن يلامس 180 الف برميل في اليوم كما هو مأمول في الموازنة الحالية وتابع ” الموازنة اوردت ان انتاج حقل بليلة النفطي يبلغ 40 الف برميل يوميا لكن هذا الرقم غير صحيح لان معلوماتنا من تلك الحقول تشير الى ان الانتاج 10آلاف برميل فقط “.
كما انتقد حامد التقديرات الرسمية التي اشارت الى ان ايرادات الذهب ستحقق اكثر من 2 مليار دولار في الموازنة وقال ان الايرادات طبقا لتقرير المراجع بلغت 5 ملايين جنيه فقط.
واشار حامد الى ان الاقتصاد السوداني يقف على شفير الهاوية بسبب السياسات القاتلة والاقتصاد الحر وعدم التحول الديمقراطي وكبت مواقع الانتاج الحقيقية وارتفاع استهلاك القطاعات غير المنتجة كالجهات السيادية التي تنفق حوالي 22 مليار جنيه من الموازنة التي تبلغ 23 مليار جنيه وهو ما يعني ان الحكومة تنفق على الاجور والتعليم والصحة والتنمية مبلغ مليار جنيه فقط في وقت تشهد الموازنة عجزا كبيرا وصل الى 10 مليار جنيه وقفز من 6مليار جنيه في الموازنة السابقة.
واكد ان الحكومة اجبرت السودانيين على حمل السلاح وان حزبه والمعارضة ستجد نفسها مرغمة على ذلك اذا اجبرتها الحكومة وضيقت عليها لاسترداد الحقوق المسلوبة.