شبح الفشل يلاحق مفاوضات اديس ابابا حول الترتيبات الامنية
الخرطوم 18 ديسمبر 2012 – تحفظت حكومة جنوب السودان على مقترح قدمه الوسيط الافريقي لحل الخلاف القائم حول تطبيق الترتيبات الأمنية وذلك في الوقت الذي وافق عليه الوفد السوداني ، وسط مخاوف من فشل الجولة وانهيارها.
وكان الوساطة قد تقدمت بمقترحات جديدة تهدف إلى خلق الثقة بين الطرفين واتخاذ خطوات تكفل اقامة المنطقة العازلة وضمان عدم مساعدة او ايواء المتمردين السودانيين في جنوب السودان.
وذلك بعد فشل الخرطوم وجوبا في التوصل لاتفاق حول آليات تطبيق الاتفاقية الامينة وقالت جوبا ان الخرطوم تقدم بمطالب جديدة لم يتم الاتفاق عليها تتعلق بنزع سلاح مقاتلي الحركة الشعبية في جبال النوبة والنيل الازرق .
وتسلم رئيس الوساطة الافريقية ثابو أمبيكي ردود الوفدان أمس الاثنين حيث أعرب عن تخوفه من أن يؤثر تحفظ الجنوب على نجاح الاجتماعات الامنية.
وشهد مقر التفاوض في العاصمة الاثيوبية اجتماعات داخلية مكثفة بين اعضاء وفد السودان من جهة ووفد جنوب السودان من جهة أخرى، والتقى وزير الدفاع السوداني ورئيس الوفد إدريس عبد القادر مع أمبيكي لمدة عشر دقائق سلماه رد الحكومة على المقترح.
كما ألتقى وزير الدفاع الجنوب سوداني ورئيس وفد بلاده المفاوض باقان أموم بالوسيط المشترك، وتحفظ وفد الجنوب على المنطقة منزوعة من السلاح وفك الارتباط العسكري مع الحركة الشعبية قطاع الشمال، وأكد عدم تراجعه عن موقفه حول هذه المسألة.
وأشار اعضاء في وفد حكومة جنوب السودان إلى استئناف المحادثات عقب أعياد الميلاد في حالة عدم التوصل إلى اتفاق في خلال هذه الجولة.
وأفاد خبراء بالآلية الافريقية ببدئها مناقشة التحفظ الجنوبي لتجاوز هذه العقبة.
وترفض الخرطوم بدء تصدير النفط الجنوبي عبر حدودها دون قيام جوبا بقطع علاقاتها مع الحركات المسلحة التي تقول ان جوبا مازالت تدعمها . كما تربط الخرطوم بين فك الارتباط وبين التفاوض مع الحركة الشعبية شمال وتقول انها سوف تدخل في مفاوضات حول الاوضاع في النيل الازرق وجنوب كردفان حال تنفيذ جوبا لهذه النقاط الامنية.
وترى الوساطة وعدد من الدول الغربية ان وقف اطلاق النار بين مقاتلي الحركة الشعبية والجيش السودان سيساعد على خلف مناخ يساعد على تطبيق الاتفاقية الامنية التي وقع عليها الطرفان في 27 سبتمبر الماضي.
ومن جهة اخرى عقد وفد الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال لقاءات جانبية مع عدد من السفراء والدبلوماسيين في مقر التفاوض لشرح موقفه من التفاوض مع الحكومة السودانية وخاصة اقتراحه القاضي بالتوقيع على وقف للعدائيات مقابل ايصال المعونات الانسانية للمناطق التي تسيطر عليها قواته.
و أكدت مصادر مطلعة أن أمبيكي لم يتمكن من إحداث اختراق بعد حول ملف التفاوض مع الحركة الشعبية- شمال حتى مساء أمس. ومن المقرر أن يعقد الاجتماع الخاص باللجنة السياسية الأمنية اليوم وسط توجس من إمكانية إحداث اختراق فيه.