Friday , 19 April - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

جوبا والخرطوم يتفقان على استئناف تصدير النفط في نهاية ديسمبر

الخرطوم 3 ديسمبر 2012 — اعلن كبير مفاوضي جنوب السودان باقان اموم ان بلاده ستصدر اول شحنة نفطية عبر الاراضي السودانية في نهاية العام الجاري بعد اتفاقه مع المسؤولين في الخرطوم على تنفيذ اتفاق التعاون وتذليل جميع العقبات التي اعترضت الاتفاق .

باقان أمون
باقان أمون
وجاء الاعلان عن هذا الاتفاق قبيل انعقاد اللجنة الامنية والمشتركة غدا الاثنين في الخرطوم . وسوف يستأنف الجانبان المحادثات حول آليات تنفيذ اتفاق الترتيبات الامنية الذي ينص على انشاء منطقة منزوعة من السلاح ووقف دعم الحركات المتمردة في البلدين . ويشترط السودان تطبيق الاتفاق الامني قبل تنفيذ اتفاق اخر.

وكان البلدان قد شرعا في التحضيرات الفنية لاستئناف النفط في شهر نوفمبر إلا ان تعثر الاتفاق على آليات تنفيذ التدابير الامنية حال دون ذلك.

وتوقع باقان حصول السودان على اكثر من 100 مليون دولار شهريا من عمليات تصدير النفط مؤكدا ان اجتماعاته في الخرطوم تمخضت عنها نتائج ايجابية تدعو الى التفاؤل بشدة بان الانفراج في العلاقات بين البلدين بات وشيكا نسبة للأرضية الخصبة التي تترافق معها ارادة قوية من الرئيسين عمر البشير وسلفا كير ميارديت.

وجدد في مؤتمر صحافي بالخرطوم مساء امس استعداد بلاده لدعم الحوار بين الحكومة والحركة الشعبية –قطاع الشمال لإنهاء النزاع المسلح في ولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان مضيفا ان جوبا يمكن ان تستخدم علاقاتها التاريخية مع قطاع الشمال والدفع بعملية سلام دائم ووصف طلب الخرطوم بتدخل جوبا لنزع سلاح المقاتلين بـ”المستحيل” لجهة انه يعني التدخل في شؤون دولة اخرى بجانب ان قدرات بلاده لا تسمح بإجراء العملية .

وأكد ان الاجتماعات التي عقدها في الخرطوم والتي تضمنت اجتماعا مع وزير الدفاع عبدالرحيم حسين ناقشت عملية الترتيبات الامنية وإيقاف دعم المعارضات المسلحة في الدولتين على نحو عاجل وسريع قائلا ان تنفيذ الاتفاق الامني من شأنه ان يهيئ الاجواء لتصدير النفط وتفعيل التجارة.

واشار الى ان الخرطوم وجوبا وافقتا على تفعيل اللجان الامنية والسياسية لتقديم الشكاوى وإجراء التحقيق حول الخروقات ودعم المعارضات المسلحة من قبل الدولتين.

وكانت الخرطوم قد اعلنت بعد التوقيع على اتفاق اديس ابابا في 27 سبتمبر ان الاتفاق الامني بنص على نزع سلاح مقاتلي الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال ، وان الوفد الحكومي لن يدخل في محادثات مباشرة مع الحركة حول تنفيذ برتوكول خاص بالمنطقتين قبل نزع سلاح الحركة .

وشدد باقان على ان بلاده لن تنعم بالاستقرار في ظل التوترات القائمة على الحدود موضحا ان العمليات العسكرية يمكن ان تشكل عائقا لاستمرار ضخ النفط عبر الحدود وتابع “نحن في دولة وليدة تعتمد على النفط ولا يمكن ان نلعب بالنار”. وأضاف “لدينا قناعات قوية لمساعدة السودانيين على انهاء النزاع المسلح ” وطالب اموم الخرطوم التعامل بالمثل ومساعدة جوبا على الحوار مع المجموعات المتمردة التي تقاتلها كي ينعم جنوب السودان بالسلام.

وأشار اموم الى انه سلم رسالة الى الرئيس عمر البشير من الرئيس سلفاكير حوت تأكيدات على التزام جوبا بتنفيذ اتفاق التعاون حزمة كاملة الى جانب دعوة البشير الى زيارة عاصمة جنوب السودان في اي وقت متاح له.

وأعلن ان زيارته شملت مناقشة ملفات هامة مع نائب رئيس المؤتمر الوطني نافع علي نافع وإجراء نقاش مستفيض حول علاقات استراتيجية بين الحزبين الحاكمين في البلدين وبناء علاقات دبلوماسية فعالة لبناء جدار الثقة وتذليل العقبات التي تعترض تنفيذ اتفاق التعاون.

ومن جانبه أكد مساعد رئيس الجمهورية نافع على نافع في تصريحات صحفية بعد الاجتماع ان الدور السياسي للمؤتمر الوطني والحركة الشعبية سيتعاظم لحث وفدي البلدين على ترجمة ما تم الاتفاق عليه والانتقال به إلى مراحل التنفيذ العملية.

وأشار نائب رئيس المؤتمر الوطني إلى أن الطرفين اتفقا كذلك على أهمية تطوير العلاقات بين البلدين في المجالات كافة حتى ينعم شعبي البلدين بالأمن والسلام والاستقرار وأن يحولا فترات الحرب والاختلاف إلى فترات الاستقرار والتنمية والمنافع المتبادلة.

وكشف نافع إنه سيزور جوبا قريباً لمزيد من التواصل وترجمة ما تم الاتفاق عليه.

وافاد اموم ان جنوب السودان ينوي بناء خطوط لأنابيب النفط عبر دول كينيا وأثيوبيا لتأكيد استقلالية الدولة الوليدة وتجنب الاعتماد على منفذ واحد لصادرات النفط وتابع “هنالك مؤشرات قوية على ان مناطق جنوب السودان زاخرة باحتياطي نفطي كبير ولذلك من المهم ان نعمل على بناء خطوط اضافية لتوسيع الخيارات”.

وذكر اموم انه لم يناقش مع المسوؤلين في الخرطوم قضية ابيي قائلا ان بلاده تدعم مقترح الاتحاد الافريقي وشدد على ان جوبا سترحب بالمسيرية اذا توغلوا للمراعي في جنوب السودان بغض النظر عن نتائج الاستفتاء او ايلولة المنطقة.

واقر اموم ان جنوب السودان يواجه تحديات بناء امة تعاني من التهميش والتخلف قائلا ان من يقرأ الاوضاع بتمعن يدرك جيدا مدى حاجة جوبا الى الاستقرار والسلام وقال ان زيارته الى الخرطوم ركزت بشكل فعال على بناء علاقات استراتيجية بين الدولتين والانتقال الى مرحلة التنمية وجذب الاستثمارات الاجنبية وإنهاء النزاعات المسلحة على الحدود.

وأفاد كبير المفاوضين ان بلاده لا تمانع في تنفيذ الاتفاق دون انتقاء الملفات عبر الهياكل المختصة وقال انه قدم تقريرا الى سلفاكير حول نتائج زيارته الى الخرطوم شملت الايجابيات التي افرزتها النقاشات التي دارت مع المسؤولين السودانيين مشيرا الى ان سلفاكير طلب اجتماعا عاجلا مع اللجنة السياسية الامنية قبيل مغادرتها الى الخرطوم لإجراء التحضيرات اللازمة وضمان نجاح الجولة المقبلة على ضوء النتائج الايجابية التي تحققت حاليا.

Leave a Reply

Your email address will not be published.