روسيا تؤكد موافقة السودان على تقسيم ابيى
الخرطوم 7 اكتوبر 2012 — اجرى المبعوث الروسي الخاص للسودان ميخائيل مارغيلوف محادثات فى الخرطوم مع الرئيس عمر البشير تكزت على العلاقات مع دولة جنوب السودان كما بحث القضايا العالقة بين البلدين وقطع بإن بلاده ستظل في خندق واحد مع السودان في كل المجالات الدولية خاصة في الأمم المتحدة وأن روسيا عبر عضويتها الدائمة في مجلس الأمن ستدعم السلام في السودان.
.وقال مارغيلوف في مقابلة مع وكالة “نوفوستي” الروسية أنه بحث ازمة أبيي المتنازع عليه بين البلدين مع البشير وكشف عن موافقة الخرطوم على تقسيم البلدة مع جوبا.
وقال المسؤول الروسي أن البشير أبلغه بتفاصيل الاتفاقيات التي توصلت اليها الدولتان خلال محادثاتهما الأخيرة التي جرت في اثيوبيا. ونقل مارغيلوف عن الرئيس السوداني أنه يوافق على تقسيم أبيي بين قبيلتي دينكا نقوك والمسيرية.
وأكد الرئيس السوداني للمسؤول الروسي أنه يسعى لتعزيز السلام وعلاقات حسن الجوار مع جنوب السودان، مؤكدا أن الصلات الوثيقة التي تربط بين البلدين لا يمكن قطعها.
نافع يعتزم زيارة موسكو
وقال مارغيلوف أن مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع سيترأس وفدا حكوميا رفيع المستوى سيصل الى موسكو نهاية الشهر الجاري.
واضاف : “تفطّن السودان خلال السنوات الماضية لأهمية استثمارات الشركات الروسية في اقتصاده وهو الآن مستعد لفتح الأبواب أمامها في جميع المجالات تقريبا، ولذلك سيُمنح الوفد تفويضا واسعا جدا”.
وتابع مارغيلوف أن الخرطوم قررت، بعد انفصال الجنوب الذي تقع فيه نحو 75 % من حقول النفط ونشوب المشاكل بين البلدين التي أدت الى وقف ترانزيت النفط عبر الأراضي السودانية، قررت التخلي عن الاعتماد على العائدات النفطية وهي الآن تولي اهتماما كبيرا باستخراج وتطوير حقول مواد معدنية أخرى مثل الذهب واليورانيوم والنحاس وخام الحديد والزنك والبوتاسيوم.
وأوضح مارغيلوف أن فريقا من العلماء الروس أجرى في سبعينات القرن الماضي دراسة جيولوجية شاملة للأراضي السودانية ووضع خريطة مفصلة للثروات المعدنية في السودان، مضيفا أن السودانيين اليوم يهتمون بالحصول على هذه المعلومات.
ونقل مارغيلوف عن وزير المعادن السوداني كمال عبر اللطيف عبد الرحين خلال لقائهما، أن الخرطوم اتخذت قرارا سياسيا باختيار روسيا كشريك استراتيجي للتعاون في مجال صناعة التعدين.
وأضاف مارغيلوف أنه بحث أيضا مع الرئيس السوداني التعاون بين موسكو والخرطوم في مجال الأمن. وأكد البشير لضيفه الروسي أن الوضع على طول الحدود السودانية مستقر في الوقت الراهن. وأشاد البشير بفاعلية الاجراءات التي يتخذها السودان وتشاد وليبيا لضبط حدودهما المشتركة. وعلى الرغم من ذلك، لم يستبعد الرئيس أن يكون هناك تهريب للأسلحة الليبية عبر الأراضي السودانية.
وذكر البشير لمارغيلوف، أن السودان يعاني بطريقة أو بأخرى من جميع المشاكل التي تظهر في منطقة الصحراء الكبرى والساحل. وذكر أن جالية مالية كبيرة تسكن في السودان يبلغ عددها نحو مليون شخص، كما أن هناك قبائل جاءت الى السودان من النيجر وتشاد وموريتانيا. وقال البشير إن بعض القضايا العالقة في هذه البلدان تهدد في الوقت نفسه الأمن العسكري-السياسي والاقتصادي لبلاده.
ونقل مارغيلوف عن البشير تأكيده على أن السودان مستعد لدعم أية جهود رامية الى إحلال السلام في منطقة الساحل وفي جمهورية كونغو الديمقراطية.