Thursday , 25 April - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

ضغوط مكثفة على متفاوضى اديس وانباء عن توقيع اتفاق اطارى وشيك

الخرطوم 17 سبتمبر 2012 — تزايدت ضغوط الوساطة الافريقية بمعاونة مبعوثين دوليين على وفدى التفاوض السودانى والجنوبى بأديس ابابا مع اقتراب نهاية المهلة التى حددها مجلس الامن الدولى للطرفين ليتمكنا من انهاء خلافاتهما حول قضايا تتصل بالحدود والأمن بينما اعلن مسؤول حكومى تحقيق تقدم ملموس فى القضايا الاقتصادية وسط توقعات بتوقيع اتفاق نهائى بحلول الجمعة المقبل .

thabo_mbeki_centre_-2.jpgوقالت مصادر ذات صلة بالمفاوضات ان المبعوث الامريكى الى السودان بريستون ليمان كثف تحركاته فى محاولة لاقناع وفد الحكومة السودانية بالموافقة على مقترح الوساطة الافريقية بسحب الجيشين “السودانى والجنوبى ” من منطقة الميل 14 المتنازع عليها وتتبيع اداريتها للامم المتحدة كحل مؤقت لحين حسم النزاع ولاسيما وان تلك الخارطة مؤقتة لحين الاتفاق على الحدود وحسمها نهائيا.

واكدت ذات المصادر ان فريق من الاتحاد الافريقي سيصل الخرطوم اليوم لتسليم الرئيس عمر البشير مقترح الوساطة بشأن ابيي وأشارت الي انه سينتقل لجوبا لتسليم رئيسها سلفاكير ميارديت ذات المقترح لإبداء الطرفين ملاحظتهما عليه قبل اجازته والمصادقة عليه بالجمعة .

واكد المتحدث باسم الوفد الحكومي في المفاوضات بدرالدين عبدالله أن التقدم مستمر في كافة الملفات المتعلقة بالمحور الاقتصادي المتصلة بالتجارة والاتفاقيات بين البنوك المركزية والمعاشات والمتأخرات .

وقال بدرالدين أن التفاوض يجرى حول الاتفاقيات الإطارية لتلك الملفات مرجحا توقيعها بالأحرف الأولي على ان يكون التوقيع النهائي فى نهاية الجولة خاصة وإنها الاخيرة مؤكدا ان الاتفاق النهائى سيكون اطاريا يغطي الملفات الاقتصادية والأمنية والحدودية .

وحول ملف الحدود قال ان هنالك اتفاقيتان يتم التفاوض حولهما الآن احداهما تتعلق بإدارة الحدود بين البلدين والأخرى حول المرجعية لعمل فريق الخبراء الأفريقي مؤكدا أن هذه الملفات تتحرك بصورة متباينة ولكنها في المجمل ربما تشكل تقدما إلي الإمام .

وتوقع المتحدث فى تصريحات صحفية ان تشهد الايام القادمة حركة أكبر في الملف الامني منوها الى ان الوقت المتبقى لبحثه لازال متسعا ورجح أن تشهد الأيام القادمة جولات مكثفة حوله .

وفيما يتعلق بالتفاوض حول منطقتى جنوب كردفان و النيل الازرق لفت بدر الدين الى تواجد من اسماهم بأصحاب المصلحة في الولايتين كان اضافة مطمئنة جدا للوفد الحكومي وتمكنوا من نقل نقاط مهمة جدا في المشكلة للوساطة الإفريقية والإعلام الدولي .

وقال بدرالدين ان المفاوضات مستمرة ومتقدمة ولكن لا يمكن الجزم بأنه سيتم الانتهاء من العمل حولها جميعا مستدركا ” ما نستطيع تقييمه هو أن التفاوض يتقدم ولكن لا نستطيع أن نحكم ما إذا كانت ستكون هناك نتائج أم لا.”

وبشان تواجد المبعوثين الدوليين فى مقر التفاوض اكد المتحدث الحكومى حضور المبعوث الأمريكي بريستون ليمان والبريطاني روبرت كوين ومبعوثة الإتحاد الأوربي روزالين لحشد مزيد من الزخم مع اقتراب مهلة مجلس الامن للطرفين لتنفيذ قراره ( 2046) منوها الى ان المبعوثين انخرطوا خلال اليومين الماضيين في اجتماعات مع وفدي البلدين للتعرف علي وجهات نظر الطرفين حول مختلف القضايا وأيضا لشرح مواقفهم من هذه الموضوعات ومحاولة تقريب وجهات النظر و الدفع بالمفاوضات إلي الأمام .

وتعليقا علي تصريحات بشأن مقترحات غربية بالتدخل في التفاوض وإنشاء منطقة عازلة قال بدرالدين أن موقف السودان حول أي تدخلات في عمل الوساطة الإفريقية يظل ثابتا وهو ان تقوم الآلية الإفريقية رفيعة المستوي بالتوسط وتيسير التفاوض بين البلدين .

الي ذلك اكد المتحدث باسم وفد دولة الجنوب عاطف كير ان الوساطة لا تملك قرارا بشأن تمديد المهلة الحالية للطرفين خاصة بعد فشلهما فى التوصل لاتفاق بشأن الترتيبات الامنية والحدود منوها الى ان القرار من اختصاص مجلسي السلم الافريقي والأمن الدولي.

وأكد كير ان الطرفين لم يتوصلا لاختراق في الملفات الامنية والحدود برغم تواصل الاجتماعات حتى الامس وقال ان الطرفان يمكن ان يتوصلا لاتفاق خلال الاربعة ايام المقبلة والمتبقية من عمر المهلة واضاف ” اذا كانت هناك جدية من الخرطوم وإرادة سياسية يمكن ان نصل لاتفاق في كافة الملفات لاسيما وان ما تبقى ليس بالكثير ” وأشار لأهمية ان تتخذ الحكومة في السودان قرار بقبول الخارطة الافريقية باعتبارها العثرة الاساسية في طريق التوصل لاتفاق.

وفى السياق وصل اديس ابابا وفد يمثل قبائل الرزيقات برئاسة والى شرق دارفور اللواء محمد فضل الله واجتمع بوفد التفاوض السودانى وباللجنة الافريقية رفيعة المستوى برئاسة ثابو امبيكى ووضع امامها وثائق ودفوعات ومستندات اثباتا لحق القبيلة فى منطقة سماحة والتى تضم الميل 14 .

وقال المتحدث باسم الوفد حسبو محمد عبد الرحمن ان الوفد وجد تأكيداً من فريق المفاوضات السودانى فى اديس ابابا بانه لن يتنازل عن شبر واحد من المنطقة.

واشار حسبو فى تصريح لوكالة الانباء السودانية الي ان الوفد اثبت بالوثائق والمستندات ان منطقة 14 ميل تتبع لجمهورية السودان لاكثر من 200 سنة اداريا وشعبيا وسياسيا واهليا . وقال ان الوفد زود فريق المفاوضات السودانى بوثائق وبمزيد من المعلومات تؤكد وجود وحدة ادارية بالمنطقة و36 مجلس قرى ورحل وخمس محاكم اضافة الى كل النشاط السياسى بالمنطقة حتى الميل 14 كلها تثبت انها تتبع لولاية شرق دارفور.

وقال حسو ان الوفد اكد للوساطة الافريقية رفضه التنازل عن شبر واحد من تلك المنطقة وطلب منها الضغط على الجيش الشعبى لدولة جنوب السودان للخروج من ” سماحة ” التى يحتلها وانه بعد ذلك يمكن ان يجرى اى حوار لقضايا مستقبلية سواء اكانت تجارة او تعامل وانه دون خروج جيش جنوب السودان فان الاطراف المختلفة لن نصل الى أي حل .

وافاد ان الجيش الشعبى دخل المنطقة فى مايو 2012 و احتل مركز الشرطة والمناطق الادارية والمحاكم فيها. وقال ان موقف الفريق المتفاوض متماثل مع موقف الوفد القادم من ولاية شرق دارفور ويمثل قبائل الرزيقات وأشار الى ان الوفد يمثل رؤساء المحاكم من كلمة ، دحير الدابى ومحكمة سماحة ورئيس اللجنة الادارية ونائب الدائرة وزعيم القبيلة ووالى الولاية ورئيس مجلس الشورى . وأكد حسبو ان الحدود قضية سيادية وقضية ارض لن يتم التنازل عنها .

من ناحية اخرى اكد والى شرق دارفور اللواء محمد فضل الله رئيس الوفد ان لا تفاوض ولا تنازل عن هذه المنطقة وان وجود الحركة الشعبية ومحاولات فرض الامر الواقع لن يسلب ابناء المنطقة حقوقهم وان الوفد طلب من الوساطة اخراج الحركة الشعبية من المنطقة لأن وجودها يسبب توترات ويؤجج الصراع مما قد يعيد الدولتين لمربع الحرب الاول .

Leave a Reply

Your email address will not be published.