البرلمان السوداني يستدعى وزير الداخلية وسط مطالبات بالتحقيق فى قتل متظاهرين
الخرطوم 17 سبتمبر 2012 – اعلن نائب رئيس البرلمان السودانى هجو قسم السيد اعتزام الهيئة التشريعية استدعاء وزير الداخلية ابراهيم محمود لاستيضاحه حول تفاصيل مقتل اثنين من المتظاهرين امام السفارة الامريكية الجمعة الماضية اثناء الاحتجاجات التى نفذها الالاف عقب عرض فيلم يسئ الى الرسول عليه السلام اكتمل انتاجه فى الولايات المتحدة الامريكية ، وسط دعوات من هيئة نصرة الرسول عليه السلام لاطلاق يد من اسمتهم المجاهدين لصد المسيئين للاسلام ورسوله وطرد الدبلوماسيين الامريكيين من السودان.
واعترفت وزارة الداخلية السودانية فى بيان عممته الجمعة بتسبب احدى سيارات الشرطة فى وفاة اثنين من المواطنين اثناء الاحتجاجات وقالت ان الحادث لم يكن مقصودا ، بينما يتهم رجال دين قناصي السفارة الامريكية بالتورط فى اصابة متظاهر ثالث بالرصاص .
وقال هجو للصحفيين امس ان البرلمان سيعرف من الوزير الذى ستستدعيه لجنة الامن والدفاع خلال اليومين المقبلين كافة التفاصيل والاسباب التي قادت لمقتل الشخصين بجانب ملابسات العنف الذى طال السفارتين الالمانية والامريكية.
وكان شهود عيان تحدثوا عن تباطؤ الشرطة فى ايقاف الهجوم على السفارة الالمانية وان بعض منسوبيها وقفوا متفرجين لحظة اضرام النيران فى محيطها الخارجى .
واعلنت هيئة شعبية تكونت لنصرة الرسول الكريم عزمها تقديم مذكرة عاجلة لوزير الداخلية ومدير عام قوات الشرطة ومدير شرطة ولاية الخرطوم تطالب بالتحقيق فى مقتل المتظاهرين وأكدت بان دماءهم لن تذهب هدرا، مطالبة بالقصاص ممن اسمتهم القتلة الامريكان الذين تسببوا قتل احد المتظاهرين برصاص قناصة انتشروا على سطح بناية السفارة الامريكية .
وشدد رئيس الهيئة الشعبية ناصر السيد فى مؤتمر صحفي بمباني هيئة علماء المسلمين بالخرطوم أمس على ضرورة اطلاق يد المجاهدين لردع كل من يسئ للرسول الكريم، مؤكدا على ان الاحداث الاخيرة أفرزت وجود اختراق فى الاجهزة الامنية
وطالب السيد بتكوين لجنة تحقيق برئاسة قاضي يتولي التحقيق فى الاحداث الاخيرة، مشددا على ضرورة الوصول لضابط الشرطة الذي وجه اساءات للمتظاهرين وللرسول الكريم ، ودعا ايضا الى طرد الدبلوماسيين الامريكيين من السودان قبل مغادرتهم وانسحابهم حفاظا على ما اسماه كرامة البلاد.
الترابي يرفض استخدام العنف
الى ذلك وصف الامين العام لحزب المؤتمر الشعبي، حسن الترابى، الذين يسيئون للنبى الكريم بأنهم “مساكين لا يعرفون عن محمد شيئا”. ، و ابدى خشيته من استغلال الاحداث العنيفة التى وقعت فى بلدان عربية ضد سفارات غربية وربطها بتواجد التيار الاسلامى على سدة الحكم فى تلك البلدان.
وقال الترابى، فى تصريحات صحفية أمس، بعد عودته من الدوحة والمشاركة فى منتدى للحركات الاسلامية بالدوحة، انه لابد للغرب ان يفهم ان الاساءة للأديان خطر عليه ،ورأى ان الدين الاسلامى اصبح واقعيا بالنسبة لأوروبا ،وان الشعوب العربية بدأت فى الظهور مشيراً الى ان المسلمين هم من علموا اوروبا الدبلوماسية.
واكد الترابى ان الحركات الاسلامية كلها اتخذت موقفاً واحداً من الاساءة الى النبى الكريم ،واعلن رفضه للاعتداء واستخدام العنف فى الاحتجاجات، وقال انه لا يجوز الاعتداء الا فى حالة رد العدوان ،ورأى ان الذى لايعتدى علينا يجب ان نعامله بالتى هى احسن ، وقال ان الاحتجاجات التى خرجت بالوطن العربى ليست منظمة فى اغلبها، مبيناً ان هنالك ظهورا جديدا للشعوب الاسلامية.
وابدى الترابى قلقا من استغلال ما حدث من اعتداءات على خلفية الفيلم المسيئ للرسول (صلى الله عليه وسلم) بربطه بالربيع العربي ووصول الإسلاميين للحكم،. وأكد عدم تأثر العلاقات بين الإسلاميين والغرب بسبب الاحتجاجات الإسلامية الأخيرة والتعامل العنيف الذي تم فيها بالاعتداء على المنشآت الدبلوماسية، وقال: “إن معظم الغرب يدرك أن الإسلاميين ليسوا من يقفون خلف هذه الاعتداءات”.
وأضاف: “الغرب يعي جيداً أن الإسلام وضع أساس التعامل الدبلوماسي واحترام المعاني الدولية قبل أن يضعوا قوانينهم الدولية”، وتابع: “أوروبا وأمريكا أدركتا أن الإسلام أصبح واقعاً وتصالحت في التعامل معه كواقع لا يمكن تجاوزه”.
واعتبر الترابي ما تم من اعتداءات خطرا في العلاقات بين الدول، واستدرك: لكن الإسلام برئ منه، فهو لا يرفض المجادلة بالتي هي أحسن، مردفا : “مواقف الإسلاميين في العالم تتفق في أن الخير يتم عبر تبادل المجادلات بأدب الحوار والمناصحة”، وتوقع الترابي أن تلجأ الدول الغربية لتعديل قوانينها لتجريم إساءة الأديان، بالرغم من خضوع ذلك لجملة الظروف التي تحدث فيها القضية.
وفى السياق اعتصمت امس خمسة فتيات بالقرب من احد شوارع الخرطوم الرئيسية احتجاجا على العنف ضد السفارات الاجنبية بالخرطوم على خلفية الفيلم المسئ للاسلام.
وحملت الفتيات لافتات مكتوب عليها”انا مسلمة انا ضد العنف – لا للإساءة للأديان – الاسلام دين سلام ” ولوحن بها في الشارع الرئيسي قبل ان يتفرقن في هدوء.
ووجدت المبادرة التي نظمتها الناشطات تجاوبا من المارة والسيارات التي كانت تسير على الشارع وقالت احداهن ” بالرغم من عددنا المحدود الا ان مبادرتنا تحض على مكافحة العنف واحترام البعثات الدبلوماسية ورعايا الدول الغربية والأجنبية وعدم تعريض حياتهم للخطر وفي نفس الوقت نرفض ايضا الاساءة للدين الاسلامي”.