قيادة الحركة الشعبية تغادر لأمريكا بعد مشاورات مع الوساطة الافريقية
الخرطوم 11 سبتمبر 2012 — غادرت رئاسة الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال العاصمة الاثيوبية متجهة إلى الولايات المتحدة بعد سلسلة من المحادثات مع الوساطة الافريقية حول المسائل الانسانية والسياسية في جنوب كردفان والنيل الازرق.
وكان رئيس الحركة مالك عقار ونائبه عبدالعزيز الحلو والامين العام ياسر عرمان قد ناقشوا في اجتماعات مع رئيس الوساطة الافريقية تابو امبيكي ونائبه النيجيري عبد السلام ابوبكر مقترحاتها الخاصة بنقل الاغاثة الانسانية عبر جنوب السودان وأثيوبيا وطلب الحركة بإحضار شخصيات من احزاب وقوي المعارضة بصفة استشارية إلى مقر المفاوضات.
وبدأت الحكومة السودانية والحركة الشعبية مفاوضات غير مباشرة منذ شهر يوليو الماضي يكتفيان فيها بتقديم وجهات النظر والمقترحات للوساطة التي تقوم بدورها بصياغة مقترحات توفيقية وعرضها من جديد على الجانبين.
وكان الجانبان يرفضان التفاوض في الماضي إلا أنهم استجابوا لدعوة الوساطة الافريقية بعد اصدار مجلس الامن لقرار يلزم الطرفان بالتفاوض بناء على الاتفاق الاطاري الموقع في 28 يونيو 2011.
وقالت مصادر مأذونة لسودان تربيون ان الحركة اتهمت مفاوضى الخرطوم بعدم الجدية فى الوصول الى تسوية لازمة منطقتي النيل الازرق وجنوب كردفان خاصة بعد مماطلة الخرطوم في تنفيذ الاتفاق الانساني ومطالبة الخرطوم بمن يسميهم الوفد الحكومى “اصحاب المصلحة” علاوة على دعوتها لتغيير مسمى “الحركة الشعبية لتحرير السودان”.
وأفادت الشرق الاوسط في عددها الصادر اليوم ان الحركة طالبت الوساطة السماح بوصول رؤساء الاحزاب والحركات المعارضة لحضور العملية السلمية وقالت ان الوفد الحكومي ألحق مؤخرا اربعة احزاب تشارك في الحكومة مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم ووصفتها بالعملية دعائية.
ويتولي رئاسة الوفد المفاوض نائب الامين العام للحركة سايمون كالو بجانب مشاركة مجموعة وصلت من الخرطوم بقيادة ازدهار جمعة وعلوية كبيدة .
وفي تعليق له على مغادرة وفد الحركة أكد كمال عبيد رئيس الوفد الحكومي استمرارهم في التفاوض وقال ان سفر عقار والحلو وعرمان أمر يخصهم . وأفاد ان الوفد الحكومي سيظل موجودا بأديس ابابا رغبة منه في الوصول الي حل لكافة القضايا المطروحة.
ويتوقع ان يلتقى وفد الحركة خلال زيارته لواشنطن بمبعوث الرئيس الامريكي للسودان برنستون ليمان وعدد اخر من المسؤولين في الخارجية الامريكية كما سيتلقى الوفد بعدد من النواب في الكونغرس والقيادات السياسية لشرح وجهة نظر الحركة في النزاع خاصة وان الحملة الانتخابية للرئاسة الامريكية قد بلغت اوجها مع عقد الحزب الديمقراطي لمؤتمر نصب فيه رسميا الرئيس باراك اوباما مرشحا لانتخابات نوفمبر القادم.
وتسعى الحركة لكسب التأييد الامريكي الرسمي لاقتراحها القاضي بقيام مفاوضات شاملة بين الحكومة والحركات المسلحة حول مشاكل الاقاليم المختلفة ومستقبل الحكم في السودان خاصة وان قوى الجبهة الثورية تنادي بإقامة دولة مدنية في السودان وإبعاد الدين عن السياسية كما تنادي بقيام نظام فيدرالي جديد.
وعرف ليمان بمعارضته لفكرة المفاوضات الشاملة كما انه يعارض طرح تنادي به جماعات ضغط امريكية بدعم الحركات وتمكينها عسكريا من الاطاحة بنظام البشير .