الشيوعى السوداني يهاجم مبعوث اوباما ويتهمه بالسعى لابقاء نظام البشير
الخرطوم 26 اغسطس 2012 — وجه الحزب الشيوعى السودانى انتقادات عنيفة الى المبعوث الامريكى الخاص بالسودان برنستون ليمان على خلفية المحاضرة التي ألقاها بمركز مايكل أنصاري التابع للمجلس الأطلسي ونشرتها الخارجية الامريكية ، في الأول من أغسطس الجاري. واعتبر الحزب اهتمام وزارة الخارجية بتلك المحاضرة ، يتجاوز حدود النشاط الدبلوماسي المألوف، ويرتبط بمخطط أمريكي يستهدف التنفيذ العملي لما طرحته أمريكا فى وقت سابق، حول الهبوط الناعم والتفكيك السلمي للنظام السودانى بقيادة الرئيس عمر البشير ، للحيلولة دون تغيير جذري تفرضه إرادة الشعب.
وقال الحزب فى بيان عن مكتبه السياسى امس ان المخطط الامريكى الجديد يتدثر بثياب قرار مجلس الأمن (2046) وتحت ذات الذريعة يسعى للاستناد إلى شرعية دولية وهو ماجعل ليمان يركز على ان تطبيع علاقات أمريكا مع السودان مربوط بإنهاء الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق، وحل كل المسائل العالقة مع دولة الجنوب، والتفاهم مع الحركة الشعبية قطاع الشمال.
ويبشر ليمان طبقا للبيان بأن تطبيع العلاقات سيقود إلى شطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ولرفع العقوبات المفروضة عليه. كما أنه سيفتح الباب للتعاون الاقتصادي مع أمريكا. وأيضا، سيقود لتوقف المساعدات الأمريكية للقوات المسلحة السودانية، لتلعب دورها في مكافحة الإرهاب، وكذلك دورها كقوات حفظ سلام في أفريقيا وخارج الحدود الإفريقية.
وكان ليمان تحدث فى تلك المحاضرة عن العلاقات مع السودان واستعرض حالة التوتر التى واجهتها طوال اعوام مضت وشدد على ضرورة العمل المستقبلى لتطبيع الوشائج والقفز فوق المرارات السابقة مؤكداً أن ما يطرحه من سيناريو تطبيع يؤسس على انهاء التوترات فى النيل الازرق وجنوب كردفان ودارفور ، يحظى بتاييد طيف واسع من المجتمع السوداني وسياسيين وأحزاب معارضة وطلاب، وكذلك من دوائر في الحزب الحاكم. واكد المبعوث ان تلك الافكار ستقود لوحدة وطنية قوية ومتينة، قائمة على دستور توافقي يكفل تقاسم السلطة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والعدالة. واضاف ليمان ان تنفيذ السيناريو يلغى اى مبررات للقتال والحرب واشار المبعوث الى ان تصوره للعلاقة الجديدة قائم على ان يكون للسودان حكومة مستعدة لمعالجة القضايا الاساسية التى فرخت النزاع الداخلى تحترم الحقوق وتمنح فرصة المشاركة للجميع
واعتبر بيان الشيوعى مقترحات ليمان طلبا صريحا من المعارضة والشعب السودانى لعقد مصالحة مع النظام، دون مقابل وفي نفس الوقت يطلب تنازلات من المعارضة ويوجّه تهديداً لحاملي السلاح.
ونوه الى ان المبعوث الامريكى يسعى لاطالى لتمديد عمر النظام فى السودان لأنه أصبح طيعا في يدهم لتحقيق مصالحهم وتنفيذ مخططاتهم في المنطقة، وقطع الحزب الشيوعى بان ميزان القوى الحالي لن يظل ثابتا . بل سيقود تنامي واتساع الاحتجاجات الجماهيرية بمختلف الأشكال، ضد سياسات النظام وجرائمه، إلى انتفاضة شعبية شاملة تقلب موازين القوى لصالح الإرادة الشعبية الغلابة.
ولفت بيان الشيوعى الى ان المخطط الجديد خطوة متقدمة على طريق تركيع النظام، شجع عليها ضعفه وتهالكه وعزلته، وتجاربهم معه بعد استخدام سياسة العصا والجزرة . واشار الى ان النظام سمح للامريكيين ، بعد أحداث 11 سبتمبر ، بقدوم تيم أمني مشترك من CIA و FBI للبحث والتنقيب عن كل ما يتعلق بتلك الأحداث في السودان، وأمدهم بكل المعلومات الأمنية المطلوبة..
الى ذلك اعلن عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي صديق يوسف انرفض حزبه الدخول فى اى حوار مع المؤتمر الوطني قبل توفر الجو الديمقراطي لطرح وجهة نظر الحزب
ونوه الى ان السلطات تمنع صحيفة الشيوعى “الميدان” من الصدور منذ أكثر من 113 يوما وقال يوسف فى تصريح لموقع الميدان الاكترونى ان القوى السياسية ترفض ادارة اى حوار ثنائى مع الحزب الحاكم فى السودان بعد ثبات اخفاق الحلول الثنائية . واضاف ” إننا في قوى الاجماع الوطني توصلنا إلى أن الحل الوحيد لمشاكل السودان هو اسقاط هذا النظام وليس ترفيعه. ”
واتهم صديق يوسف الادارة الامريكية بالسعى إلى ايجاد صيغة مصالحة مع المؤتمر الوطني، وعدها امرا مستحيلا لأن التجربة اثبتت عدم التزام المؤتمر الوطني بأي اتفاق بالنظر الى تفاهمات نيفاشا والقاهرة وابوجا واخيرا اتفاق الدوحة.
واعتبر الشيوعى فى بيانه ذاك المخطط نهج سارت عليه الإدارات الأمريكية المتعاقبة، للاستفادة من ثروات السودان وموارده وموقعه الاستراتيجي.وامتداد لنهج المعونة الأمريكية المشروطة منذ عهد الرئيس الاسبق ابراهيم عبود والسعى لتحويل السودان إلى مركز إقليمي وقاعدة للمخابرات الأمريكية وقوات الانتشار السريع في وسط وشرق أفريقيا على عهد الرئيس جعفر نميري.