Saturday , 20 April - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

وفاة القائد فاولينو ماتيب فى نيروبى

الخرطوم 23 اغسطس 2012 — توفي في العاصمة الكينية نيروبي صباح امس نائب القائد العام لجيش جنوب السودان فاولينو ماتيب نيال عن عمر ناهز السبعين بعد صراع طويل مع المرض.

gen_paulino_matip.jpgوقال مدير مكتبه العقيد جيمس لونغ طيشوت لـ”سكاي نيوز عربية” إن الجنرال ماتيب غادر جوبا أوائل هذا العام إلى العاصمة الكينية نيروبي في طريقه إلى الولايات المتحدة الأميركية لتلقي علاج لمرض السكري، لكنه مكث بنيروبي بعد اكتشاف إصابته بفشل كلوي مزمن أدى لوفاته صبيحة الأربعاء.

وانضم فاولينو، الذي كان زعيماً قبلياً لمجموعة “نوير بول” بولاية الوحدة، إلى الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان التي أسسها الراحل جون قرنق في 16 مايو 1983، لكنه سرعان ما انشق عن الحركة في 1986 بعد نشوب خلاف بينه وبين قائدها قرنق.

وأسس الجنرال الراحل مجموعة عسكرية منفصلة تحت اسم “قوة دفاع جنوب السودان” ووصل لتفاهمات مع نظام الرئيس عمر البشير بعد وصوله للسلطة في يونيو 1989.

وعين البشير القائد فاولينو لواء بالجيش السوداني وقدم له الدعم اللوجستي والعسكري، فبدأ حرباً ضد الحركة الشعبية وقوات الجيش الشعبي وكان يمثل أكبر العقبات التي أعاقت الحركة عن الوصول إلى مناطق إنتاج النفط في غرب أعالي النيل وبعض مناطق ولايات بحر الغزال الكبرى.

وفشلت عدة محاولات لتوحيد حركته مع الحركة الأم التي كانت تحت قيادة جون قرنق نتيجة ما اعتبره الكثير من المراقبين خلافاً شخصياً بين الاثنين.

ويرفض العقيد لونغ اعتبار الخلاف بين القائدين شخصياً، مشيراً إلى أنه اختلاف في التوجهات، فبينما كان قرنق قائداً وحدوياً يطرح إعادة توحيد السودان على أسس جديدة فيما أسماه “مشروع السودان الجديد”، كان ماتيب محسوباً على التيار الانفصالي ضمن حركة “أنيانيا الثانية”، وهي حركة عسكرية جنوبية تعود جذورها إلى ما يعرف بثورة توريت في عام 1955 وكانت تطالب بانفصال جنوب السودان.

بعد إعلان وفاة جون قرنق بسقوط مروحية كانت تقله في يوليو 2005 بعد توقيعه الاتفاق الذي قاد أخيراً لانفصال الجنوب، أعلن فاولينو من طرف واحد وبدون شروط وقف العدائيات بينه وبين الحركة الشعبية، مؤكداً تبعية قواته المقدرة حينها بـ 54 ألف ضابط وجندي، لخلف قرنق، سلفاكير ميارديت لاعتقاد فاولينو ان سلفا كير يتفق معه في التوجهات الانفصالية على عكس قرنق.

وقابل سلفاكير هذا الإعلان بترحاب ودخل في مفاوضات مباشرة مع ماتيب ليتوصل الطرفان إلى اتفاق في الثامن من يناير 2006 عرف باسم “إعلان جوبا”.

وانضم بموجب الاتفاق الجنرال فاولينو ماتيب نيال وقواته للجيش الشعبي، وعينه سلفاكير نائباً له في قيادة الجيش الشعبي برتبة فريق، ثم تمت ترقيته لاحقاً لرتبة الفريق أول في نفس الموقع “نائب القائد العام”، وهو ثاني أربع قيادات يحملون هذه الرتبة، وهي الأعلى في جيش جنوب السودان بعد رئيس الجمهورية والقائد العام للجيش سلفاكير ميارديت.

إلا ان ذلك ام يمنع قواته من الاشتباك مع الجيش الشعبي عدة مرات في ولاية الوحدة وكان يتهم الحكام تعبان دينق بالتأمر ضده والعمل على الحد من نفوذه إلا أن الحاكم نفى مثل هذه التوجهات وعمل سلفا كير على ان يكون متواجدا في جوبا لتفادي الاحتكاكات بينه وبين تعبان.

Leave a Reply

Your email address will not be published.