استقالة مدير الطيران السودانى بعد مقتل نافذين فى تحطم طائرة
الخرطوم 22 اغسطس 2012 — استقال المدير العام لهيئة الطيران المدني السودانى محمد عبدالعزيز، امس على خلفية تحطم طائرة مدنية الاحد من طراز “انتنوف” على جبل ببلدة تلودى فى ولاية جنوب كردفان ، ما أودى بحياة 32 بينهم دستوريون وعسكريون.
وبعث عبد العزيز استقالته الى الرئيس عمر البشير فيما لم يتاكد قبولها او رفضها ، فى وقت أعلنت شركة ألفا آيرلاينز السودانية للطيران، والتى تتبع لها الطائرة المنكوبة ، فتح تحقيق لتحديد أسباب تحطم طائرة الانتونوف
وقال مدير الطيران المستقبل فى بيان وزعه امس ان حادثة طائرة تلودي، جعلته يقدم على خطوة الاستقالة عبر الوزير المختص لينقلها الى البشير.
واشار عبد العزيز إلى فقدان السودان مجموعة من أنبل وأشجع قياداته وأبنائه ، ما يمثل فجيعة وطنية ومصاباً جلل يقتضي تنحي المسؤول الأول عن سلطة الطيران المدني أياً كانت مسببات الحادث معلنا استعداده لتحمل نتائج التحقيق فى الحادث وكل مايترتب عليه .
واودى الحادث بنحو 26 من المسؤولين ابرزهم وزير الارشاد والاوقاف غازى الصادق ومسؤولين فى وزارة الداخلية وجهاز الامن والمخابرات اثناء رحلة اعتزموها الى بلدة تلودى بولاية جنوب كردفان صبيحة عيد الفطر لمشاركة اهالى البلدة المتاثرة بالحرب فرحة العيد.
و أرجع عبدالعزيز الاستقالة إلى إفساح المجال لمراجعة البرنامج الصلاحي الذي يخضع له الطيران المدني منذ ثلاث سنوات في جوانبه المختلفة، قبل أن يتقدَّم بالتعازي لأسر قتلى الطائرة.
ويعاني قطاع الطيران في السودان من جملة مشكلات قادت إلى حظر من الاتحاد الأوروبي . فيما تشكو الخرطوم من حرمانها الحصول على قطع غيار الطائرات بسبب العقوبات الامريكية التى فرضت عليها قبل اكثر من عشر سنوات ما ادى الى تزايد حوادث الطيران خلال الثلاث اعوام الاخيرة.
وكان كتاب صحفيون هاجموا أخيراً سلطة الطيران المدني والبرنامج الإصلاحي الذي تنفذه.
الى ذلك أكدت السفارة الروسية بالخرطوم، ، أن طياراً روسياً قتل في حادث طائرة تلودى وقال المتحدث الإعلامي للسفارة يوري فيداكاس ” إن القتيل الروسي “كان قائد الطائرة”.
ولم يكشف فيداكاس اسم الطيار الذي قال إنه يعمل “بعقد خاص” مع شركة ألفا آيرلاينز المشغلة لرحلة تشارتر التي كانت طائرة الأنتونوف تقوم بها صباح الأحد.
وتوظف شركات طيران عديدة صغيرة في السودان طيارين من الاتحاد السوفيتي السابق.
وضم طاقم الطائرة المنكوبة أربعة من الطيارين الروس بجانب طيار سوداني يدعى “عبدالمنعم” ومضيفتين سودانيتين
وأكد المسؤول الإداري في شركة ألفا، محمد الحسن طه، لـ”فرانس برس” أن فريقاً من سلطة الطيران المدني السودانية سيبدأ الإثنين تحقيقات ربما تستغرق شهرين على الأقل.
وصرَّح المسؤول في شركة الطيران، طلال محمد في مقر الشرطة أن قائد الطائرة الروسي “يعمل مع الشركة منذ خمس سنوات”، لافتاً إلى أن طاقمها “ليس من المبتدئين”.
وبحسب وزير الإعلام السوداني، أحمد بلال، فإن الطائرة “تحطمت على تل” بسبب الأحوال الجوية السيئة.
وكان النائب الأول للرئيس السوداني على عثمان طه ووالي الخرطوم عبد الرحمن الخضر ، خصصا يوم الاثنين لمواساة أسر ضحايا طائرة جنوب كردفان بمن فيهم طاقم الطائرة والمضيفات.
واقام حزب المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم ماتما فى مقره الاثنين لتلقى التعازى وقال الخضر، إن الموت غيب عدداً من أبناء السودان، وطالب بالدعاء والمغفرة لهم للقتلى، وأشاد بحسن خلقهم وسيرتهم، وأكد أن ما قدموه للوطن لن يتوقف .