اجراءات امنية مشددة بعد نزاع قبلى شمال دارفور والحكومة تحظر حمل السلاح
الخرطوم 17 اغسطس 2012 — تدخلت القوات المسلحة والشرطة بولاية شمال دارفور لاحتواء نزاع قبلى نشب بين قبيلتى البرتى والزيادية فى منطقة مليط على مدى الأيام الثلاثة الماضية وأدت إلى مقتل ستة أشخاص وإصابة 12 آخرين بجروح متفاوتة.
ووصل وزيرا الدفاع والداخلية امس الى البلدة للوقوف على التطورات الامنية ، فيما اتهمت قبيلة الزيادية والى شمال دارفور عثمان يوسف كبر بالتورط فى الاحداث وتسليحه مليشيات موالية لإرهاب بقية القبائل، واتخذت الحكومة اجراءات مشددة للسيطرة على الوضع وحرمت الحركات الموقعة على اتفاقيات مع الحكومة من حمل السلاح وحظرته على القوات النظامية.
وقال معتمد مليط محمد عثمان إبراهيم إن الجيش والشرطة بسطا الخميس سيطرتهما بالكامل على سوق المدينة والمناطق المحيطة بها والتي كانت مسرحاً لاشتباكات مسلحة بين مجموعات متفلتة. وأوضح المعتمد أن الاشتباكات نتجت عن اتهامات متبادلة بقتل مواطنين اثنين في ظروف متفاوتة.
وأضاف أن الاشتباكات بين المتفلتين كادت أن تتحول إلى صراع قبلي بين قبيلتي البرتي والزيادية لولا التدخل السريع والعاجل من قبل القوات النظامية وسيطرتها على الموقف.
ونفى وقوع أي خسائر مادية كبيرة سواء بسوق المدينة أو في الممتلكات الأخرى، مشيراً إلى احتراق متجر واحد للوقود بالسوق الرئيسي نتيجة لسقوط قذيفة بجانب وجود حالة كسر لأحد المتاجر بالسوق.
لكن مجلس شورى قبيلة الزيادية قال فى بيان ان الخسائر قدرت بأكثر من (ثلاثة عشر مليار جنية سوداني) . واعتبر البيان الوالى كبر المسؤول الأول والأخير عن الاحداث بسبب تجنيد أفراد من قبيلة البرتي تحت مظلة الدفاع الشعبي يطلقون علي أنفسهم “جيش كبر” وأشار البيان الى ان الوالى وزع أكثر من 7000 قطعة سلاح علي قري ومدن أهله بالولاية وأصبحوا ينهبوا ممتلكات المواطنين.
وفور وصول وزير الدفاع الفريق ركن عبدالرحيم محمد حسين ووزير الداخلية ابراهيم محمود حامد الى الفاشر انخرطا في اجتماعات مكثفة مع اللجنة الامنية بمدينة الفاشر لاحتواء الموقف الامني فى مليط.
وقال وزير الدفاع لوكالة السودان للأنباء أن الزيارة ترمى للوقوف ومراجعة الأحداث الأمنية التي شهدتها الولاية خلال الأيام الماضية مشيرا إلى أن الوفد استمع إلى تنوير من الوالى ولجنة الامن تضمن شرحا للأحداث التي وقعت بكل من الفاشر وكتم ومليط والجهود التي بذلت للسيطرة عليها.
وقال عبد الرحيم أنه اجتمع ايضا مع قيادة الفرقة السادسة مشاه والأجهزة الامنية الاخرى للوقوف على أوضاعها وجهودها للتصدي لبعض الحركات المتمردة المتواجدة فى أطراف الولاية.
كما اجتمع الوزير مع السلطة الإقليمية بمقرها بالفاشر لنقاش التطورات الأمنية والأحداث التي وقعت ممن اعلنوا الانتماء لحركة التحرير والعدالة ، موضحا ان وفده اطمأن على التحقيق فى الأمر بواسطة لجنة مختصة معلنا أن وزارته بدأت في اتخاذ إجراءات عسكرية وقضائية حازمة وحاسمة حتى تتم السيطرة على الموقف بصورة جيدة ، مبينا الاتفاق في الاجتماعات الثلاثة على مختلف الإجراءات التي من شأنها معالجة تلك القضايا .
وقال وزير الداخلية إبراهيم محمود ان الأحداث الأمنية التى شهدتها شمال دارفور خلال الأيام الماضية كانت تبدأ فرديا ثم تتفاقم بفعل العواطف والأغراض الخاصة لإحداث الفتن ، معبرا عن تقديره لحكمة والى الولاية وأعيانها.
وأكد يوسف كبر أن جميع الأحداث الأمنية التي شهدتها الولاية خلال الفترة الماضية بما فيها أحداث مليط تم احتوائها وبات الوضع الآن تحت السيطرة الكاملة لحكومة الولاية ، وكشف أن من اهم مخرجات زيارة الوفد الوزاري الاتحادي هو الاتفاق على اخلاء المدن من المسلحين تماما إلا القوات النظامية ويشمل الحظر الحركات المسلحة الموقعة على اتفاقيات.
وأكدت مصادر مقربة من اللجنة الامنية انها ستقوم بإرسال وفدين منفصلين الى قبليتي البرتي والزيادية لاحتواء الموقف وقال بيان من مجلس شوري الزيادية فى ولاية الخرطوم ان القبيلة صبرت على استفزازات متكررة من قبيلة البرتي التى بادرت على نحو مفاجئ قبل يومين الى ضرب ” النحاس” في منزل ملك البرتي والذي يبعد طبقا للبيان عدة أمتار من مبني المحلية ومبني جهاز الأمن ونوه البيان الى ان ضرب النحاس لا يكون الا للحشد لملاقات العدو .وتحركت بعدها مجموعات ترتدي زي الشرطة وتستخدم سياراتها وبدأت بالهجوم علي حي المرابيع مستعمله كل الاسلحة بما فيها الدانات مع الإعتداء علي كل المتاجر التي يمتلكها الزيادية في سوق مليط سلباً وحرقاً .
وحمل الزيادية الوالى عثمان كبر المسئولية كاملة لان المجموعات التي هاجمت وقتلت تنتسب الى جيش كبر الذي سلحه باسم الدفاع الشعبي كما اتهم البيان الوالى بهضم كل حقوق الزيادية السياسية وإقصاء من الجهاز التنفيذي في الولاية والاعتداء علي كل الحواكير التي تتبع للزيادية وتوعدت القبيلة برد الصاع صاعين وعدم الصمت على تلك التجاوزات.