تقارير بقتل 12 شخصا فى مظاهرات نيالا والحكومة تتهم الحركات المسلحة بالتخطيط لتخريب واسع
الخرطوم 1 اغسطس 2012 — قتل عدد من الاشخاص يتراوح عددهم بين 12 إلى 9 اشخاص غالبيتهم من الطلاب صغار السن مصرعهم امس فى نيالا عاصمة جنوب دارفور اثر احتجاجات سلمية على الاسعار قمعتها قوى الامن باستخدام الرصاص الحى والغاز المسيل للدموع .
وشيع القتلى ليل امس فى موكب مهيب وسط حالة من الاحتقان والغضب الشديد.
وقال شهود عيان ان الاحداث اوقعت 12 قتيلا استقبلت مستشفى المدينة جثث تسعة منهم فيما اصيب اكثر من 50 اخرين بجراح اثر استعمال الشرطة للرصاص الحي والغاز المسيل للدموع ، ولم يتثنى لسودان تربيون التحقق من صحة هذه الارقام في الوقت الذي تضاربت فيه الارقام الرسمية إذ تقول الشرطة السودانية ان عدد الموتي قد بلغ ثمانية أفراد بينما أفاد الوالى حماد اسماعيل بقتل ست متظاهرين.
وطبقا لقائمة تحصلت عليها سودان تربيون فإن اسماء القتلي في مظاهرات نيالا هم : 1- محمد أبكر: 17 عاماً طالب بالمرحلة الثانوية، 2- تهاني حسين : 17 عاما – اصيبت بعيار نارى مباشر في الرأس، 3- جمال ابراهيم : 17 عاما طالب بالمرحلة الثانوية ، 4- مجاهد محمد: 18 عاما طالب بالمرحلة الثانوية ، 5- محمد علي: 16 عاما طالب بالمرحلة الثانوية ، 6- نورالدين جدو: 17 عاما طالب بالمرحلة الثانوية ، 7- ابراهيم محمد عبد القادر ، 8- الهادي حسين: قتل في منزله بطلقة طائشة ، 9-علي الطيب ، 10- عبد اللطيف ادم ، 11- حسب الله محمد ، 12- حواء عبدالله.
وأكدت المصادر ان الوضع فى المدينة يشوبه التوتر وان الاهالى مصممين على النزول للشارع ومواصلة الاحتجاجات التى اتسمت بالعنف فى يومها الثانى عقب موجة غلاء طاحن طالت وقود السيارات .
واضرم المتظاهرون النار في مركزي شرطة نيالا جنوب وشمال كما احرقوا ادارة التعليم ومحطة للوقود وانقسموا لمجموعات صغيرة ورموا بالحجارة مبنى الإذاعة الحكومية المحلية ومبنى حكوميا آخر كما اغلقوا الطرق بإطارات مشتعلة، وردد المتظاهرون “الشعب يريد إسقاط النظام”.
واتهم والي ولاية جنوب دارفور حماد اسماعيل في مؤتمر صحفي عقده امس في نيالا من اسماهم بالمندسين من المعارضة والحركات الدارفورية المسلحة بالوقوف خلف الاحداث لزعزعة الامن بالولاية.
وتفاقمت الاوضاع بعد دخول نقابة اصحاب الحافلات والمواصلات فى اضراب مفتوح عن العمل وتجمهر المئات من اصحاب الحافلات فى المواقف, وتوقفت عمليات الترحيل من والى وسط المدينة للمواطنين والموظفين الى اماكن عملهم بمؤسسات الدولة حتى بعد الساعة 12 ظهرا.
ونفذ الاضراب بعد ارتفاع اسعار الوقود على نحو وصف بالجنونى ، ووصل سعر جالون البنزين الى (40) جنيه.
واتهمت مصادر بالولاية هاتفتها سودان تربيون السلطات المحلية باحتكار الوقود وحصره على محطتين فقط بواقع 1000 جالون لكل محطة فى اليوم وحددت مواقيت العمل بهما من الساعة العاشرة صباحا وحتى الخامسة مساءاً وبررت تصرفاتها بالتخوف من تسرب الوقود الى الحركات المسلحة.
وقالت وزارة الداخلية السودانية فى بيان عمته رئاسة قوات الشرطة ليل امس ان بعض الجهات عمدت الى ممارسة عمليات تخريب منظمة فى نيالا باستهداف المقار الحكومية ودور الشرطة وناشدت المواطنين بعدم الانسياق وراء التحريض و تفويت الفرصة على من اسمتهم المتربصين بأمن واستقرار البلاد .
وأكدت الوزارة ان التطورات اضطرتها الى التعامل بما قالت انه حد ادنى من القوة وأضافت ان الإحداث ادت الى سقوط عدد من الجرحى بينهم 24 من رجال الشرطة 3 منهم فى حال الخطر
وأشار البيان الى ان عدد من سائقي الحافلات والمواطنين تجمعوا امس الاول أمام مكتب النقابة بنيالا احتجاجا على زيادة سعر الوقود مطالبين بزيادة التعريفة للمواصلات تمت الموافقة على مطلبهم وعلى اثر ذلك خرج عدد من طلاب المدارس الثانوية والأساس وبعض المواطنين وقاموا برشق المارة والسيارات بالحجارة وقال البيان ان التصرف نتج عنه إصابة بعض المواطنين وتهشم بعض زجاج السيارات و تم احتواء الموقف والقبض على عدد من المتهمين.
ولفتت الشرطة الى ان الاحداث تصاعدت امس بانطلاق المظاهرات فى عدد من الأحياء واستهدفت بنحو مباشر قوات الشرطة والعقار والمنشآت الحكومية والخاصة من بينها محطات الوقود والأماكن الخدمية وأشعلت النيران فى عدد منها بالإضافة الى التهجم على منشآت إستراتيجية وحيوية والقيام بالنهب والسرقات فى اسواق المدينة , علاوة على محاولة اقتحام قسم شرطة نيالا جنوب وتخريب وحرق محطة الوقود وحرق مكاتب القسم وعدد من نقاط بسط الأمن الشامل وصيدلية ومحلات تجارية وسيارات مواطنين وإتلاف سيارات من الدفاع المدني.
وقالت الشرطة انها رصدت عدداً من الذين يحملون أسلحة نارية وبيضاء وقالت ان عملا تخريبيا منظما صاحب الأحداث واتسم بعضه بالعنف الزائد والتخريب المتعمد والسيطرة على المنشآت الحيوية والإستراتيجية والاعتداء على أفراد وأعضاء الأجهزة الأمنية الأمر الذي اضطر الشرطة للتعامل بالقدر الأدنى من القوة المطلوبة للسيطرة على الموقف والدفاع عن النفس وحماية الارواح والممتلكات.
وأكد والى جنوب دارفور حماد إسماعيل أن السلطات رصدت الموقف مبكرا وأفادت بوجود تجمعات منذ الصباح إضافة إلى تحركات من معارضين مدعومين من الحركات المسلحة ترمى إلى إحداث بلبلة داخل المدينة.
وأشار الوالي إلى أن الإحداث التي وقعت كانت تستهدف بصورة مباشرة مؤسسات الدولة المدنية والبنوك والمرافق العامة وان الأمر يشابه الأفعال التي كانت تقوم بها الحركات المسلحة سابقا من حرق وتخريب للمؤسسات مؤكدا أن الأمر لا علاقة له بالأمور الاقتصادية وانه استغلال للوضع من “متفلتين” لشل الاقتصاد ولإحداث مزيد من المعاناة لمواطني الولاية.
واقر حماد بان عدداً من السلع والخدمات تأثرت بالسياسات التقشفية العامة للدولة مؤكدا على أن حكومة الولاية وضعت كافة التدابير اللازمة للحيلولة دون تأثر المواطنين والشرائح الضعيفة بالأمر وقال أن من بين الخدمات المتأثرة بالتقشف تمت زيادة تعريفة المواصلات 80 قرشا اضافية فكانت نقطة انطلاقة الحركة التخريبية على حد تعبيره.
وقررت حكومة الولاية تعليق الدراسة بمدارس الأساس والثانوي بمدينة نيالا لحين إشعار آخر، وقال حماد إسماعيل، في مؤتمر صحفي عقده بنيالا، إن جملة من الإجراءات الاحترازية اتخذتها حكومته لمواجهة من سماهم “بمثيري الشغب والتخريب، الذين استخدموا طلاب المدارس وقوداً لتنفيذ أجندتهم تجاه استهداف أمن المواطن وممتلكاته ونهب ثرواته في دارفور”.
واتهم حماد عدداً من الجهات التي تسببت في افتعال الاحتجاجات، من بينها الحركات المتمردة في دارفور، وأشار إلى أن خطة المتسببين في الأحداث كانت شغل الناس بالاحتجاجات لنهب سوق نيالا وتخريب بعض المؤسسات الخدمية بالمدينة لكن الأجهزة الأمنية تصدت وأفشلت هذا المخطط، بحسب تعبيره.
وأكد والي الولاية القبض عدد من “العناصر المندسة” لتحريض الطلاب وتوعد بتقديمهم للعدالة التي ستطال كل مخالف للقانون اعتدى على الضحايا، حيث تم رصد ذلك عبر الأجهزة المختصة، حسب قوله.