تضاؤل فرص الوصول لاتفاق حول المسائل العالقة قبيل اانتهاء مهلة مجلس الامن
الخرطوم 30يوليو 2012 — تعثرت مفاوضات السودان وجنوب السودان حول النفط بشكل مفاجئ امس الاحد بعد احراز لتقدم ملموس في ملف النفط الشائك، وذلك في الوقت الذي دعت الولايات المتحدة البلدين إلى التوصل إلى اتفاق محذرة من انقضاء المهلة دون التوصل إلى اتفاق.
وانفضت جلسة المفاوضات المسائية بين الوفدين السوداني والجنوب سوداني دون التوصل إلى اتفاق، بعد تسريبات اشارت الى وصول المفاوضين إلى طريق مسدود بشأن رسوم العبور وإيجار الخط الناقل للبترول، وسط تباعد في المواقف وتمسك كل طرف بعرضه.
ويجئ التراجع الاخير بعد اعلان وفد الحكومة السودانية تخليه عن عرضه بنقل نفط دولة جنوب السودان الى التصدير الى الخارج من «36 » دولارا الى « 32 » دولارا ، وترك الباب مفتوحاً لتقديم مزيد من التنازل للوصول الى اتفاق مع جوبا .
ويعود ذلك إلى رفض جوبا القبول بطلب الخرطوم بتسديد المستحقات في شكل بترول خام بدلا من تسديده نقدا وترى الخرطوم ان ذلك يسمح لها بالاستفادة من ارتفاع اسعار البترول مستقبلا وتجنب الدخول في مفاوضات جديدة فمع جوبا.
بينما رفضت جوبا هذا الطلب واعتبرت ان ذلك غير متعارف عليه دوليا واتهمت الخرطوم بمحاول تحميلها نفقات ديونها مستقبلا.
وتوقعت مصادر صحفية انعقاد اجتماع حاسم لطي ملف النفط، بعد اتفاقات للطرفين حول الديون والمنحة التعويضية للسودان.
وأشارت إلى أن المباحثات حول النفط في انتظار ما يصدر عن الوساطة الأفريقية والمراقبين الدوليين، بينما دخل كل طرف في اجتماعات مكثفة كل على حدة، بجانب اتصالات تجريها الوساطة.
وعاد إلى مقر التفاوض بأديس أبابا رئيس وفد الحكومة السودانية؛ إدريس محمد عبدالقادر، والمتحدث باسم الوفد؛ مطرف صديق، بعد اجراءهما مشاورات مع القيادة السياسية.
وفى الاثناء اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية العبيد احمد مروح ، أن جميع المسارات مفتوحة فى مفاوضات أديس أبابا ، مشيرا إلى أن أجواء التفاوض ايجابية.
وقال لبرنامج (صدى الأحداث) التلفزيونى ليل امس ، إن أي إتفاق بين الوفدين بشأن النفط سيتم تنفيذه بعد الإتفاق على القضايا الأمنية.
واستبعد مروح اتخاذ مجلس الأمن الدولي إجراءات بعد انقضاء المهلة التي تم تحديدها للوصول إلى اتفاق في الجانب الأمني قبل الثاني من أغسطس المقبل.
الى ذلك دعت الولايات المتحدة السودان وجنوب السودان إلى بذل كل الجهود الممكنة من أجل التوصل إلى اتفاق سلام
وقالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة؛ سوزان رايس، في بيان لها إن “الولايات المتحدة تدعو الطرفين إلى الوفاء فوراً بتعهداتهما بموجب القرار 2046″.وأمهل مجلس الأمن البلدين ثلاثة أشهر، أي حتى 2 أغسطس، لتسوية خلافاتهما.
واشارت إلى تزايد: احتمالات عدم التوصل إلى اتفاق شامل على القضايا العالقة” قبل الثاني من أغسطس.
وذكرت أن القرار ينص على “اتخاذ الإجراءات المناسبة التي تنص عليها المادة 41 من ميثاق الأمم المتحدة إذا اقتضى الأمر”. وتجيز المادة 41 فرض عقوبات اقتصادية على أي بلد يرفض الامتثال لقرار صادر عن الأمم المتحدة.
وسيقدم رئيس الوساطة؛ ثامبو أمبيكي، تقريراً عن جهوده لمجلس الأمن في 9 أغسطس وهو التاريخ الذي سيعقد فيه مجلس الأمن، أول اجتماعاته لبحث العقوبات المحتملة.