تعثر مفاوضات الخرطوم وقطاع الشمال والحكومة تشترط القاء السلاح
الخرطوم 29 يونيو 2012 — رشحت مصادر حكومية نافذة تعرض محادثات الحكومة السودانية مع الحركة الشعبية – قطاع الشمال- للانهيار فى اى لحظة بسبب تباعد الرؤى وتبادل الاتهامات بين قادة الوفدين بعدم الجدية فى التوصل الى تسوية حول الملف الانسانى مع اتساع شقة الرؤى حول التسوية السياسية
وقالت المصادر لسودان تربيون من مقر المفاوضات بأديس ابابا امس ان الوساطة الافريقية اجرت لقاءات غير مباشرة بقادة وفدى الحكومة والحركة تم خلالها تبادل مقترحات مكتوبة بشأن التسويات الانسانية والسياسية
وأشارت الى ان الخرطوم رفضت اى تفاوض حول قسمة السلطة والثروة واشترطت على الحركة وقف الحرب وتسليم اسلحتها والدخول فى منافسة سياسية عبر الانتخابات المقبلة
واتهم المتحدث باسم الحركة ، ياسر عرمان، قطاع الحكومة بمحاولة فتح حوار سياسي قال انه سابق لأوانه، وعده محاولة “صرف النظر عن الأزمة” الانسانية. وأضاف عرمان في مقابلة مع بي بي سي امس ان نحو الف شخص يعبرون الحدود يوميا من ولاية النيل الازرق وجنوب كردفان الى جنوب السودان للنجاة من الجوع والأمراض.
وفى المقابل اتهم رئيس الوفد الحكومي كمال عبيد، الحركة بعدم الرغبة في التوصل لاتفاق سلام حقيقي في النيل الأزرق وجنوب كردفان، وقال إن الحركة تريد الاستفادة من المساعدات الغذائية لتموين عناصرها المسلحة.
وحمل عبيد الحركة الشعبية مسؤولية تردي الوضع الإنساني بالمنطقتين ، وقال فى تصريح امس “نحن ملتزمون بإيصال الإغاثة لمستحقيها”، وأضاف: “اتهامات الحركة الشعبية بائسة وغير جادة وليست حريصة على تحقيق السلام”.
وتابع : “يريدون الاستفادة من المساعدات الإنسانية لتشوين عناصرهم التي انقطعت عنها المؤن والإمدادات ونحن ملتزمون بإيصال الإغاثة لمستحقيها، والأمم المتحدة تعرف قدرة الحكومة السودانية على القيام بهذا الأمر”.
إلى ذلك شدد ممثل الأمين العام للجامعة العربية بالسودان؛ صلاح حليمة، على ضرورة الإسراع في تنفيذ المبادرة الثلاثية لإغاثة المنطقتين، ووصف الأوضاع الإنسانية بأنها باتت لا تحتمل الانتظار.
وقال حليمة إن الأوضاع الإنسانية لا تحتمل الانتظار لطبيعة المنطقتين ولا بد من التوصل إلى قرار يتم بموجبه إنزال الاتفاقية لأرض الواقع.
انتقادات شديدة اللهجة لياسر عرمان
وأصدر وفد الحكومة السودانية بياناً صحفياً فند فيه تصريحات الامين العام للحركة ياسر عرمان حول مواقف الحكومة السودانية وجهودها لإيصال العون الإنساني إضافة إلي الموضوعات اختصاص التفاوض بين الطرفين.
كما اتهم البيان عرمان بالتمادي في استعمال العنف اللفظي وتحريف المعلومات بشأن المواقف التفاوضية لتضليل الرأي العام.
وكان عرمان قد صرح بان الحكومة تعرقل المفاوضات وأنها تربط بين ترفض اشتراك الحركة الشعبية في ايصال المساعدات الانسانية بدون اتفاق سياسي. وقال عرمان انهم لم يأتوا للتفاوض مع الحكومة السودانية وانم الاجراء مشاورات مع الوساطة.
إلا ان الوفد الحكومي أوضح في بيانه أنه تلقى الدعوة من الوساطة الافريقية للانخراط في مفاوضات السياسية مع الحركة الشعبية شمال تنفيذا لقرار مجلس 2046 الذي ينص بعقد مفاوضات استنادا على الاتفاق الإطاري بشأن الشراكة السياسية والترتيبات السياسية والأمنية المتعلقة بولايتي النيل الأزرق وجنوب كرد فان المبرم في 28 يونيو 2011م.
وأضاف البيان إن استجابة الحكومة السودانية للدعوة تجئ ايضا اتساقاً مع جهودها لإحلال السلام في السودان وبين السودان وجنوب السودان وفى إطار التزامه الأخلاقي ومسؤوليات الدولة تجاه شعبها. كما انها تجئ ايضا استجابة السودان لدعوة من الآلية الأفريقية رفيعة المستوى لإنفاذ بنود المبادرة الثلاثية مع الشركاء الثلاثة؛ الاتحاد الأفريقي، الجامعة العربية ومجلس الأمن.
وقال البيان إن تصريحات ياسر عرمان مليئة بالمغالطات والتناقضات وتحريف المعلومات لتضليل الرأي العام الداخلي والعالمي. وقال ان الحركة حالت دون التوصل لاتفاق انساني لرغبتها في الاستفادة من المساعدات الانسانية ونفي البيان سعي الحكومة لتحقيق آي مكاسب سياسية في هذا الملف الانساني .
وكانت الخرطوم تتمنع عن السماح بتوزيع المساعدات الانسانية في المناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية قائلة بان العون الانساني سوف يقو ايضا في ايادي التمرد. وقبلت في الشهر الماضي بمبادرة ثلاثية تقضي بتوزيع الامم المتحدة للإغاثة بوجود مراقبين افارقة وعرب. وأكدت احكومة في اتفاقها على حقها في تتبع توزيع المساعدات الغذائية .
وكشف المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة للسودان وجنوب السودان، هايلي منقريوس، عن جمود المفاوضات بين الجانبين وقال ان المفاوضات الانسانية سببها السياسيون وإلى حين توصلهم إلى حلول، فإن المسار الإنساني سيكون معلقا.