البشير وسلفا كير يلتقيا في اديس ابابا
الخرطوم اديس ابابا 15 يوليو 2012 — عقد الرئيسان عمر البشير وسلفاكير ميارديت فى اديس ابابا امس اجتماعا هو الاول من نوعه بعد توتر العلاقات بين السودان ودولة الجنوب والتصعيد العنيف على الارض وصل ذروته قبل نحو ثلاث اشهر باحتلال دولة الجنوب لبلدة هجليج النفطية قبل ان تستردها القوات السودانية مجددا.
والتأم الاجتماع فى مقر اقامة البشير بفندق شيراتون اديس ، مساء السبت على هامش القمة الافريقية . وبحث الرئيسان في الاجتماع الذي استمر اكثر من ساعة عدداً من الموضوعات ذات الصلة بمستقبل العلاقات بين دولتي السودان وجنوب السودان.
وحضر اللقاء كل من وزير رئاسة الجمهورية الفريق ركن بكري حسن صالح ووزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين وعلي احمد كرتي وزير الخارجية ومن جانب دولة الجنوب كل من باقان أموم ودينق ألور .فيما اقتصر الجزء الأخير من اللقاء على البشير وسلفاكير بعد خروج أعضاء الوفدين .
وصرح باقان اموم بعد نهاية اللقاء بان الرئيسان اتفاقا ووجها وفودهما بتسريع عجلة المفاوضات واتخاذ قرارات جرئية في جميع النقاط العالقة.
وبدا جليا للمراقبين ان السودان يرغب في ان توقف جوبا مساعداتها للجماعات الحاملة للسلاح بينما تريد جوبا استئناف ضخ النفط لحل الازمة الاقتصادية التي نتجت عن ايقاف انتاجه منذ يناير الماضي.
وكان البشير قد دعا امام اجتماع مجلس السلم والأمن الافريقى امس لإبرام اتفاق ناجز وسريع لتحديد المنطقة الحدودية الآمنة المنزوعة السلاح بين الخرطوم وجوبا، وقال إنها خطوة لا غنى عنها، لأنها تشكل انطلاقة جديدة لتطبيع العلاقات في جوانبها الاقتصادية والاجتماعية.
وابدى البشير اسفا على ما اسماه استغلال جوبا لما ورد في خارطة الطريق وفي قرار مجلس الأمن 2046 حول المناطق المدعاة لتعميق الخلاف مما يشكل تحدياً إضافياً يتوجب على الاتحاد الأفريقي وأجهزته والمجتمع الدولي مواجهته ورأب الصدع ونزع فتيل الأزمة واردف : ” من جانبنا نملك الوثائق والأدلة التي يزيد عمرها عن عشرات العقود عن مناطق تتبع في حقيقتها لجمهورية السودان، ونحن إذ نفعل ذلك فإننا ندلل على حرصنا على علاقات متجذرة مع أشقائنا في جنوب السودان”.
منوها الى ان انخراط السودان في المفاوضات مع دولة الجنوب ينم عن حسن نية لخلق علاقات متجذرة مع الجنوب. وأضاف ” بمثل ما امتلكنا العزم وصدق النية بتنفيذ اتفاقية السلام الشامل فإننا نملك اليوم ذات العزيمة والصدق لتجاوز تحديات الجوار وتحديات الحدود المشتركة”.
ويأتي حديث البشير هنا في اشرة إلى توقف المحادثات حول المنطقة المنزوعة من السلاح بسبب نزاع الدولتين حول حدود المنطقة ورفض السودان الخراطة التي دفعت بها الوساطة لرسم هذه المنطقة. وكانت جوبا ايضا قد تقدمت بخارطة للمحادثات لحدودها مع الشمال تشتمل على تسعة مناطق تقول انها جزء من الجنوب في حين ان الدولتين كانتا في الماضي اتفقتا على اربع مناطق حدودية مختلف عليها.
ودعا الرئيس السوداني لضرورة تنفيذ ما ورد في خارطة الطريق التي قدمها الاتحاد الأفريقي وقرار مجلس الأمن التي دعت إلى الوقف الفوري لدعم الحركات المسلحة وإيوائها حتى لا تؤثر على الأمن والاستقرار على طول الحدود المشتركة بين السودان ودولة الجنوب.
وكان مجلس السلم والأمن الافريقى قد عقد اجتماعا على هامش القمة الافريقية لمعالجة عدد من الازمات الافريقية الحادة على رأسها مالي والسودان . في هذا الاجتماع الذي تم بمشاركة البشير وسلفاكير لم يصافح الرئيسان بعضهما البعض حيث اتي كل منهما في وقت مختلف عن الاخر وانضما إلى الجلسة.
الى ذلك قال رئيس دولة جنوب السودان؛ سلفاكير ميارديت، إن وفد بلاده لمفاوضات أديس أبابا تلقى توجيهات واضحة لحل النزاع حول النفط، وأكد أن إعادة ضخ النفط عبر الأراضي السودانية يتطلب التزاماً من جانب الخرطوم وضمانات من المجتمع الدولي. وطالب بحسم ملف أبيي المتنازع عليها بين البلدين.
وقال سلفاكير إن وفدنا إلى أديس أبابا للتفاوض مع السودان يحمل توجيهات واضحة بإعادة ضخ نفط جنوب السودان وتصديره عبر الأراضي السوداني وذلك يتطلب التزاماً من الحكومة السودانية حتى لا يكون هناك انقطاع وانزعاج من قبل جنوب السودان وطلب شهود أكثر على أي اتفاق يتم بين جوبا والخرطوم في هذا الاتجاه وبمشاركة أكبر من المجتمع الدولي.
وصرح باقان اموم عقب اللقاء الرئاسي قائلا ان هناك فرصة امام الجانبين لإغلاق ملف العدائيات والتوصل صفقة عادلة.
وقال “اننا مستعدون لاستئناف انتاج النفط اذا كانت هناك صفقة عادلة، وليس ضمانة بأنه لن يتم تحول النفط.”
وفي وقت سابق حذرت وزارة المالية في جنوب السودان من أن وقف الدولة إنتاجها من النفط الذي يشكل 98 في المائة من دخلها يمكن أن يذكي التضخم المرتفع أصلاً في البلاد ويثير اضطرابات، إذا لم توجد مصادر تمويل بديلة عن النفط تساعد في دعم العملة الوطنية.
وقال نائب وزير المالية والتخطيط الاقتصادي في جنوب السودان؛ ماريال أوو يول، إنه إذا استمر إغلاق إنتاج النفط فقد تكون له مضاعفات خطيرة على الدولة التي تعتمد على النفط في جمع 98% من إيرادات الحكومة.
وكانت جوبا أوقفت نهاية يناير الماضي إنتاجها النفطي البالغ 350 ألف برميل يومياً بشكل تام بعدما صادر السودان بعض الخام تعويضاً عن ما قال إنها رسوم عبور غير مدفوعة.
وقال رئيس مفوضية الاتحاد الافريقى جان بينغ حول الازمة السودانية ان التفاوض يتقدم ببطئ غير كاف في تطبيق “خارطة الطريق” التي وضعها الاتحاد الافريقي في محاولة لايجاد حل.
واضاف فى كلمته امام اجتماع مجلس السلم الافريقى الذى ناقش الاوضاع فى السودان ومالى “لكن أود أن أشير بارتياح كبير، على التأكيد مؤخرا بين البلدين في رغبتهم في العودة إلى بروح من الشراكة في مفاوضاتها” على “النتائج في الوقت المناسب”.
وقدم رئيس جنوب افريقيا السابق ثابو مبيكي رئيس هيئة الالية العليا للوساطة بين السودان والجنوب تقريرا عن التقدم المحرز في المفاوضات.