توتر فى الخرطوم مع اقتراب “الكنداكة” والمعارضة تطالب بإطلاق المعتقلين
الخرطوم 13 يوليو 2012 — وسط اجواء يشوبها التوتر والترقب والحذر يتوجه السودانيين اليوم الى صلاة الجمعة بالترافق مع تزايد الدعوات لمواصلة الاحتجاجات ضد النظام الحاكم والتى بدأت منذ نحو شهر غضبا على تردى الاوضاع الاقتصادية .
وفيما انتقد حزب المؤتمر الوطنى الحاكم استخدام المعارضة للمساجد فى انطلاق المظاهرات اكدت مريم المهدى القيادية بتحالف المعارضة ان قوات الامن السودانية تهاجم المساجد لتفريق التجمعات السلمية وقالت المهدى ان قوات الامن السودانية استخدمت الرصاص الحي وانها تظهر المزيد من العدائية ضد المتظاهرين المنددين بارتفاع الاسعار مطالبة بالإفراج عن المعتقلين .
ودعا ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعى الى الخروج فى “جمعة الكنداكة” لتعظيم نضالات النساء وصمودهن فى مواجهة صنوف المعاناة التى يذيقها النظام الحاكم لأبنائهن وأسرهن وللعشرات من الطالبات والنسوة فى ظروف مختلفة.
ووجهت مريم المهدي في مؤتمر صحفي عقدته بامدرمان امس انتقادات حادة للحكومة السودانية التي قالت إنها تعاملت بشكل غير مقبول مع المتظاهرين في أمدرمان والخرطوم وغيرهما من ولايات السودان.
ودعت مريم إلى ضرورة السماح بالتعبير السلمي للمتظاهرين، وأضافت “الآن تجري في محكمة القسم الشمالي في الخرطوم محاكمة 52 من الطلاب والطالبات”.
وتابعت “يجب أن تتم المحاكمات بصورة عادلة وبصورة تتحرى القانون”، وطالبت بالإفراج عن المعتقلين دون قيد أو شرط أو تقديمهم لمحاكمات عادلة.
وانتقد حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، محاولة المعارضة استغلال المصلين ببعض مساجد الخرطوم في أيام الجمع للخروج في تظاهرات. واعتبر المتحدث باسم الحزب بدر الدين إبراهيم دعوة المعارضة لإسقاط النظام تحدياً للشعب وليس الحكومة لكون الشعب انتخبها. وقلل من حجم المعارضة في الشارع وعده منسوباً إلى أن جملة أهل السودان فوضوا الحكومة في الانتخابات الأخيرة.
وأشار بدر الدين إلى أن بالخرطوم ما يزيد عن 5300 مسجد، وأن خروج المحتجين من مسجد واحد أو اثنين لا يمكن أن يعبِّر عن ملايين المصلين بالعاصمة، وأشار إلى أن الحكومة لا تمنع الاحتجاج السلمي.
وقالت مريم المهدى لفرنس برس ام ان مسجد ود نوباوى في امدرمان الذي يؤمه انصار حزب الامة كان مسرحا لهجوم عنيف الجمعة الماضية ما يدل على تغليظ هجمات القوات الحكومية على التجمعات السلمية.
واستخدمت السلطات الامنية الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي في 22 يونيو عندما خرجت مظاهرات صغيرة بعد صلاة الجمعة من المسجد ومن انحاء اخرى من المدينة.
وأكدت المعارضة البارزة التي شاهدت الاحداث “كان الناس محاصرين داخل المسجد” عندما شن عناصر من المخابرات والامن هجوما عليهم في وقت الصلاة.
واضافت “استخدموا الرصاص الحي” واطلقوا النار في السماء لمحاولة تفريق المتظاهرين، لكن احد افراد الامن اطلق النار على شخص واصابه في رجله.
وقالت مريم المهدي ان قوات الامن حاصرت الجمعة الماضية المئات من الاعضاء في الحزب وغيرهم كانوا معتصمين في المسجد ولم يكن بالإمكان تقديم الاسعافات للمصابين، بعكس المرة السابقة. وتابعت تعمدوا منع وصول اي مساعدات للمعتصمين.
وأوضحت المعارضة ان “الكثير من الاشخاص اصيبوا بالرصاص المطاطي” مشيرة الى ان الشرطة استخدمت كذلك “القنابل الصوتية”.واردفت ‘لدينا شعور بالتصعيد’، وشجبت الهجوم على المساجد الذي اعتبرته “شائنا”.
واشارت مريم المهدي ‘لقد قالوا في وسائل الاعلام انهم لن يسمحوا باستخدام المساجد (..) لتدبير مؤامرات خارجية وانهم سيغلقون كل مسجد يسمح بمثل هذه الممارسات”.
وطالبت أحزاب المعارضة الحكومة السودانية السماح للمحتجين والمتظاهرين في السودان ممارسة حقوقهم القانونية والدستورية في التعبير بشكل سلمي، وإطلاق سراح المعتقلين لدى السلطات الأمنية من الطلاب وقيادات الأحزاب فوراً دون أي قيد أو شرط.