مصادرة صحيفة سودانية مقربة من الحكومة بسبب “ازمة الخبز”
الخرطوم 11 يوليو 2012 — صادرت السلطات االامنية امس صحيفة “الرأى العام” السودانية للمرة الاولى فى تاريخها القريب رغم كونها احدى الصحف المقربة من النظام الحاكم والمعبرة عن توجهاته على مدى سنوات طويلة.
وقالت مصادر صحفية لسودان تربيون ان مسؤولى الصحيفة فوجؤوا بسحب نسخ العدد المطبوعة ليوم الثلاثاء عقابا على ايراد الصحيفة خطا رئيسيا فى عدد الاثنين يتحدث عن ظهور ازمة فى دقيق الخبز .
وتتعامل السلطات السودانية بحساسية بالغة مع الاخبار الصحفية التى تتناول المظاهرات او الازمات فى السلع الرئيسية خشية تاليب النشر للمواطنين ضد الحكومة ، سيما وان الاسابيع الاخيرة شهدت احتجاجات قوية ضد النظام الحاكم فى العاصمة الخرطوم ومدن ولائية متفرقة على خلفية تفاقم الضائقة المعيشية مع ارتفاع الاسعار بعد رفع الحكومة الدعم عن الوقود كاحد الحلول لمواجهة الازمة المالية التى خلفها انفصال جنوب السودان وذهاب عائدات النفط اثر الخلاف بين البلدين على تصدير النفط وتقسيم عائداته
وفى محاولة لمحاصرة ازمة الخبز التى بدات تطل براسها فى العاصمة السودانية اكد واليها عبدالرحمن الخضر عدم وجود اى زيادة فى أسعار الخبز أو نقص اوزانه وقطع بأن أي مخالفة للأسعار والأوزان المعلنة ستعرض مرتكبها للمساءلة القانونية تصل الى حد سحب الرخصة من المخبز أو المطاحن المخالفة.
وقال الخضر عقب لقائه لجان المتابعة الميدانية لاعمال الآلية العليا للمعالجات الإقتصادية وتوقيعه على قانون حماية المستهلك الذى أجازه المجلس التشريعي أنه أجرى إتصالات واسعة على مستوى وزارة المالية الاتحادية وبنك السودان وإتحاد المخابز وتاكد من تجاوز العقبات التى واجهت إنسياب الدقيق بشكله الطبيعي وادت الى حدوث ندرة فى الدقيق توقفت جراءه عدد من المخابز خلال اليوميين الماضيين.
واشار الى التزام بنك السودان بتوفير العملات حسب السعر المحدد لتوريد الدقيق وجزم الوالي بأن سلعة الدقيق خط أحمر اكدت عليها الاجراءات الاقتصادية الأخيرة التى إعتبرت القمح والدقيق سلعة مستثناءة من الأجراءات الأخيرة