اتفاق السودان والجنوب على اطار استراتيجي لحل الخلافات والتعاون المشترك
الخرطوم 8 يوليو 2012 — قال رئيس الآلية الإفريقية رفيعة المستوى للمفاوضات بين دولتي السودان وجنوب السودان ثامبو امبيكى إن طرفي التفاوض حققا تقدما ملحوظا خلال الجولة الأخيرة و توصلا إلى إطار استراتيجي للتفاوض .
وقال للصحفيين عقب مباحثات اجراها مع الرئيس عمر البشير ليل امس مشيرا انه حضر إلى الخرطوم لتقديم تقرير حول تفاهمات الطرفين. وأكد امبيكى استئناف التفاوض الخميس القادم بأديس أبابا مشيرا الى رفع الجولة لمزيد من التشاور وإعطاء الفرصة لوفد جنوب السودان للمشاركة فى العيد الأول لبلادهم بجوبا.
ويصادف التاسع من يوليو الجارى ذكرى استقلال جنوب السودان عن الشمال بعد استفتاء صوت فيه الجنوبيين بأغلبية كاسحة للاستقلال ، وقال مسؤولون فى جنوب السودان انهم قدموا دعوة للرئيس عمر البشير لحضور الاحتفال .
وابدى امبيكى إعجابه لتفهم الرئيس البشير وإلمامة بإبعاد الأمور قائلا ان البشير يقدم دعمه الكامل للطرفين ويشجعهم للعمل بعقل مفتوح خلال الجولة القادمة للتوصل الى تفاهمات كبيرة حول المواضيع العالقة.
وفى رده على سؤال حول إمكانية لقاء البشير وسلفاكير على هامش القمة الإفريقية التي ستنعقد فى الثاني عشر من هذا الشهر بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا ، أشار الى انه من المهم ان يكون لطرفي التفاوض قنوات اتصال دائمة وانه من المهم جدا ان يلتقي الرئيسان ولكن بعد التحضير الجيد لهذا اللقاء.
وأوضح امبيكى انه فى حال لقاء الرئيسين يجب ان لا يكون للاستهلاك الاعلامى عبر الظهور علي شاشات الفضائيات و إلتقاط الصور فقط وإنما من اجل الوصول إلي حلول جذرية للقضايا العالقة ، متوقعاً عدم عقد اللقاء على هامش القمة الإفريقية.
واعلن وزير الدفاع السوداني؛ الفريق الركن عبدالرحيم محمد حسين، رئيس اللجنة السياسية الأمنية لمفاوضات أديس أبابا، التزام الخرطوم وجوبا بعدم الرجوع للقوة لتسوية أي خلاف، والتزامهما بوقف العدائيات، ونفى الترتيب لجمع البشير وسلفاكير.
وقال الوزير، في تصريحات صحفية، إن لقاء الرئيسين ، لم يتم الترتيب لعقده، مشيراً إلى أن الخطوات بين الجانبين تمضي إلى الوصول إلى مرحلة لقاء الرئيسين.
وأكد أن طرفي التفاوض بين الخرطوم وجوبا، اتفقا على منهج استراتيجي جديد لمعالجة كافة القضايا العالقة ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.
وأضاف أن الطرفين هذا النهج الاستراتيجي يقوم على الالتزام بمبدأ عدم اللجوء للقوة لحل الخلافات ووقف العدائيات واحترام سيادة كل دولة على اراضيها وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والتعاون بشفافية ووضوح في كل ما يتعلق بالمصالح المشتركة بين البلدين.
كما اكد اتفاق البلدين على اتخاذ الإجراءات والترتيبات التي تعيد الثقة وتعزز العلاقات بين البلدين، وزاد: “ستتبع هذه المبادئ العامة خطوات عملية من البلدين في القريب العاجل”.
وأشار الجانبان حسب الوزير لأهمية تأكيد مبدأ المساعدة المتبادلة لمعالجة جميع القضايا العالقة، وأن تكون كل دولة عوناً للأخرى في معالجة القضايا الأمنية وغيرها، والعمل على تقديم المبادرات السياسية لتعزيز المناخ الإيجابي من خلال تبادل الزيارات والتنسيق السياسي والأمني والدبلوماسي واتخاذ القرارات القوية اللازمة لضمان المصالح المشتركة بين البلدين.
وقال الوزير إن الاجتماعات سادتها روح إيجابية وأظهرت حرصاً وجدية لتجاوز كافة العقبات، مشيراً إلى أنه تم التأمين على أن لا سبيل للدولتين إلا من خلال التعايش السلمي وحسن الجوار .وحول قرار مجلس الأمن رقم 2046 أوضح الوزير أن الهدف منه إزالة حالة شبه الحرب بين البلدين وبما أن استراتيجية أديس أبابا الجديدة ستتيح ذلك فإن مضمون وهدف القرار يكون تحقق.
وتأكد طبقا لتقارير صحفية ان الاجتماع لم يحصر النقاش في النقاط الخلافية المعلنة سابقا حول المناطق العازلة وقضايا الحدود ،و ان الطرفين وصلا الي مراحل متقدمة ، وسط توقعات بان تشهد الجولة المقبلة اختراقات كبيرة،بعد تناول الطرفين جميع القضايا العالقة دون تحفظات .
وكان وفدا السودان وجنوب السودان توصلا الخميس الي اتفاق حول اطار تفاوضي عام، بعد اجتماعين بعيدا عن الآلية الافريقية رفيعة المستوي، وقال دبلوماسي رفيع ان رئيس اللجنة العسكرية الامنية السياسية المشتركة جانب السودان الفريق عبدالرحيم محمد حسين وكبير مفاوضي دولة جنوب السودان باقان اموم ابلغا الرئيس ثامبو امبيكي بنتائج مباحثاتهما المباشرة.
وقال كبير مفاوضي دولة جنوب السودان باقان اموم للصحفيين بحضور الفريق عبدالرحيم محمد حسين، ان ماتم التوصل اليه سيعلن عقب اجتماعهما بالآلية الرفيعة المستوي.
وقال سفير السودان بأديس أبابا عبدالرحمن سر الختم لفضائية الشروق امس الاول ان الاجتماعات أمنت على مقترح استراتيجي لحل القضايا العالقة دفعت به الوساطة الافريقية،واكد اتفاق الطرفين على المقترح كأساس لمنهج جديد للدخول في معالجة شاملة للقضايا المعلقة ،بجانب وضع كافة الموضوعات مسار الخلاف في قائمة ليتم التفاوض حولها في الجولات المقبلة.
واعتبر سر الختم ماتم من اتفاق مقدمة لاختراق متوقع في منهج التفاوض، موضحاً ان روح الثقة بين الطرفين بدأت في العودة تدريجيا ،وقال “الان عادت الاجواء لماقبل أحداث هجليج” واكد تمتع رئيسي الوفدين من الجانب السوداني وزير الدفاع عبدالرحيم محمد حسين، ومن جانب الجنوب كبير المفاوضين باقان اموم بالارادة السياسية للوصول لاتفاق.وذكر ان كل طرف خلال رفع المفاوضات سيعود للتشاور مع القيادة السياسية لإيجاد دفعة سياسية .