Friday , 22 November - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

السودان: آفاق جديدة

بقلم مجدي الجزولي

28 يونيو 2012 — ورط البشير الرئيس، مرة أخرى ولا استغراب، في الحقارة الفجة بإعلانه الجموع المناوئة لسلطته شذاذ آفاق وهو يحرش طلاب حزبه على قتال المتظاهرين، وقد صدق عندما قال أن “المحرش ما بكاتل” فالعبارة مردودة إليه ومواليه. سفه الرئيس في خطابه المخطوط من دستور وقوانين تحمل توقيعه الرئاسي واحتمى بالقوة العارية كعادته في كل مأزق، وهو بذلك يدعو من أراد مستقبلا يتساوى فيه الناس على محجة المواطنة الغراء إلى كتاب القوة لا التدافع بقوة الكتاب، فهو كخاسر اللعب، يا فيها يا يطفيها. تبارى المعلقون في الرد على عبارة الرئيس وتناقلتها وسائل الإعلام تقارن بينها وعبارات مشابهة نطق بها من كان في مثل موقع البشير الرئيس وهوى لم تسعفه الحقارة، لكن لم أجد أمضى من سخرية الشارع ردا عليها، من ذلك قول أحدهم أن شاذا أفقيا تزوج شاذة رأسية فأنجبا طفلا شاذا كاروهات.

في هذا الساعة الكاروهات، إذا جاز التعبير، تقف بلادنا على مفترق طرق، فإما السكة الخطرة، سكة القتال الذي حرش عليه الرئيس، أو سكة السلامة، طريق الحركة الجماهيرية المجرب وهي تطرق أفقا جديدا شعاراته ديموقراطية راسخة، تنمية متوازنة، وسلم وطيد، تتلمس مساره بالممارسة الشاقة. العبرة في هذا الخصوص تذكرة عبد الخالق محجوب لثوار أكتوبر فقد عاب عليهم مقاومة نظام الرئيس عبود كمحض ديكتاتورية باطشة دون النظر في الموقع الذي تشغله على خارطة الصراع الاجتماعي في البلاد. تصح تذكرة عبد الخالق كما هي على أحوالنا الحاضرة حيث اكتفت جل المعارضة السياسية للإنقاذ بشوطنة البشير الرئيس والمؤتمر الوطني، أي تصويره شيطانا رجيما، متى ما واتتها المناسبة، دون كبير اعتبار لمنازل القوى الاجتماعية في الاستقطاب الذي تتزايد حدته بين مركز البلاد وأطرافها من جهة، ومن جهة أخرى التناقض بين نخبة المؤتمر الوطني الحاكمة وأعضاء النادي السياسي القديم. وجب، إذن، على من ظل يقرأ من كراسة 1989 أن يرجع البصر كرة وكرتين ليرى أن القوى التي خرجت على سلطان المؤتمر الوطني لا سيدي لها فقد خرجت كذلك على جلابية النادي السياسي الذي انقلبت عليه الإنقاذ، وعفت تدهور سياسته.

لا غرو، إذن، إن طال المخاض وتعسر وتزايدت مخاطره، بل لا عجب إن احتمت قيادة الاتحادي الديموقراطي بالمؤتمر الوطني واستبد التردد بقيادة حزب الأمة تنقض باليمين ما تفعل باليسار. محل هذه التخرصات جلجل نداء غمار الناس في طلب حسن السياسة فمن لهذا الشاغل الجلل ومن لهذه الخدمة الجليلة.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *