الرئيس السوداني : المتظاهرون “شذاذ الافاق وفقاقيع ستزول”
الخرطوم 25 يونيو 2012 — قلل الرئيس السودانى عمر البشير من الاحتجاجات التى شهدتها مدن متفرقة فى العاصمة والولايات غضبا على الاوضاع الاقتصادية المتأزمة ولم يتردد الرئيس الذى تحدث للمرة الاولى امس بعد نحو تسعة ايام من اضطرابات امنية فى وصف المتظاهرين بأنهم “شذاذ الافاق وفقاقيع ستزول “.
وقطع بان التخريب والتدمير تصرفات لا تشبه السودانيين مؤكدا ان الشارع لم يتجاوب مع المحتجين وقال فى لقاء بطلاب الحزب الحاكم امس : “ديل شوية محرشين والمحرش لا يقاتل والذين يحرقون اللساتك (دولايب السيارات) ما في تجاوب معاهم، وتعاملنا معهم بالمؤسسات”.
وذلك في اشارة إلى انهم يتحركون بمحض ارادتهم بل بناء على تعليمات يتلقونها من حركات متمردة ومدعومة من جهات معادية للبلاد. وتقول الحكومة ان التمرد يريد خلق حالة فوضى في العاصمة واستغلال للهجوم عليها.
وكانت مدن متفرقة فى الخرطوم شهدت موجة غضب جماهيرى بسبب الاوضاع الاقتصادية فى اعقاب اعلان الخرطوم عن سياسة تقشفية اقتضت رفع اسعار بعض السلع وانهاء الدعم الحكومى على المحروقات واحتدمت المواجهات يوم الجمعة الماضية .
واحرق المحتجون سيارات تابعة للشرطة ولولاية الخرطوم كما اشتبكت قوات الامن ونظيرتها النظامية مع المتظاهرين وفرقتهم باستخدام الهرى والغاز السيل للدموع كما تردد وسط ناشطين وقوع اصابات بالغة جراء استعمال الشرطة الرصاص المطاطى.
وقال البشير الذى كان يتحدث بانفعال واضح انه تجول الجمعة الماضية في عربة مكشوفة ليرى حجم الاحتجاجات في الشارع، مشيرا الى ان الشارع السودانى لم يكن ميالا للتجاوب مع المظاهرات وطالب البشير الطلاب بالمضى للامام وعدم الالتفات إلى من أسماهم “المخذلين والمتآمرين والعملاء.”
وقال الرئيس السودانى ان الذين تمنوا ربيعا عربيا فى السودان اصيبوا بالخذلان منوها الى ان الشعب السوداني اذا اراد أن ينتفض فسينتفض باجمعه ، واضاف: “نقول ليهم الذي يحصل في الدول العربية حصل بدري في السودان مرات ومرات”.
وقال البشير الذى قوطع بهتاف صاخب من طلاب حزبه ان حكومته لا تملك ماتخشى عليه وانها لا تخجل من تشخيص مشكلاتها، مبديا قناعته بان الملك لله تعالى يعطيه من يشاء وينزعه ممن يشاء.
وأضاف “لا نخاف أن يقلعونا من الحكم .. لا أمريكا ولا غيرها لأن الحكم من عند الله والسعيد من يموت ميتة مجيهة”.
واعترف بوجود ازمة اقتصادية يعانيها السودان تجرى معالجات حثيثة لتخفيف وطأتها وجدد التأكيد على ان دعم المحروقات يذهب لصالح الأغنياء من الخزينة العامة للدولة، وقال إن الدعم غير المباشر ظلم للفقراء.
وأكد البشير أن الوفد الحكومي المفاوض في أديس أبابا حول المسائل العالقة بعد استقلال الجنوب لن يقدم أي تنازل لنظيره الجنوب سوداني، ونوه إلى أن التنازل في الماضي كان بدواعي الوحدة والسلام .
وتعهد البشير فى حديث امام المؤتمر العام للمرأة العاملة بمواجهة الشعب بالحقائق وتقديم كافة المعلومات له حول ما يدور في الدولة، وقال إنها خطة المرحلة الراهنة للعبور الى حالة من الاستقرار الاقتصادي، مراهنا على وعى الشعب السوداني وقدراته العالية فى تقييم الموقف وتقدير المجهودات التي تقوم بها الدولة لتحقيق الاستقرار.
وقال البشير إن السودان ليس بمعزل عن الأزمة الاقتصادية التي يمر بها العالم ويتأثر بذلك فهو جزء من العالم منوها الى حتمية مراعاة الظروف الخاصة التى يمر بها بينها في انفصال الجنوب وتبعات ذلك على الاقتصاد نتيجة لفقدان الموارد البترولية.
واعتبر ان قرار دولة الجنوب إغلاق النفط كان انتحاريا هدف لمعاداة السودان. مقرا بان المعالجات الموضوعة صعبة يستلزم تحملها لتعافي الاقتصاد وسلامة كل السودان. وتابع : “الوطن مسئولية الجميع ولا بد من وضع معالجات اقتصادية تتمثل في سحب الدعم غير المباشر وترشيد الاستهلاك”
ومن جهة اخرى نفى رئيس الاتحاد العام للطلاب السودانيين الموالي للحزب الوطني الحاكم محمد صلاح أحمد حسن إتجاه الحكومة لإغلاق الجامعات المختلفة وقال انها اشاعة مغرضة. واتهم القوى السياسية المعارضة بمحاولة تمرير أجندتها عبر طلاب الجامعات عبر تظاهرات محدودة لا تمثل أي خطر على استمرار سياسات الدولة الرامية لتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية.
وتابع قائلاً في تصريح لموقع أي ام سي شبه الحكومي إن الاتحاد وضع خطة عاجلة لحل مشاكل الطلاب أبرزها حل أزمة الترحيل وتخفيف الرسوم الدراسية بجانب تجهيز وجبة الإفطار والتأمين الصحي.