الرئيس السوداني يعترف بتحديات جسيمة ورئيس الشورى يحذر من الطغيان السياسى
الخرطوم 17 يونيو 2012 — قال الرئيس السودانى عمر البشير ان بلاده ظلت تمر طوال الفترة السابقة بحزمة من التحديات الاقتصادية والسياسية ترقى الى حد وصفها بالطوارئ بما يتطلب الاستعداد الدائم لمواجهتها باتخاذ قررات صائبة منوها الى ان الازمة الاقتصادية تقف على راس تلك التحديات .
واكد البشير فى فاتحة اجتماع مجلس شورى حزبه امس التزام الحزب بقرارات وتوصيات المجلس القومى لشورى الحزب مؤكدا ان لا بديل للشورى الا الطغيان
ونبه الى ان حزبه يحرص على تقديم النموذج فى العمل الشورى والحزبي الراشد وفى الالتزام بالشورى ومؤسساتها ومايخرج عنها من توصيات والعمل على تنفيذها مشيرا الى ان التقارير التى توضح اداء الجهازين السياسي والتنفيذى ستوضح مدى الالتزام بهذه الموجهات .
واشار الرئيس الى ان السودان ظل يمر بظروف اقتصادية غير عادية وان اجتماع الشورى سيناقش ورقة مفصلة بالخيارات المتاحة والاجراءات والقرارات المطلوب تنفيذها للدفع بالاقتصاد السودانى للامام .
ونوه البشير الى التحديات التى تواجه السودان على مستوى السلام والامن مشيرا انه لا بستطيع اى مكابر انكار الجهود التى تم بذلها لتحقيق السلام فى السودان فى كل الجهات سواء اكانت فى دارفور او الشرق او النيل الازرق وجنوب كردفان او مع الجنوب منذ مبادرة الايقاد فى العام 1993م واشار لوفاء السودان بما قطعة من عهود والتزامات بكافة الاتفاقات التى تم التوصل اليها .
وتوقع القيادى فى الحزب الحاكم عباس الخضر، ان يحسم مجلس شورى الحزب الحاكم قرار رفع الدعم بشكل نهائي، واتخاذ التدابير اللأزمة لإنقاذ الموازنة.
وقال عباس فى تصريح نشر السبت ان حزبه يجري مداولات سياسية واسعة للتوصل الى رؤية موحدة بشأن الاصلاحات الاقتصادية، ووصف الوضع الاقتصادي بالصعب.
وقال انه برزت بعض المقترحات بتجميد مشاريع التنمية لفترة عام مع الاستمرار في عملية تخفيض الدستوريين والاستغناء عن معتمدي الرئاسة في المحليات ومديرين بدرجة وزير.
وكان مجلس شورى حزب المؤتمر الوطني افتتح جلساته امس، وينتظر أن يصدر المجلس في خاتمة اجتماعه توصيات بخصوص معالجة الأزمة الاقتصادية التي تواجه البلاد في الوقت الراهن.
ودعا رئيس المجلس مجذوب أبوعلي مجذوب الجهاز التنفيذي للدولة للعمل على الإيفاء بما وعد به الشعب في الخروج من الأزمة الاقتصادية ومعالجتها بعيداً عن زيادة معاناة المواطن.
وأعرب عن أمله في ألا تكون الإجراءات المرتقبة مجرد معالجات سريعة، حاثاً على التركيز على زيادة الإنتاج والاهتمام بإعادة تأهيل البنيات الأساسية التي نوه إلى أنها تشهد بعض التدهور.
وأعتبر أبوعلي أن هناك إهمال لثروات وموارد البلاد الزراعية والحيوانية والمعادن وتحتاج للمراجعة وإعادة النظر بصورة صادقة تمكن من زيادة الإنتاج.
وطالب رئيس مجلس الشورى بضرورة الالتزام بالإصلاح المؤسسي فى كل مؤسسات الدولة وخفض الإنفاق ومزيد من التمكين لنهج الشورى على كل المستويات القومية والولائية.
ونبه أبوعلي ولاة الولايات السودانية جميعاً إلى العمل على تقوية الشورى والاهتمام بمؤسساتها لمعالجة مختلف القضايا الاقتصادية والسياسية والأمنية والاجتماعية.
وقال لابد أن نقدم المثال في الالتزام بنهج الشورى الذي ارتضيناه والعمل من أجل التمكين له وتقويته على كافة المستويات حاكمين ومحكومين، حتى نتمكن بالرأي والرأي الآخر من أن نضع القرارات المناسبة التي تمكننا من مواجهة التحديات والمؤامرات.