تيار منشق عن الحركة الشعبية بالشمال يؤسس حزبا بمباركة الحكومة السودانية
الخرطوم 10 يونيو 2012 — عقد جناح منشق عن الحركة الشعبية قطاع شمال السودان مؤتمرا تاسيسيا فى بقاعة الصداقة في الخرطوم توطئة لممارسة نشاطه باسم الحركة الشعبية – جناح السلام- بمباركة من الحكومة وحزبها الحاكم الذى ابتعث نائب الرئيس نافع على نافع للمشاركة فى المؤتمر .
ويترأس تيار الحركة الشعبية فى تنظيمها الجديد القيادى دانيال كودى وتابيتا بطرس وقيادات اخرى تمثل منطقتي النيل الازرق وجنوب كردفان كانت منضوية جميعها تحت لواء الحركة بقيادة مالك عقار قبل تمرده على الحكومة والدخول معها فى مواجهات عسكرية شرسة برفقة معاونيه عبد العزيز الحل وياسر عرمان.
وشنّ نافع هجوماً لاذعاً على القيادات المتمرده واتهم عبد العزيز الحلو بالاصرار على اشعال الحرب في جنوب كردفان، فضلا عن استغلال أبناء النوبة لتحقيق ما اسماه أجندة غربية باستخدامهم وقودا للحرب .
وشدد نافع على أن السودان لن يؤتى من بوابة جنوب كردفان، مبيناً أن الحركة الشعبية تستخدم أبناء النوبة لتحقيق قضايا لاتمت بصلة لمصالح أبنائها.
وامتدح نافع وفد أبناء النوبة القادم من أمريكا، ويقود وساطة حاليا لانهاء الاقتتال فى المنطقة مؤكداً أنهم سيعملون على مبدأ نبذ الحرب والعنف وتوحيد الكلمة والصف وحلحلة قضايا الولاية.
ودعا الأحزاب والقوى السياسية إلى ضرورة الاتفاق على مصالح السودان العليا ونبذ التبعية والعصبية وتوحيد الجبهة الداخلية، وقال إن قضايا الوطن يجب أن يتفق عليها بالحوار.
ونادى نافع بأن تكون الانتخابات هي الفيصل بين الأحزاب. وقال “علينا أن نتفق على مصالح الوطن العليا وعدم الرضوخ لمصالح الغرب.”
و أكد رئيس الحركة الشعبية تيار السلام الفريق دانيال كودي سعي حزبه للعمل على تحقيق طموحات وتطلعات مواطني الولاية وممارسة الديمقراطية الراشدة وفقاً لقانون مجلس الأحزاب، مبيناً أن تنفيذ المشورة الشعبية سيكون من أولوياتهم السياسية خلال المرحلة القادمة، مشيراً إلى أن مبدأ الحوار والشفافية بجانب تصحيح المسار سيكون منهجهم بالتنسيق مع الأحزاب والمنظمات الوطنية لأجل الاستقرار والسلام.
و قال كودي، إن الذين اختاروا الحرب اختاروا الطريق الخطأ، وأضاف: “كنا شجعان عندما خضنا الحرب وكنا شجعان عندما رفضنا الحرب الأخيرة لأن أهدافها لا تمت للمنطقة بصلة”.
وقال كودي: “الذين عايرونا بالخيانة هم الخائنون لأهلهم يسوقون أبناء جبال النوبة للموت والدمار من أجل آخرين ويتحدثون عن التحرير ولا تزال إرادتهم مرهونة لدى الآخرين”.
والجدير بالذكر ان قيادة جناح السلام كانوا من الذين انتقدوا اتفاقية السلام الشامل لعام 2005 وقالوا ان قيادة الحركة الشعبية استخدمت ابناء منطقتهم وقودا لتحقيق مطالب جنوب السودان وأدى هذا النقد إلى تهميش قيادات ابناء النوبة في داخل الحركة الشعبية ومنهم تلفون كوكو المعتقل الان في جنوب السودان.
ويرى دانيل كودي الذي قام بعدة محاولات في السابق لإطلاق سراح كوكو ان عبدالعزيز الحلو وهو من ابناء المساليت الذين انضموا لاحقا للحركة الشعبية كان وراء اعتقال كوكو لينفرد بقيادة الحركة في المنطقة كما يتهمه هو ومالك عقار وياسر عرمان باتخاذ قرار الحرب في يونيو 2011والاستمرار في استخدام ابناء النوبة وقودا لتحقيق اهداف لا تعنيهم.
وعلى ذات المنال ينتقد مؤسسي الحركة الشعبية – جناح السلام قيام الجبهة الثورية السودانية وقرارها باستخدام حبال النوبة منطلقا للعمليات العسكرية . ويقولون ان هذا يعنى استمرار نزيف الحرب في المنطقة وتشريد ابناء النوبة.
ويرى المراقبون ان اهتمام المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم ودعمه لجناح السلام وإشراكه في الحكم قبل انعقاد المؤتمر التأسيسي للحزب يجئ في اطار محاولات الخرطوم الالتفاف حول هذا الجناح لما فيه من كسب سياسي في حربها ضد الحركة الشعبية في جنوب كردفان والنيل الازرق منذ شهر يونيو 2011