السودان تبلغ الوسيط الافريقي بشروطها للتفاوض وتأسف لتصريحات الجنوب
الخرطوم 20 مايو 2012 — نقل الوفد السوداني الى رئيس الوساطة الافريقية تابو امبيكى اشتراطاته تسوية الملف الامنى قبل الدخول فى بقية الملفات العالقة مع دولة الجنوب وعلى رأسها الحدود وعائدات النفط واجرى وفد الآلية مساء الجمعة مشاورات بهذا الخصوص أيضا مع النائب الاول للرئيس السودانى علي عثمان محمد طه .
وبدأ وفد الآلية الرفيعة التابعة للاتحاد الافريقي برئاسة ثابو أمبيكي الجمعة لقاءات مكثفة مع رؤساء اللجان وأعضاء وفد الحكومة للتفاوض مع جنوب السودان برئاسة ادريس محمد عبد القادر للاتفاق على وضع جدول زمني مقترح سيعرض على قيادتي البلدين بهدف استئناف مفاوضات أديس أبابا.
وذلك في الوقت الذي طالب كبير مفاوضي جنوب السودان باقان اموم الامم المتحدة بفرض عقوبات على السودان الان لعدم التزامه بقرار مجلس الامن الداعي لانهاء الاعمال القتالية واستئناف المفاوضات بين الخرطوم وجوبا بشأن النفط والنزاعات الحدودية، بينما عبر السودان عن اسفه لتصريحات باقان.
وستتوجه الوساطة إلى جوبا اليوم الاحد الى جوبا للقاء وفد الجنوب المفاوض والرئيس سلفاكير ميارديت، ليعود الى الخرطوم الثلاثاء للقاء الرئيس البشير للمرة الثانية ومن ثم يعلن عن نتائج مشاوراته بكل من الخرطوم وجوبا والجدول الزمني لاستئناف المفاوضات المرتقبة
واستبق باقان المشاروات المرتقبة بتاكيده في مقابلة مع رويترز الجمعة ، استعداد بلاده لابرام “اتفاق تجاري عادل” مع الخرطوم بشأن رسوم مرور صادرات النفط لكنها ستطالب بضمانات دولية لمثل هذا الاتفاق “لمنع السودن من سرقة او تحويل مسار نفط الجنوب”.
واضاف “يجب ان يكون مجلس الامن التابع للامم المتحدة هو الضامن” بمشاركة الصين والهند وماليزيا وهم اكبر ثلاثة مستثمرين في الصناعات النفطية المنفصلة حاليا في السودان وجنوب السودان. وتابع “انهم اطراف معنية. . . يجب ان يضمنوا أنه اذا أخذ السودان برميل نفط واحدا من جنوب السودان فسيدفعون ثمنه”.
وقال باقان، ان الخرطوم لم تلتزم بالقرار الصادر في الثاني من مايو الجاري والذي يمهل البلدين اسبوعين لاستئناف المحادثات بشأن خلافاتهما التي احتدمت وتحولت الى اشتباكات على الحدود الشهر الماضي.
وأضاف باقان انه في الوقت الذي لمح فيه جنوب السودان الى استعداده لاستئناف المفاوضات على الفور شن السودان هجمات جوية بعد الثاني من مايو ولم يتحرك لاستئناف المفاوضات. وقال “لقد انتهكوا الجدول الزمني”. وحث مجلس الامن على “فرض عقوبات الآن واتخاذ اجراءات ضد الخرطوم”.
وانتقد كلا من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي لعدم تعاملهما بحزم مع السودان ، الذي قال انه يتحدى دائما المجتمع الدولي، وتابع “اذا لم تتحرك الامم المتحدة ستحكم الانسانية عليها وسيفقد شعب جنوب السودان الثقة فيها. . سنسألهم ماذا ستفعلون؟”.
واكد ان عدم سحب السودان لجنوده من أبيي رغم انسحاب القوات الجنوبية يعد انتهاكا يجب ان يرد عليه مجلس الامن بعقوبات. وانتقد الامم المتحدة والاتحاد الافريقي بسبب ما وصفه بالتخاذل عن اتخاذ اجراء حيال الهجمات السودانية المتكررة.
واضاف ان المجتمع الدولي لم يتحرك الا عندما احتلت قوات جنوب السودان من منطلق الدفاع عن النفس – على حد قوله – منطقة هجليج.
من جانبه ، قال المتحدث باسم وزارة خارجية السودان العبيد مروح ، ان تصريحات اموم “مؤسفة” ، واتهم الجنوب بانتهاك قرار مجلس الامن بمواصلة “العدوان” على اراضي السودان.
وقال العبيد مروح المتحدث باسم وزارة الخارجية، ان مجلس الامن والاتحاد الافريقي لديهما آليات للمراقبة وهما من سيحدد الجانب الذي ينتهك القرارات. واضاف انه من الافضل للجارين جعل المفاوضات اولوية.
وفي الأثناء أعربت إيطاليا ، عن قلقها إزاء التوتر بين الخرطوم وجوبا. وابدت تقديرها للنهج المعتدل الذي تبناه وزير الخارجية علي كرتي “شخصيا”، بإصراره على تنفيذ قرار مجلس الأمن 2046.
وأعرب وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرسي لنظيره السوداني علي كرتي عن القلق إزاء التوتر القائم بين دولتي السودان وجنوب السودان. وقال وزير الخارجية الإيطالي لدى لقائه كرتي امس ،انه يأمل في استئناف الطرفين المفاوضات الثنائية في أقرب وقت لحل جميع القضايا العالقة بين الخرطوم وجوبا.
وإعرب تيرسي عن التقدير للنهج المعتدل الذي تبناه وزير خارجية السودان شخصيا، حيث أصر على ضرورة التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 2046، وتسهيل عملية الوساطة البناءة من قبل الاتحاد الأفريقي بين الطرفين. وأكد تيرسي أن بلاده ستستمر من خلال الاتحاد الأوروبي في دورها الفاعل بشأن تعزيز استقرار المنطقة.