السودان يؤكد الالتزام بقرار مجلس الامن ويشدد على الحق فى صد العدوان
الخرطوم 4 ابريل 2012 — اعلنت وزارة الخارجية رسميا التزام السودان بقرار مجلس الامن الدولى الخاص بوقف العدائيات بين البلدين لكنها اتهمت جنوب السودان بالاستمرار فى ممارسة اعتداءات متكررة على الاراضى السودانية.
وجاء في البيان الصادر أمس عن ان الوزارة “تعلن ترحيب حكومة السودان بقرار مجلس الامن الصادر امس الاربعاء ، وبخارطة الطريق التي اجازها مجلس السلم والامن الافريقي ؛ وتعلن وزارة الخارجية ان حكومة السودان سوف تلتزم بما جاء في القرار بوقف العدائيات مع دولة جنوب السودان”.
واتهم بيان القبول بقرار المجلس الصادر من المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية العبيد مروح ان الجيش الشعبى واصل اعتداءاته حتى الامس منوها الى تصعيده العسكرى فى مناطق (ام دافوق) و( سماحة ) و( تلودى ) فضلا عن احتلاله مناطق متنازع عليها مسميا ( كافيا كنجى ) و ( كافيا دبى).
واضاف ان القوات المسلحة السودانية ستجد نفسها مضطرة لاستخدام حق الدفاع عن النفس، وابدى مروح املا فى التزام الطرف الاخر بالوقف الكامل للعدائيات وسحب قواته من المناطق المتنازع عليها حتى لا تضطر القوات المسلحة للمواجهة الدفاعية وتتمكن من الوفاء بما اقرته خارطة الطريق.
وفي جوبا اعلن الجيش الشعبي لتحرير السودان ان مقاتلات ومدفعيات سودانية قصفت المناطق الحدودية لجنوب السودان واتهمها بانتهاك خارطة الطريق الافريقية التي تبناها مجلس الامن اول الامس في قرار بالإجماع والتي تطالب الطرفين بوقف القتال والقصف الجوي والدخول في مفاوضات بعد اسبوعين من تاريخ اصداره.
واتهم فيليب اقوير المتحدث باسم جيش جنوب السودان فس تصريحات لوكالة الانباء الفرنسية الجيش السوداني باستئناف القصف في المناطق الحدودية وقال ان طائرات من طراز ميغ اسقطت ستة صواريخ على بلدة بانكواش الحدودية، فيما قصفت مقاتلات ومدفعية بعيدة المدى قاعدة عسكرية في لالوب.
كما جدد الناطق الرسمي لوزارة الخارجية أمس التزام حكومة السودان بالبرتكول الخاص بابيى والموقع فى يناير ٢٠٠٥ ، والتزامها في ذات الوقت بالتنفيذ الناجز لكل الخطوات الادارية والعسكرية المترتبة على اتفاق الترتيبات المؤقتة لمنطقة ابيي بين طرفي اتفاق السلام الشامل الموقع في العشرين من يونيو ٢٠١١ م.
ورحبت وزارة الخارجية بادانة القرار لاعتداء دولة جنوب السودان على هجليج ودعوته لتكوين لجنة تقصي حقائق بشأن التخريب الذي أحدثه العدوان في المنطقة وفي المنشآت النفطية.
وأكدت ثقة الحكومة في الآلية الافريقية رفيعة المستوى برئاسة الرئيس الجنوب افريقى ثابو مبيكي ، وقطعت باستعداد السودان للتعاون معها لانجاز ما أوكل اليها من الاتحاد الافريقي ،واكدت أن هدف الحكومة الاستراتيجي احلال السلام الدائم بين البلدين ،.
واعربت عن املها في تجاوب جنوب السودان مع متطلبات قرارى مجلس السلم والأمن الافريقي ومجلس الامن باعطاء الأهمية القصوى لقضايا الأمن والسلم والعودة الي طاولة المفاوضات بجدية وارادة سياسية تؤدي الى انهاء ملف القضايا الأمنية العالقة بما يفتح الباب لتناول بقية القضايا وحلها في اطار الوساطة الافريقية .
وقال العبيد مروح للصحفيين أمس ان وزارة الخارجية ستتابع الجوانب المتعلقة بتطبيق القرار على ضوء موقفنا العام من عناصره حسبما ورد في رسالة وزير الخارجية الى رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي قبل يومين ،مجددا تاكيد موقف حكومة السودان والتزامها بالحلول الأفريقية للمشكلات والنزاعات الأفريقية كما اقترحتها مؤسسات الاتحاد الافريقي وعلى رأسها القمة الافريقية
وكان كل من القايدي في الحزب الحاكم قطبي مهدي ورئيس الكتلة البرلمانية للحزب الحاكم ومستشار الرئيس غازي صلاح الدين عتباني قد ادانا قرار الاتحاد الافريقي احالة الملف إلى مجلس الامن. وشك غازي في مقال له نشر في عدة صحف في الخرطوم في ان تكون الولايات المتحدة هي التي اعدت مشروع قرار مجلس السلام والأمن الافريقي وطلبت منه تبنيه وإحالته لمجلس الامن.
وصرح غازي اول أمس إن إحالة القضية إلى المجلس من قبل الاتحاد الأفريقي وبدون تفويض من السودان يستدعي النظر في جدوى تولي الاتحاد الأفريقي لهذه المبادرة.
وقال إن “تصرف المجلس الأفريقي سيكون بمثابة إشعال نيران أخرى لا تقل خطورة من نيران هجليج لأنه قرار خبيث”.