قلق دولى مع اقتراب المهلة الحكومية لمغادرة الاف الجنوبيين العالقين بميناء كوستى

الخرطوم 2 مايو 2012 — قالت منظمة الهجرة الدولية انها لن تتمكن من ترحيل الاف الجنوبيين العالقين فى مدينة كوستى بولاية النيل الابيض السودانية بحلول الخامس من مايو الجارى وهو الموعد الذى اقرته الحكومة المحلية كاخر ميقات لمغادرة الجنوبيين الاراضى السودانية.

وطالبت المنظمة على لسان المتحدث باسمها جان فيليب شوزي فى مؤتمر صحفى امس حكومة الخرطوم بتمديد الوقت المسموح لبقاء الجنوبيين حتى تتمكن المنظمة من ترتيب وسائل النقل وابدى المتحدث قلقا من ان العائدين لايملكون وسائل تمكنهم من مغادره كوستى قبل الوقت المحدد.

وقال المتحدث الرسمى باسم المنظمة لا يمكنها ترك العائدين لتدبر وسائل النقل بانفسهم بينما يقف المجتمع الدولى عاجزا عن توفير المعينات اللوجستية لنقلهم خارج كوستى قبل الموعد . وكان المنظمة قد اوضحت ان لديها أموالا تكفي لنقل سبعة آلاف شخص في الوقت الذي قالت فيه ان عدد الجنوبيين الراغبين طوعا في العودة إلى بلادهم يتراوح بين 12 إلى 15 الف شخص.

وكان يوسف أحمد نور الشنبلي قد ادلي بتصريحات خلال الايام الماضية قال فيها أن يوم 5 مايو هو آخر موعد لتواجد الجنوبيين العالقين بميناء كوستي النهري في ولاية النيل الأبيض معتبرا أن تواجدهم هناك “يشكل تهديدا أمنيا وبيئيا لمواطني .

وكانت السلطات الامنية السودانية قد اوقفت سير البواخر الناقلة للجنوبيين من كوستي إلى جوبا بعد اتهامها لجنوب السودان في استخدامها عنوة لنقل معدات عسكرية بعد افراغ الركاب والتوجه عائدة إلى النيل الابيض.

وفى السياق قال منسق الأمم المتحدة المقيم مسؤول الشؤون الانسانية في السودان، علي الزعتري انه يشعر بالقلق ازاء محنة الاف الجنوبيين العالقين بميناء كوستى منذ اشهر بعد ان تقطعت بهم السبل وسط تقارير تؤكد انهم وجميع المنظمات الدولية العاملة مضطرون لمغادرة كوستي قبل الخامس من مايو الجارى.

وقال الزعترى فى بيان وزعه امس ان ما بين 12,000 و 15,000 من السودانيين الجنوبيين عالقين مع كامل مقتنياتهم المنزلية لعدة أشهر فى انتظار نقلهم الى الجنوب منوها الى ان الامم المتحدة تعتمد على التعاون بين السودان ودولة الجنوب فضلا عن مساعدات المجتمع الدولي لتوفير وسائل النقل المناسبة، والغذاء، والمياه، والخدمات الضرورية منوها الى ان غالبهم لا يملك وسيلة للانتقال الى الجنوب ، بينما تنفد مواردهم المالية لإعالة أنفسهم بإضطراد.

ونوه المنسق الى ان العالقين الراغبين فى المغادرة يبقون عرضة للمخاطر وتعوزهم العديد من الخدمات الأساسية بما في ذلك المأوى الملائم، مشددا على الحاجة الى تعاون سريع و حيوي من السودان وجنوب السودان للتخفيف عن معاناتهم ودعا الزعيترى حكومة السودان إلى مواصلة العمل مع الأمم المتحدة وشركائها لضمان عودة الجنوبيين بسلام وعلى وجه السرعة.