سلفاكير : لم نخرب منشات البترول فى هجليج لأنها ملكنا
جوبا 29 ابريل 2012 — اتهم رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي بالانحياز الى السودان في الصراع الاخير الذى دار بين البلدين ووجه انتقادات حادة الى الخرطوم قائلا انها تسعى بقوة الى اشعال المعارك باستمرارها فى قصف مواقع داخل دولة الجنوب ورفضها التسوية التى طرحت فى مفاوضات اديس ابابا .
واشار كير فى خطاب جماهيرى الجمعة قرب ضريح الراحل جون قرنق بجوبا الى ان احتلال الجيش الشعبى لمنطقة هجليج كان ردا على الغارات الجوية التى لم تتوقف منذ فترة طويلة وقطع بان المنطقة تابعة الى دولته وان الوثائق ستثبت ذات الحق يوما .
ونفى قطعيا مسؤولية الجيش الشعبى عن تدمير منشات النفط فى البلدة قائلا انه لايمكن تخريب ممتلكاته واضاف ” ليس لدينا مبرر لتدمير مصافى النفط فى المنطقة أو أى من المناطق المتنازع عليها، لأن هذه المناطق ملكنا»، واكد ان السودان قصف المنشات ودمرها .
واوضح انه امر قواته بالانسحاب من هجليج لتفادى العزلة الدبلوماسية بعد أن واجهت سيطرة قوات الجنوب على الحقل النفطى انتقادات حادة من الأمم المتحدة .
وأظهرت صور التقطتها الأقمار الصناعية دمارا كبيرا فى البنية التحتية بهجليج، و تبادل الطرفان الاتهامات بتدمير المنشآت فى إطار حرب كلامية صاحبت القتال، الذى دار عبر الحدود التى تمتد لمسافة 2010 كيلومتر بين البلدين. وتوقف أغلب الإنتاج النفطى للبلدين بسبب النزاع المسلح.
وسخر سلفاكير من احتفالات الخرطوم بتحرير المنطقة ووصف وزير الدفاع السودانى بـ”الاهبل” قائلا انه سارع الى اعلان تحرير المنطقة بعد اعلان حكومة الجنوب سحب قواتها .
ولفت الى ان الوزير السودانى والمتحدث باسم الجيش مارسا الكذب الصراح على الاعلام حين خرجا قائلين بان حسم المعركة سيتم خلال ساعات وان قواتهما على مشارف هجليج لكن الواقع اثبت طبقا للرئيس الجنوبى قوة الجيش الشعبى وقدرته على الانتصار رغم ان الدولة الجديدة لم تكمل العام . وقال ان قوات الجيش الشعبي حالياً تقاتل بالقوات البرية وأنه سيعمل لامتلاك طيران عسكري.
وقال سلفاكير ان الحديث عن حدوث انقلاب لنظام الحكم في جوبا لايعدو ان يكون محض شائعات.وهاجم القيادات الجنوبية التي أدانته في الاعتداء على هجليج. وقال: “على هؤلاء أن لا يتدخلوا في مالا يعنيهم”، واتهم سلفاكير السودان بالعمل على انشاء أنبوب داخل ولاية الوحدة بحقول البترول لسرقة نفط الجنوب على حد تعبيره.
وقال ان سفره الى الصين لم يكن هروباً من الرئيس عمر البشير ، وأضاف “ترددت كثيراً في السفر لكن القيادة العسكرية أشارت علي بالسفر”. وكشف عن تلقيه مطالبات من دول لم يسمها باعتقال الرئيس عمر البشير حال وصوله الى جوبا فى زيارة كان يفترض اتمامها فى الثالث من ابريل الماضى لكنه اشار الى انه رفض الامتثال لتلك المطالبات.
وحال التصعيد العسكرى بين البلدين دون زيارة البشير الى جوبا فى الموعد المضروب ورهنت باكمال الاتفاق على ترتيبات امنية تمهد لتسوية بقية الملفات العالقة .
الى ذلك شرعت جمعية الهلال الأحمر السودانى – قطاع جنوب كردفان – فى تجميع ودفن جثث قوات الجيش الشعبى والمتمردين الذين قتلوا فى المعارك العسكرية التى شهدها هجليج.
وأكد المدير التنفيذى للجمعية مريخة الضو مريخة فى تصريحات صحفية، السبت ، أن الجمعية اتخذت الإجراءات القانونية لهذه العملية المتعلقة بالتعرف على هويات الموتى ودفن جثثهم بما يتفق مع القانون الدولى لحقوق الإنسان.
وبثت قنوات تلفزيون سودانية غداة اعلان الجيش السيطرة على هجليج تناثر عشرات الجثث لمجندى الجيش الشعبى فيما قال مسؤول عسكرى رفيع فى تصريحات الاسبوع الماضى ان ضحايا جيش الجنوب فى المعركة تجاوز الـ1200 قتيل.