السودان يطالب الجنوب بانهاء وجود التمرد ويعلن استعداده للتفاوض
الخرطوم 30 مارس 2012 – اعلن وزير الخارجية السوداني عن استعداد بلاده للتفاوض لحل الخلافات بين البلدين وتطبيق الاتفاقات المبرمة مع جمهورية جنوب السودان إلا انه اكد ضرورة حسم الملفات الامنية وإنهاء وجود المتمردين السودانيين هناك.
وقال الوزير في تصريحات بعد عودته من بغداد حيث شارك إلى جنب الرئيس عمر حسن البشير في القمة العربية ان الهجوم على الهجليج يناقض الرسالة التي حملها وفد جنوب ا لسودان الذي زار الخرطوم لتوجيه الدعوة للسيد رئيس الجمهورية للتوقيع على اتفاق الحريات الاربع و يخالف النوايا الطيبة التي ابداها السودان والمقابلة الايجابية التي استقبل بها الوفد .
واكد كرتي ان العدوان يكشف الانقسامات العميقة في صفوف حكومة جنوب السودان وان هناك اطرافا لا تريد لصوت السلام ان يعلو مشيرا الي ان هناك ارادة اخرى تغلبت غير تلك التي جاءت للسودان لتقديم الدعوة للرئيس وانها ارادت ان تقول للوفد الذي جاء للخرطوم اننا سبقناكم للهدف بوسائلنا الخاصة.
وكان الرئيس سلفا كير قد أعلن عن مسؤولية الجيش الشعبي عن الهجوم على الهجليج وقال انه جاء بعد هجوم شنه الجيش لسوداني على الاراضي الجنوبية. واتهمت مصادر جنوبية في جوبا قيادة المخابرات هناك بتزويد الرئيس بمعلومات خاطئة عن الهجوم والقوات المشاركة فيه.
وقالت ان تبنيه للهجوم اغضب العديد من القيادات اللذين قالوا ان تصريحاته كانت تتعارض مع ما اتفق مجلس الوزراء عليه في اجتماع خصص للعلاقات مع السودان شارك فيه رئيس وفد جنوب السودان المفاوض باقان امون.
وقال كرتي رئيس جنوب السودان وقع في خطأ كبير عندما اعلن بفرحة عارمة خلال اجتماع عام اننا وصلنا الي ما كنا نريد الوصول اليه عبر التفاوض لدرجة انه لم يستوثق ويتأكد من ان الذين ارسلوا للهجوم قد انجزوا المهمة بالسيطرة علي هجليج
.
واكد السودان الذي تمكن من صد العدوان مستعد للحوار اذا كان الطرف الآخر جادا وان ماحدث كان محاولة ضغط من جانب الحركات التر ترفع السلاح في وجه الخرطوم وقال كرتي ان الطريق الوحيد المتاح امام حكومة الجنوب هو العودة لطاولة المفاوضات .
واشار الي بدء اجتماعات اللجنة الفنية المشتركة بين وفدي السودان ودولة الجنوب والتي ستتناول القضايا الامنية وقال انه اذا جاء الطرف الاخر جادا يمكن التوصل لاتفاق لأن الامر الميداني قد تم حسمه من جانب القوات المسلحة وقوات الامن السودانية .
واضاف ان استضافة حكومة الجنوب لمتمردي الحركات الدارفورية ومتمردي جنوب كردفان يعتبر نوايا واضحة للعدوان ويجب ان تكون مسار بحث ومراجعة في اجتماعات اللجنة الفنية .
وفيما يتعلق بالانتقادات التي وجهت للوفد الحكومي المفاوض والمطالبة بتغييره نفي الوزير وجود أي توجه لتعديل تركيبة الوفد وقال ان هذا الوفد استمر في المفاوضات في كل المنابر وهو نفس الوفد الذي كان مسئولاَ عن تنفيذ الاتفاقية ولا اعتقد انه من الحكمة الحديث عن هذه المسألة ولا يجب اضعاف الوفد كما انه عرك مفاوضات السلام وعرف الطرف الآخر معرفة جيدة .