الجيش السوداني يحكم سيطرته على هجليج واشتباكات مع العدل والمساواة
الخرطوم 29 مارس 2012 – اعلن الجيش السوداني كامل سيطرته على منطقة هجليج في جنوب كردفان بعد اشتباكات دارت في المنطقة خلال الايام الماضية مع قوات مهاجمة من جيش جنوب السودان قالت الخرطوم ان حركة العدل والمساواة شاركت فيها.
وكان جيش جنوب السودان من جانبه أعلن عن انسحاب قواته من المنطقة وصرح فيليب اقوير الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان “أعلنا فض الاشتباك وانسحبت قواتنا من هجليج”.
وفي نيويورك قالت الامم المتحدة أمس إن حكومة جنوب السودان تعهدت بسحب قواتها إلى مواقعها السابقة وان الحكومة السودانية وافقت على وقف القصف إذا انسحب جيش الجنوب.
وزار المنطقة أمس مجموعة من الصحفيين شاهدوا اثار المعارك التي دارت في المنطقة في الوقت الذي كشفت مصادر امنية واسعة الاطلاع لسودان تربيون عن وقوع اشتباكات عنيفة امس الاربعاء بين الجيش السودانى ومقاتلين لحركة العدل والمساواة بالقرب من منطقة هجليج.
وقطع المصدر بان المعارك احتدمت مع عناصر الحركة وأرغمتها على الانسحاب من المنطقة مشيرا إلى توغل المجموعة في داخل جنوب كردفان. وتجئ هذه التقارير بعد اتهام السودان لحركة العدل والمساواة بالمشاركة في الهجوم على الهجليج جنبا إلى جنب مع قوات جيش جنوب السودان.
ولم يصدر من الحركة المنضوية تحت لواء الجبهة الثورية السودانية – التي تهدف لإسقاط النظام في الخرطوم – ما يفيد بمشاركتها في الهجوم على هجليج في وقت وتضاربت التقارير حول مدى تعاونها مع جيش جنوب السودان.
وفي اطار جولة تفقدية للمدنية قام بها عدد من الصحفيين ومراسلي وكالات الانباء العالمية، صرح الفريق الركن عبد المنعم سعد نائب رئيس هيئة الإركان بان الجيش السوداني يقوم بعمليات تمشيط للسيطرة على المنطقة النفطية بعد طرد قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان من المنطقة.
مشيرا إلي أن القوات المسلحة تؤمن الحدود علي بعد 36 كيلومترا من مدينة هجليج التي تحيط بها آبار نفطية عديدة.
وقال صحافي من وكالة الانباء الفرنسية رافق وزير النفط السوداني عوض احمد الجاز يوم الاربعاء في زيارته الى المنطقة بأنه شاهد جثث ثلاثة اشخاص ودبابتين قرب المدينة بينما كان الدخان يتصاعد من منزل اصيب باضرار.
ومن جانبه نقل مراسل روتيرز تصريحا لعبدالله سليمان نائب رئيس شركة النيل الكبري التي تقوم بعمليات استخراج النفط في المنطقة قائلا بان انتاج النفط لم يتأثر بالاشتباكات وانه يتم بواقع 60 الف برميل في اليوم. وأفاد الصحفي بان بعض مساكن العاملين في حقول النفط دمرت من جراء الهجوم.
فى الخرطوم اعلن المؤتمر الوطني الحاكم فى السودان اطلاق يد القوات المسلحة للحفاظ علي حدود البلاد وممتلكاتها وشعبها ونبه لعدم وجود ما يقيد القوات المسلحة في الحفاظ علي الحدود. واثني القطاع السياسي للمؤتمر الوطني بقيادة رئيسه الحاج ادم علي موقف القوات المسلحة والعاملين بمناطق النفط لردهم للعدوان علي منطقة هجليج وحفاظهم علي استمرارية تدفق النفط.
واتهم القطاع السياسى للوطنى في بيان امس دولة جنوب السودان بدعم الحركات المتمردة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق علاوة على دارفور وتوفيرها السند للجبهة الثورية لاسقاط النظام وطالب المتحدث الرسمي باسم المؤتمر الوطني بدر الدين احمد ابراهيم القوي السياسية بالوقوف خلف القوات المسلحة مضيفا الموقف حاليا لتوفير الامن والاستقرار ، مشيرا الي ان الجهات السياسية والأمنية ستدرس اتفاقية الحريات الاربعة ومجرياتها علي ارض الواقع .
وفى السياق استنكر ولاة الولايات في اجتماعهم التداولي الثالث أمس برئاسة النائب الاول لرئيس الجمهورية على عثمان محمد طه الهجوم الجنوبى على هجليج .وأشادوا بدور القوات المسلحة في التصدى للهجوم، وقطعوا بأن السودان قادر على الخروج منتصراً مما اسموه الاستهداف والتآمر مثلما تمكن من الخروج من حلقات سابقة وهو أكثر قوة وتماسكا .