السودان يقول انه لا يرغب في حرب شاملة مع الجنوب
الخرطوم 28 مارس 2012 – قال رئيس رئيس جهاز الامن والمخابرات الوطنى محمد عطا امس الثلاثاء ان القوات الحكومية صدت القوات الجنوبية المهاجمة على منطقة هجليج إلى الحدود إلا أنه أكد بان بلاده لا ترغب في حرب شاملة مع جوبا مشدد انهم لن يسمحوا باحتلال اراضي البلاد.
وكان رئيس جنوب السودان قد اعلن أول امس الاثنين ان قواته بسطت سيطرتها على منطقة الهجليج النفطية بجنوب كردفان وقال انها جزء من جنوب السودان كانت بلاده ترغب في استردادها عن طريق المفاوضات إلا ان اعتداء الجيش السوداني دفعها للاستيلاء عليها بالقوة.
وقال عطا في مؤتمر صحفى عقده بدار الجهاز ان القوات المسلحة طردت قوات جنوب السودان من منطقة الشهيد الفاضل –15 كيلو متر داخل الحدود السودانية- وطردها عناصر الجنوب لنحو عمق كيلومتر واحد من الحدود مع استمرار المعارك لإبعادهم نهائيا عن الاراضى السودانية .
وجزم رئيس جهاز الامن زهد الخرطوم فى التوسع لداخل الاراضى الجنوبية، وأكد رغبتهم باندلاع حرب شاملة بين البلدين ، ولفت الى ان جوبا بوضع لا يسمح لها بالحرب الشاملة . كما شدد على توقف التفاوض وتعليق زيارة البشير لجوبا وقال ان الظروف غير مناسبة الأن .
وأفاد ان الاولوية فى الوقت الراهن لطرد قوات الجيش الشعبى وحسم الملف الامنى قبيل اى خطوات تفاوضية لإنهاء بقية القضايا العالقة مشيرا الى التقاء وفد التفاوض بالبشير فى التحضيرات النهائية قبيل ان يفجر الجنوب الاوضاع بهجومه على مناطق سودانية .
من جهة اخرى قال عطا بان المعارك الحالية لم تؤثر على ضخ النفط السودانى ، ولفت الى ان الجنوب من حقه قفل انابيب نفطه لكنه اردف (اما فتحها فهو حقنا نحن) .
وفي جوبا اعرب الناطق الرسمي باسم الحكومة ووزير الاعلام برنابه مريال بنجامين عن أمله في ان يحضر الرئيس البشير إلى جوبا في 3 ابريل كما هو مقررا له وقال انهم لم يستلموا رسميا ما يفيد بإلغاء الزيارة.
وأوضح الوزير أنه تم تقديم الدعوة إلى الرئيس السوداني مع “الرغبة واضحة” للتوصل الى اتفاق من شأنه أن تطبيع العلاقات و تقديم تنازلات مرضية للطرفين.
ونفى أن يكون الدعوة قدمت مبنية على “نوايا سيئة أو خدعة” لاعتقال الرئيس السوداني كما تدعي بعض الاصوات في الخرطوم التي قرعت طبول الحرب، على حد تعبيره وعملت على تشويه الهدف من الدعوة، في اشارة منه إلى منبر السلام العادل وبعض القيادات داخل المؤتمر الوطني التي عارضت الزيارة.
وكان جنوب السودان قد اعلن البارحة عن قصف الطيران الحربي السوداني لحقول النفط في ولاية الوحدة وأكدت شركة النيل الاعظم للبترول – التي تضم شركات نفط صينية وماليزية وهندية – تعرض منشاتها للقصف. ونفى السودان شن أي ضربات جوية لكنه قال ان قواته البرية هاجمت مواقع المدفعية الجنوبية التي كانت قد اطلقت قذائفها على منطقة هجليج المنتجة للنفط.
وكشف عطا عن اتصالات قال جرت منذ أول الأمس ووصفها بانها “اتصالات فردية” لتسوية الخلافات ولكنها حتى الآن لم تأتي بجديد يحمل اختراق حقيقي للمشكلة أو يقدم الحل وأضاف : “الأجواء الحالية بعد هجوم الجيش الشعبي لا تحمل بيئة معافاة وصحية لمواصلة التفاوض حول القضايا العالقة” .
وأوضح رئيس جهاز الامن السوداني ان منطقة بحيرة الابيض (جاو) التى اعتبر الجنوب المعركة انطلقت بعد هجوم سودانى عليها محتلة اصلا من قوات الجيش الشعبى الجنوبى وعناصر سودانية متمردة منذ شهر كامل، وقال بان الحكومة ترتب لاستعادتها.
وأفاد عطا الى ان المعارك بدأت باحتلال منطقة (الكهرباء) بعمق 3 كيلومترات داخل السودان ، وان القوة التى ترافق العاملين بالمنطقة فوجئت باحتلالها وسعت لإقناع الجيش الشعبى بالخروج من المنطقة السودانية، الا ان قوات الجنوب وبعد ارسال الخرطوم لقوة اضافية بغرض التفاوض واخراج الجنوبيين بالحجة هاجمت القوة التى لم تكن فى وضع استعداد للمعركة.
وأضاف بان القوة المرافقة للعاملين انسحبت باتجاه العمق السودانى — الامر الذي اعتبره الجيش الشعبى طريقا سالكا لاحتلال هجليج التى قطع بعدم دخول قوات الجنوب لأرضها — وقال بانها تمركزت امس الاول بمنطقة الشهيد الفاضل على بعد 6 كيلومتر من هجليج.
واسترسل ان الجيش السوداني “خاض معركة تحرير الارض” واجلى عناصر الجنوب المساندة بقوات من العدل والمساواة فقط عقب فشل اتصالات بادرت بها الخرطوم لاحتواء الموقف لتمسك جوبا بالبحث عن البادئ بالقتال ، ما اجهض اخراج الجيش الشعبى دون معارك.
وقال عطا بانهم لن يسمحوا باحتلال شبر واحدا من البلاد دون رد اعتبار الشعب السودانى ، وشدد على ان الهجوم الجنوبى مدبر بعناية فائقة ، مشيرا الى تصريحات رئيس الجتوب سلفاكير بشأن جنوبية هجليج ووصف احاديث قادة جوبا بالتضليل المتعمد وقال بانهم اجروا اتصالات مع الدول الصديقة للسودان لإزالة ذاك التضليل .