جامعة الخرطوم تفتح ابوابها وسط تذمر طلابى من تشديد الرقابة
الخرطوم 19 مارس 2012 — فتحت جامعة الخرطوم ابوابها امام الطلاب امس الاحد لاستئناف الدراسة بعد تركيب كاميرات لرقابة التحركات الطلابية فيها في الوقت الذي سارع فيه اتحاد الطلاب بتجديد مطالبته بإقالة المدير
وكانت الجامعة قد اغلقت لأكثر من شهرين على خلفية صدامات واحتكاكات وقعت اثر دخول قوات الشرطة الحرم الجامعى لفض اعتصام دعا اليها الطلاب من ابناء المناصير وقتها.
وفوجئ الطلاب العائدين الى الدراسة بتشديد الرقابة الامنية على مداخل الكليات ووضع كاميرات مراقبة لرصد التحركات ما اثار حفيظة قطاعات واسعة منهم وحذرت لجنة الطلاب في مخاطبة أمس من مغبة تشدد الحرس الجامعي والإدارة مع الطلاب وأبدو امتعاضهم من إغلاق البوابات الرئيسية ووضع كاميرات تراقبهم وسخروا من التكلفة الباهظة التى صرفت على مراقبة الطلاب باعتبار ان توظيفها للتعليم والسكن الداخلى كان الاولى والاوفق.
وأكدت اللجنة في بيان عممته يوم الاحد التمسك بإقالة وانتخاب مدير ونائب له وتعويض الطلاب المتضررين في الأحداث الاخيرة مع تقديم الشرطة اعتذار على دخولها الحرم وتغيير سياسة الحرس الجامعي وتعامله كمؤسسة مدنية مستقلة داخل الجامعة.
وفي نفس الوقت أكد نائب الرئيس السودانى الحاج آدم يوسف في تصريحات صحفية امس ان الإجراءات التي اتخذتها إدارة الجامعة مؤخرا تؤمن سير الدراسة بصورة جيدة خاصة بعد ظهور ما أسماه بالاختلالات الأمنية التي حدثت في الفترة الماضية وأدت إلى إغلاق الجامعة.
.وأوضح النائب الذى كان يعمل استاذا فى الجامعة ذاتها قبيل تقلده للمنصب أن تداعيات اغلاق جامعة الخرطوم تسبب فيها دخول من اسماهم بأصحاب الغرض والأجندة مضيفاً أن المظاهرة الأخيرة أمام مكتب مدير الجامعة تبين أن أغلبية المشاركين فيها لم يكن لهم أي علاقة بجامعة الخرطوم داعياً الطلاب إلى الحرص على الاستمرار في الدراسة والتحصيل الأكاديمي.
وأضاف قائلاً: “أي ممارسة بها عنف أو استعمال سلاح ستجد الرد الحاسم”.
ووسط تلك الاجواء الملبدة زار رئيس مجلس الجامعة، الأمين دفع الله، برفقة المدير صديق حياتي، كليات بمجمع الوسط وغرف استقبال أعدت لاستقبال الطلاب في مداخل الجامعة.
وصرح حياتي إن إدارة الجامعة اتفقت مع الصندوق القومي لرعاية الطلاب على أن يكون مجمع داخليات الشهيد حسين حسن حسين بمجمع الوسط قاصراً على سكن طلاب جامعة الخرطوم.
واعلن تشكيل لجنتين الأولى للنظر في إيجاد الطريقة المثلى لتكوين اتحاد طلاب الجامعة برئاسة مدير الجامعة الأسبق عبدالملك محمد عبدالرحمن، والثانية برئاسة عميد الطلاب السابق عوض السيد الكرسني لتقصي الحقائق حول ملابسات أحداث الجامعة الأخيرة.
وفي السياق ذاته كشف حزب المؤتمر الوطني الحاكم، عن مخطط يقوده عدد من احزاب المعارضة اهمها المؤتمر الشعبي والحزب الشيوعي وحزب البعث لإسقاط النظام عبر تعبئة كوادرهم في ثلاث جامعات، علي ان تلتقي بجامعة الخرطوم في ساعة الصفر للخروج الي الشارع .
كما اتهم احزاب المعارضة بجامعة بحري بتحريض الطلاب ومنعهم من دخول الامتحانات والاعتداء علي الذين استجابوا للامتحانات.
وحذر الامين السياسي لأمانة الطلاب بالمؤتمر الوطني، اسماعيل علي يعقوب، في مؤتمر صحفي ،عقد خصيصا لابداء رأي الحزب في احداث جامعة الخرطوم وجامعة بحري ،احزاب المعارضة من الخروج الي الشارع و تحريض الطلاب بجامعة الخرطوم ،واكد ان اكثر من 11 الفا من طلاب جامعة الخرطوم مع استقرار الجامعة.
وشن هجوما عنيفا علي لجنة طلاب جامعة الخرطوم ،واصفا اياها باللجنة المشبوهة، وقال انها من الشيوعيين والبعثيين وبعض حركات دارفور يسعون الي خدمة اجندة غير مطالب طلاب الجامعة ، واشار الي ان اللجنة في اجتماعات متواصلة بدار الحزب الشيوعي للتخطيط لإسقاط النظام ، ورأي انها احزاب ترتبط مصالحها بعدم استقرار الجامعة كما وصفها بأنها احزاب للمتاجرة السياسية.
وهدد يعقوب، باستخدام كل السبل بما فيها استخدام القوة للرد علي طلاب المعارضة، وقال “عضويتنا جاهزة للذهاب الي جامعة الخرطوم لحماية مكتسبات الجامعة ومواجهة الاحزاب المحرضة”، الا انه عاد واشار الى انهم سيسعون لحل الخلافات مع التنظيمات السياسية عبر الحوار،”رغم ان كوادر المعارضة أصحاب سلوك سياسي مشين بالجامعة”.
وتقول احزاب المعارضة انها تهدف إلى اسقاط الحكومة عبر الثورة الشعبية والاعتصام المدني بينما تسارع اجهزة الامن في كل مرة بفض بؤر الاحتجاجات المطلبية في مختلف القطاعات خوفا من تحولها إلى مظاهرات عامة ضد النظام.
وكانت لجان حكومية قد نجحت في التوصل لاتفاق مع المناصير حول التعويضات التي يستحقونها بعد تدمير اراضيهم بسبب بناء سد مروي في مناطقهم الزراعية في شمال السودان.