حاكم جنوب كردفان: الجيش السوداني مازال يقاتل لاحتواء هجوم التمرد
الخرطوم 3 مارس 2012 — قال والي جنوب كردفان أحمد هارون، إن العمليات العسكرية مازالت مستمرة في بحيرة الأبيض، وأن القوات المسلحة تعمل الآن لاحتواء الهجوم الذي شنته قوات تحالف الحركات المسلحة في منطقة جاو الأسبوع الماضي والذي اتهمت فيه الخرطوم جوبا بمشاركة قواتها فيه .
وجدد الوالي اتهاماته لجنوب السودان بالتورط في هذا الهجوم وقال أن الجيش الشعبي استخدم كل قدراته في الاعتداء (من دبابات ومشاة ومدافع)، وأشار إلى ضبط بطاقات رسمية وشخصية بحوزة منسوبي الجيش الشعبي الذين شاركوا في الهجوم من الفرقة الرابعة التي تتخذ من ولاية الوحدة مقراً لها، إضافة إلى أرقام لوحات السيارات الجنوبية المشاركة العملية.
واضاف هارون الذي كان ضيف على برنامج مؤتمر إذاعي أمس الجمعة: “هم ليسوا من الذكاء لتغطية أثارهم بأي حال من الأحوال.” كما كشف عن إعادة تنظيم قوات جبهة القوى الثورية بمزرعة تعبان دينق والي الوحدة الذي ترك أي عمل له وأصبح ضابط إمداد لهذه القوات.
ولكنه أكد عدم قدرت القوات المهاجمة على احتلال المنطقة أو السيطرة عليها. وشدد على أن تعليمات القيادة العليا بالدولة هي الدفاع عن حدودنا وسيادتنا وإتباع القنوات الدولية المعروفة، وأوضح أن القانون الدولي يكفل للحكومة حق مطاردة المعتدين في الوقت المناسب، وزاد: “سننتظر القيادة في ذلك، والخيارات أمامها مفتوحة، وتابع: لسنا سعداء بالحرب والآن ندير حربا دفاعية”.
وأصدرت الحركة الشعبية بيان في 1 مارس ذكرت فيه ان القوات المهاجمة استولي على 140 عربية مجهزة للأغراض العسكرية المختلفة، و 160 مدفع دوشكا ، و 22 مدفع بى-10 مضاد للدبابات ، و8 مدفع هاون 120مم ،و23 مدفع هاون 82مم ، و31 مدفع هاون 60مم ، وواحد مدفع بى ام كاتيوشة 12 ماسورة ،و 7 مدفع اس بى جى-9 ،و2 مدفع هاوزر ،و6 مدفع ار بى جى-7 وكميات كبيرة من الذخائر والقذائف المختلفة وواحد جهاز اتصال طويل المدى.
وأضاف الناطق الرسمي للحركة الشعبية – شمال السودان ارنو نقوتلو لودىبانها أسرت 9 جنود و8 من زوجات القوات التي فرت ومعهن 9 اطفال نشر تفاصيل عن عدد القتلي او الاليات المدمرة
ونفى هارون بشدة قصف السودان لآبار البترول في الجنوب، وقال ليس لنا مصلحة في قصفها، ولو أردنا ذلك سنفعلها علانية وقواتنا تعرف الجنوب (شبر شبر ومنطقة منطقة)، وزاد: إذا فعلنا ذلك سنفعلها في هدف ثمين.
إلى ذلك، أقر هارون بأن الحرب خلفت أزمة إنسانية، وقال إن “أي حرب لا تخلف الاعمار والرفاهية، وتترتب عليها أثار إنسانية لا ننكرها خاصة في مناطق سيطرة الحركة الشعبية،” وأضاف: نحن المسؤولون عن المواطنين سواء في مناطق سيطرة الحكومة أو الحركة”.
وأرجع هدف التمرد الأساسي من الحرب لخلق الوضع الإنساني ليتلقى إمدادا لقواته مثل سيناريو الحركة إبان حرب الجنوب (شريان الحياة) لإطالة أمد الحرب.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة بدأت العمل الإنساني في مناطق الفجوات الإنسانية في الولاية عبر المنظمات الوطنية والوزارات المعنية، وأكد عدم السماح للمنظمات الدولية الأخرى بالعمل في المناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية. وقال: “خواجة يجئ من منظمات إنقاذ الطفولة ولا كير مافي مادام فينا دم ونحنا حيين”، بحسبان أن أجنداتهم ليست إنسانية، ووصفهم بآلات الحرب الذين يعبئون الأزمات، وزاد: “دا كارتيل حرب”.
وأكد هارون الذي كان وزير دولة بوزارة الداخلية وشارك في قمع التمرد في دارفور في أعوامه الأولى أن مقار المنظمات في دارفور كانت مقارا للأسلحة والذخائر ومنصات انطلاق لقتل المدنيين.
وقال هارون إن محليات البرام وأم دورين وهيبان هي الأكثر تأثراً بالحرب، فيما هنالك تأثر جزئي في محليات (رشاد والعباسية والدلنج ودلامي) من جملة (24) محلية بالولاية.
واشترط هارون تقديم الغوث الإنساني في ولايته بمعالجة المشكلة الأساسية وليس أعراضها، وقال إن أية معالجة للأعراض تؤدي لتوطين المشكلة الأساسية غير مقبولة، وأيضاً أية معالجة تؤدي إلى إطعام التمرد والمبادرات الشبيهة بشريان الحياة.
وطالب مسؤولون سودانيون المجتمع الدولي الضغط على الحركة الشعبية لتحرير السودان لإيقاف القتال والجلوس في مفاوضات استنادا على اتفاقية السلام الشامل لبحث تنفيذ البنود المختلف عليها والمتعلقة بالمشورة الشعبية وتسريح قوات الجيش الشعبي.
وكان الحركة الشعبية في كل من النيل الأزرق وجنوب كردفان قالت في فترة أولى انها تطالب بمفاوضات جديدة فيما يتعلق بنزع سلاح قواتها كما انها تطالب الان بوضع إداري متميز ورفض الرئيس البشير اتفاقية اطارية وقعت مع الحركة في يوليو 2011 وطالب الحركة بوضع السلاح شرطا للتفاوض.
وذلك في الوقت الذي تحالفت الحركة الشعبية في الشمال مع الحركات المسلحة في دارفور من العدل والمساواة وجناحي حركة تحرير السودان بعد رفض الأخيرة التوقيع على وثيقة الدولة لإحلال السلام في دارفور وأعلنت عن جبهة القوى الثورية السودانية في نوفمبر الماضي وتهدف إلى إسقاط النظام بالوسائل السلمية والعسكرية.
وفي سياق آخر، انتقد مولانا هارون حديث هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية، حول سعي الخرطوم لتقويض نظام جوبا، والاشتراط للمشاركة في مؤتمر اسطنبول لدعم السودان، وقال: أمريكا وسيط غير نزيه وشاهد غير عدل، ولن تنفذ تعهداتها في مؤتمر اسطنبول أو غيره، وأضاف: “ليس هنالك عشم من خير فيها”.
وأضاف ان واشنطن متورطة في الدعم الذي تقدمه جوبا لتحالف الحركات المسلحة.
ويتهم السودان واشنطن بالاتفاق مع جوبا على ضرورة محاربة النظام الحاكم في الخرطوم ولإسقاطه لان جمهورية جنوب السودان الوليدة لا مصلحة لها في استمرار هذا النظام الذي لن يصل معها إلى اتفاق حول المسائل العالقة وخاصة منطقة أبيي .