الجبهة الثورية تعلن سيطرتها على مواقع إستراتيجية بجنوب كردفان والخرطوم تتهم جوبا
الخرطوم 27 فبراير 2012 – أعلن كل من الحكومة السودانية وجبهة القوى الثورية عن حدوث معارك عنيفة في ولاية جنوب كردفان في عدد من المواقع القريبة من الحدود مع جنوب السودان . وقال تحالف الحركات ان قواته سيطرت على مواقع إستراتيجية وكبدت الخرطوم خسائر فادحة بينما قال الجيش السوداني انه تمكن من رد الهجوم واتهم جوبا بالمشاركة فيه.
وصعدت الحكومة السودانية لهجتها فى مواجهة دولة جنوب السودان ودمغته بالتورط فى دعم هجوم مسلح نفذه تحالف الجبهة الثورية بقيادة مالك عقار في المناطق الحدودية مع الجنوب السودان امس . وقالت الخرطوم ان الهجوم يعد خرقا خطيرا من حكومة جنوب السودان لاتفاق وقف العدائيات الموقع في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
ووصف المتحدث الرسمي باسم الجيش السودانى العقيد الصوارمي خالد سعد الهجوم الذي قال ان جنوب السودان نفذه بالتعاون مع المتمردين “بالغادر” مضيفا بأن القوات المسلحة السودانية كبدت القوات المهاجمة خسائر فادحة.
وفى المقابل أعلنت جبهة المقاومة السودانية في بيانات أصدرتها أمس استيلاء قوة مشتركة مكونة من الحركة الشعبية لتحرير السودان –شمال وحركة العدالة والمساواة على مناطق الجاو وتروجي في جنوب كردفان وقالت أنها هزمت القوات الحكومية وتشتيت أفرادها البالغ عددهم 6000 ضابط وجندي وكبدت الجيش السوداني خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
وأكدت جبهة القوى الثورية السودانية في بيان لها الاستيلاء على ثلاث دبابات وأكثر من 300 مدفع دوشكا ، 7 هاون 120مم ، اكثر من 30 مدافع مختلف من اس بى جى ، 106، بى-10 واكثر من 140 عربية مختلفة ،وكميات من الاسلحة الخفيفة والذخائر والدانات جاري حصرها.
وقال البيان الممهور بتوقيع ابو القاسم امام الحاج الناطق الرسمي للجبهة ان الانتصارات التي حققتها قوات الجبهة تدحض “ادعاءات الناطق الرسمي باسم قوات و مليشيات المؤتمر الوطني، المدعو الصوارمى والذي اختلق الانتصارات الوهمية لغرض إخفاء هزائمه أولا ولرفع معنويات جيشه المنهار ثانيا”.
من جانبه قال أرنو نقوتلو لودى الناطق الرسمي للحركة الشعبية في بيان صادره امس ان هذه العملية هي “إنذار أول لنظام الخرطوم” وجزم بان انتصارات كبيرة أخرى ستليها في المستقبل القريب على مختلف الجبهات.
وكان المتحدث الرسمي لحركة العدل والمساواة جبريل ادم بلال قد أكد لسودان تربيون في اتصال هاتفي في ساعة متأخرة مساء أمس استيلاء قوات التحالف على منطقة تروجي ايضا بعد ان أشار كل من ابوالقاسم وارنو إلى تقدم قوات الجبهة نحوها..
وأضاف جبريل بان هذه العملية قام بها مقاتلي الجيش الشعبي والعدل والمساواة وان العمليات الأخرى ستشهد مشاركة فصيلي حركة تحرير السودان بجانب فصائل الجبهة الأخرى وذلك تفعيلا لمواثيق الجبهة التي تهدف إلى إسقاط النظام الحاكم في الخرطوم وتوعد النظام بضربات قاضية في الأيام المقبلة.
وفرغ التحالف المكون من الحركة الشعبية والعدل والمساواة وجناحي حركة تحرير السودان في الأسبوع الماضي من تكوين أجهزته السياسية والعسكرية التي يقودها كل من مالك عقار وعبدالعزيز الحلو. وقال انه سيشرع في عمليات عسكرية في جميع أنحاء البلاد تشارك فيها فصائله الأربع.
واتهم الجيش السوداني في بيان أصدره أمس قوات الجيش الشعبى التابع لحكومة جنوب السودان بالتوغل الى الأراضي السودانية وأكد ان جوبا مازالت تحتفظ بعلاقاتها وتواصل دعمها المالي واللوجيستي للفرقتين التاسعة والعاشرة بجنوب كردفان والنيل الأزرق رغم قيام دولة مستقلة في الجنوب بعد الإنفصال.
وشنت وزارة الخارجية السودانية من جانب أخر هجوما عنيفا على جوبا وقطعت بدعمها المجموعات المعتدية المقدرة بأكثر من ألف وخمسمائة مقاتل من ضباط وجنود الجيش الشعبي التابع لدولة جنوب السودان واعلنت فى بيان امس عزمها تقديم شكوي جديدة لمجلس الأمن الدولي والاتحاد الأفريقي واطلاعهم على تفاصيل ما حدث، وقطعت باحتفاظ السودان بحقه الذي تكفله له الشرائع الدولية في رد العدوان وصيانة أرضه واستقرار مواطنيه.
ونوه البيان الى ان الهجوم نفذ بعد أسبوعين فقط من توقيع ممثلي جمهورية جنوب السودان على مذكرة التفاهم بعدم الاعتداء وعدم دعم الجماعات المتمردة بحضور وشهادة المجتمع الدولي وبرعاية مباشرة من الاتحاد الأفريقي. وتستدعي وزارة الخارجية فى الخرطوم اليوم الاثنين السفراء المعتمدين بالخرطوم وكافة البعثات الدبلوماسية لابلاغهم بالتطورات الاخيرة .
واتهم البيان الجنوب بالتخطيط والترتيب بشكل مباشر لتمرد الفرقتين، والعمل على ادارة وتنسيق الخطوات السياسية التي أدت لجمع المتمردين في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق مع متمردي الحركات الدارفورية الرافضة لوثيقة الدوحة لسلام دارفور، قاطعا بان ما قامت به دولة الجنوب يعتبر مسعا مفضوحا لزعزعة أمن واستقرار السودان.
واتهم البيان جوبا بفتح مركز قيادة متقدم بمنطقة منقة بولاية الوحدة تحت إشراف وقيادة رئاسة الجيش الشعبي والوالي تعبان دينق واشار البيان الى تجميع قيادة الجيش الشعبي بحكومة الجنوب قوات حركات دارفور بمنطقتي منقه وفارينق بولاية الوحدة.
ويتبادل الجيش السوداني والجيش الشعبي التابع لحكومة جنوب السودان الاتهامات بدعم حركات التمرد العاملة في الأقاليم الحدودية بين البلدين وتقدم كل منها في الماضي بشكاوي لمجلس الامن يقول فيها بدعم الأخر لحركات مناوئة.
واشتبكت جيوش البلدين في ديسمبر من العام الماضي بعد استيلاء القوات المسلحة السودانية على الجاو التي تقول انها القيادة العامة لقوات الجيش الشعبي في جنوب طردفان. واتهمت جوبا الخرطوم بالاعتداء على أراضيها ورفعت شكوى لمجلس الامن.