اتفاق بين الخرطوم وجوبا لترحيل 300 ألف جنوبي من السودان
الخرطوم 9 فبراير 2012 — وقع السودان ودولة جنوب السودان أمس على مذكرة تفاهم قضت بترحيل أكثر من (300) ألف من أبناء دولة الجنوب المنتظرين لجنوب السودان جوا وبرا وبحرا وذلك في الوقت قال فيه السودان انهم سيعاملون معاملة الأجانب ابتدأ من ابريل القادم.
وتقول وكالات الأمم المتحدة بأن ما يزيد على 350 ألف جنوبي عادوا إلى جمهورية جنوب السودان منذ أكتوبر 2010 وتقدر عدد الجنوبيين الذين مازالوا في السودان بحوالي 700 ألف نسمة.
وكان مجلس الوزراء السوداني قد حدد في 26 يناير عن ان الجنوبيين سيعاملون معاملة الأجانب بدءا من الثامن من ابريل القادم. وانه يتعين على الراغبين منهم البقاء في السودان الحصول على تراخيص للإقامة او العمل بعد ذلك التاريخ.
وجاء التوقيع على الاتفاق بعد اجتماع عقدته وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي؛ أميرة الفاضل أمس الأربعاء في الخرطوم بوزير الشؤون الإنسانية بحكومة الجنوب؛ جوزيف لوال، ونقلت إليه استعداد الحكومة السودانية لكامل التعاون مع حكومة جنوب السودان لإعادة الجنوبيين المتواجدين في السودان
وقال نائب المدير العام للمركز القومي للنزوح؛ محمد السناري مصطفى، في تصريحات صحفية، إن الوزيرة رحبت بالاتفاقية وأكدت تعاونها التام لترحيل المنتظرين إلى دولتهم آمنين سالمين. وأضاف السناري أن اللجان الفنية تدرس حاليا المذكرة التي دفعت بها حكومة الجنوب توطئة لتوقيع الحكومة السودانية بصورة نهائية عليها، لتجويد الأداء وعودة المواطنين إلى دولتهم والتي ستكون ملزمة للطرفين.
وأكد المسؤول التزام حكومته، ممثلة في وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي، بعودة الجنوبيين، مشيراً إلى أن عدد الموجودين الآن يقدر بحوالي 300 ألف شخص. وأشار إلى أهمية مذكرة التفاهم، قائلاً إنها ستوفر الممرات الآمنة وتحديد المسؤوليات ودور الشركاء.
وكانت منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية قد احتجت على نزع الجنسية عن الجنوبيين وطالبت باعطائهم حق الخيار بين البلدين خاصة وان فيهم من لا يعرف الجنوب ويرغب في البقاء في الشمال. وبررت الخرطوم ردها باعتبار ان نتائج الاستفتاء دليل على صحة قرارها.
وقررت الحكومة مؤخرا إعادة المفصولين من العمل بسبب انتماء احد والديهم إلى جنوب السودان. كما تستثني السلطات السودانية ابناء منطقة أبيي من جملة هذه الإجراءات وتعتبرهم سودانيين.
وتعيش العلاقات بين السودان وجنوب السودان حالة من التوتر الشديد بعد نشوب الخلاف بين البلدين حول النفط وتبادل الاتهامات بدعم حركات التمرد.