ناقلات النفط الجنوبي تغادر بورسودان والبشير يطالب بالتوقيع على اتفاقية
اديس ابابا في 30 يناير 2012 — أكدت الحكومة السودانية مغادرة ناقلات النفط الجنوبي لميناء بورسودان إيفاء منها بتعهداتها أمام منظمة الإيقاد وطالبت الوساطة بالعمل على حسم الملف وعرض نص اتفاق نهائي على الطرفين للتوقيع.
اكد الرئيس السوداني في اجتماع له مع رئيس الوزراء الأثيوبي مساء أمس على مغادرة السفن المحملة بالنفط المعد للتصدير من حكومة جنوب السودان ميناء بورسودان ودخوله المياه الإقليمية الدولية وطالب منه الاستعجال بعرض النسخة النهائية من الاتفاق الإطاري للتوقيع بين الطرفين.
ويجيء هذا التحرك بعد إصرار حكومة الجنوب على مغادرة سفن النفط المحتجزة منذ فترة في ميناء بورسودان قبل التوقيع على الاتفاق الإطاري الذي يتضمن ضخ 35 ألف برميل لمصافي السودان والتفاوض حول دفع مبلغ أربعة مليار دولار للسودان في ظرف خمسة سنوات.
وفي الخرطوم اخطر وكيل وزارة النفط عوض موسى محمد السفراء الأجانب في اجتماع عقد الأحد بالخرطوم قد غادرت بورسودان بالفعل في صباح الأحد. بينما أوضح مطرف صديق عضو الوفد الحكومي للمفاوضات ان السودان استجاب المقترحات التي قدمت من قبل الوساطة في الجولات السابقة بما فيها المقترح الحالي فضلاً عن تقديم الحكومة لكثير من بوادر حسن النية.
وكان السودان قد قرر احتجاز ناقلات النفط المحملة بإنتاج جنوب السودان بعد ان فشلت المحادثات بين الطرفين في الوصول إلى اتفاق حول رسوم النقل وغياب آي أفق لاتفاق في القريب العاجل، كما قررت الخرطوم مصادرة كميات من النفط تتوافق مع المبالغ التي تطالب بها وتعادل 32 دولار للبرميل الواحد.
ومن جانبها قررت جوبا إيقاف إنتاج النفط وقفل الآبار.
وصرح أمس وزير النفط الجنوبي ستيفن ديو داو مؤكدا الإيقاف الفعلي لجميع أبار النفط وقدم مطالب تتجاوز الملف النفطي شرطا لاستئناف تشغيل الأبار وضخ النفط عبر خط أنابيب السودان.
وقال الوزير بان استئناف إنتاج النفط سيتم بعد التوقيع على اتفاق شامل، وأضاف ان اي اتفاق يجب ان يشرف عليه المجتمع الدولي وان يكون مرتبطا بترسيم الحدود واعتراف السودان بحدود 1956 والسيطرة على أبيي. كما طالب داو بإيقاف السودان لدعمه المقدم للحركات المتمردة في جنوب السودان.
وسبق للخرطوم ان اتهمت جوبا بدعم الحركة الشعبية في التي تربطها بها علاقة تاريخية والتي تقاتل في جبال النوبة بإقليم جنوب دارفور والحركات المسلحة في دارفور وتقول انها استضافت مؤخرا مؤتمرا لحركة العدل والمساواة في داخل أراضيها.
وتواصل الوساطة الأفريقية الجهود مع منظمة الايقاد التي رعت محادثات نيفاشا من اجل اقناع الطرفين بالتوصل إلى اتفاقات سلمية وانهاء حالة التوتر التي قد تقود إلى تجدد الحرب بين البلدين.