الجنوب يقرر إغلاق أبار النفط والسودان يقلل من الخطوة

الخرطوم 21 يناير 2012 — قرر جنوب السودان وقف انتاج النفط تدريجيا خلال أسبوعين وتصديره عبر أنابيب النفط من بورسودان بعد شروع الخرطوم في مصادرة شهرية لثلث نفط الجنوب للتعويض رسوم تقول الحكومة أنها لم تسدد.

وقال المتحدث باسم حكومة جنوب السودان برنابا ماريال بنجامين “وزارة البترول والتعدين ستبدأ عملية فنية تفضي الى اغلاق كامل. هذا سيكون خلال أسبوع أو أسبوعين.”وأضاف “أخذنا هذا القرار لان جنوب السودان لا يستفيد من النفط. تأخذه جمهورية السودان عنوة .. والنفط الذي يتدفق في خط الانابيب يتعرض للنهب.”

وتابع “لماذا تنتج جمهورية جنوب السودان النفط لصالح جمهورية السودان.”

واتخذ القرار في اجتماع لمجلس وزراء حكومة الجنوب أمس الجمعة برئاسة رئيس الدولة سلفاكير ميارديت

وقال نائب رئيس حكومة الجنوب رياك مشار ان القرار نهائي ولا رجعة عنه واضاف ” بعد إغلاق الأنبوب يمكن الحوار في مناخ خالي من التفلتات” مؤكدا تسديد الجنوب لكافة رسوم عبور نفطه ونبه الى ان المتبقى فقط الرسوم السيادية.

وحاولت الصين اكبر مستثمر في البترول في الجنوب وفي السودان التوسط بين الطرفين خلافهما للحيلولة دون تعطل المزيد من الصادرات النفطية ودفعهما للاتفاق حول مقترحات تقدمت بها. وأنهى مبعوثها للشؤون الأفريقية ليو قوي جين جولة من المشاورات في ديسمبر الماضي شملت الخرطوم وجوبا.

وينتج الجنوب حوالي 325 ألف برميل في اليوم بينما ينتج السودان 115 ألف برميل يوميا ويقدر استهلاكه الدخلي بحوالي 90 ألف برميل في اليوم.

لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية فى الخرطوم العبيد مروح اعتبر قرار الجنوب موقفا تكتيكيا ذى صلة بالمفاوضات الحالية فى اديس ابابا وشدد على ان كرت جوبا الذى استخدمته فى مواجهة الخرطوم يعتبر ضعيفا بكل المقاييس سيما وان السودان لم ياخذ قطرة من بترول الجنوب طوال الفترة من 10 يوليو وحتى الحادى والعشرين من نوفمبر الماضى واعتمد كليا على بتروله فى الشمال

واضاف مروح فى بيان لوزارة الخارجية ان خطوة الجنوب ان صدقت ستلحق الضرر بالطرفين معا واشار الى ان الضرر على الجنوب سيكون اكبر.

ونبه مروح الى ان الجنوب يملك خياراته فى التعامل مع نفطه ولايحق للسودان او سواه التدخل فى قرارته التى يتخذها بشان ايقاف البترول او تصديره، وتوقع المتحدث تأثر الجولة الحالية للتفاوض فى حال اعتماد جوبا القرار كموقف تكتيكي

وقالت الخرطوم انها ستصادر بعض النفط وتوجه بعضه الى مصفاتين لكنها لم تقل ان كانت ستحاول بيع أي من النفط الذي تصادره.

وقال جنوب السودان ان الخرطوم أمرت بتحميل 2.15 مليون برميل من نفطه على سفن تابعة للشمال في ميناء بورسودان الاسبوع الماضي.

ويطالب السودان بالحصول على مليار دولار كرسوم عبور لم تدفع منذ يوليو الماضي بالاضافة الى 36 دولارا للبرميل كرسم عبور في المستقبل وهو ما يعادل ثلث قيمة صادرات النفط الجنوبية تقريبا. وتريد الخرطوم أيضا أن تقتسم جوبا معها ديونها الخارجية التي تبلغ 38 مليار دولار.

وتواجه الحكومة السودانية ضغطا للتصدي لازمة اقتصادية شديدة بعد أن فقد نفط الجنوب الذي كان يشكل 90 بالمئة من صادرات البلاد. وحقق السودان ايرادات نفطية قدرها خمسة مليارات دولار في عام 2010.

وعرضت جوبا على السودان أن تبيعه نفطا بسعر منخفض ومساعدة مالية أخرى لكن الطرفين لا يبديان بادرة للتزحزح عن موقفيهما.