تصريحات المهدي تفجر غضب المعارضة السودانية وسط توقعات بانقسام وشيك
الخرطوم 27 ديسمبر 2011 — يعيش تحالف قوى المعارضة السودانية حالة احتقان حادة ،وسط إرهاصات بتعرضه لهزة قوية خلال الأيام المقبلة بعد ان ضربته موجة من الخلافات ظهرت جليا فى الانتقادات التى كالها زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي لقوى الإجماع الوطني، وقال ان التسمية لم تعد تنطبق على الواقع ووصف التحالف بالهلامي.
ووصف المهدي التكوين السياسي المشترك لأحزاب المعارضة بأنه مجرد من الهيكلة الفاعلة، وقال ان ما يصدر من قرارات تعد فوقية ولا تمس الواقع. كما نعت رئيس الوزراء السابق تحركات بعض عناصر المعارضة بالذاتية وقال انها ترفع شعارات تريد ان تقفز بها على المرحلة، وتابع “هذه العوامل خلقت لنا فجوة مصداقية فضحك الناس على أدائنا مثلما ضحكوا على الحكومة العريضة”.
واغضبت انتقادات المهدى التى كررها أمس لليوم الثانى على التوالى قوى التحالف المعارض التى تنادت لعقد اجتماع طارئ يلتئم اليوم على الارجح لبحث تلك التصريحات والرد عليها بقرار مناسب، وكشفت مصادر معارضة مطلعة لسودان تربيون عن تصميم قيادات فى الاحزاب الشريكة بالتحالف على اتخاذ موقف قوى من حزب الأمة وعدم غض النظر عن تلك الانتقادات مثل ما حصل في السابق.
واتهمت المصادر التي تمنعت عن ذكر اسمهما لحساسية الأمر زعيم حزب الأمة بأنه يرمي من خلال انتقاداته هذه إلى استهدف إزاحة فاروق أبو عيسى من رئاسة الإجماع الوطني والتربع عليه مضيفة بأن ذلك سيمكن المهدي من الإيفاء بوعد قطعه على الرئيس السودانى عمر البشير فى وقت سابق بقيادة “معارضة رشيدة”
وكان المهدي اقترح في وقت سابق اعادة هيكلة التحالف وتغيير اسمه لتنفيذ ذات المخطط انطلاقا من كونه الحزب الاكبر فى التجمع ويستحق نصيب الأسد فى قيادته.
وقالت المصادر المعارضة أن حرص المهدى على تهيئة الاوضاع فى تحالف المعارضة يتماشى مع بقاء النظام واطاله امده بدلا عن اسقاطه مؤكدة يقظة الاحزاب وتنبهها لكل التحركات والتصريحات التى يحاول من خلالها حزب الامة تثبيط عزيمة القوى المنفعلة بالمعارضة والهائها عن العمل بتصريحات وصفتها المصادر بالمخزية.
ولم تستبعد انضمام حزب الامة فى مرحلة لاحقة الى المؤتمر الوطنى والحزب الاتحادي في الحكومة الحالية.
وكان حزب الأمة قد أدار حوار مع حزب المؤتمر الوطني قرر بعده عدم المشاركة في الحكم نسبة لرفض الحزب الحاكم تكوين حكومة وطنية وهيئة تشريعية جامعة للإعداد لدستور جديد وحل النزاعات الدائرة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق. إلا أن ذلك لم يمنع بقية أحزاب المعارضة من انتقاد الأمة على إدارة حوار منفرد مع الحكومة.
وواجه زعيم حزب الأمة مؤخرا انتقادات من قيادات المعارضة لموقفه الرافض للعمل المسلح وانتقاداته للحركة الشعبية في شمال السودان وفي دولة الجنوب. ويرى المهدي ان العمل المسلح يؤدي لحجر الحريات ويعيق إجراء التغيير الديمقراطي السلمي في البلاد. بينما تقول القوى الأخرى ان العنف سيقود لزعزعة النظام انهيار أركانه.
وتجدر الإشارة إلى أن الهيئة العامة للتحالف دعت الى اجتماع طارئ يلتئم اليوم لم توجه فيه الدعوة لحزب الامة بينما وزع الاخير دعوات فردية للاحزاب المنضوية تحت لواء التحالف للاجتماع بقيادة حزب الامة لتجسير الهوة .
و شن عضو هيئة قيادة حزب البعث السودانى محمد سيد احمد عتيق هجوما لاذعا على مواقف كل من المهدى ومحمد عثمان الميرغنى وحملهما مسؤولية ماحاق بالمعارضة من تراخى وقال بان المواقف الهلامية لقوى التحالف حسبما يعتقد المهدى سببها تصرفات “السيدين”.
ودعا العتيق إلى إقصائهما من التحالف منوها الى ان الخطوة تاخرت كثيرا واتهم الزعيمين بانتهاج مواقف ذاتية تبحث عن المصلحة الضيقة، واضاف بان مشاركة السيدين فى الحكومة ما كان ينبغى ان تمر دون محاسبة واضاف “دور السيدين انتهى تماما”.