البشير يعود للخرطوم متجاهلا مطالبات أوربية بتوقيفه
الخرطوم 16 أكتوبر 2011 — انهى الرئيس السوداني عمر البشير امس رحلته الى العاصمة الملاوية ليلونجوي وعاد الى الخرطوم مع ارتفاع الاصوات الاوربية الداعية لالقاء القبض عليه على خلفية مذكرة التوقيف الصادرة بحقه من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب فى إقليم دارفور.
وانضمت الجمعة كل من باريس وبرلين الى الأصوات المطالبة ملاوى بتنفيذ امر التوقيف لاسيما وإنهما من الدول الموقعة على ميثاق روما ما يلزمها مبدئيا بتوقيف البشير. وطالبت منظمات غير حكومية على غرار هيومن رايتس واتش ومنظمة العفو الدولية بتوقيف البشير.
لكن البشير شارك في القمة السنوية للسوق المشتركة لأفريقيا الشرقية والجنوبية (كوميسا) التي بدأت الخميس . ويضم تجمع الكوميسا وهو أكبر تجمع اقتصادي إفريقي في القارة أنشئ عام 1993 ويضم في عضويته حاليا 19 دولة هي: مصر، ليبيا، بوروندي، أثيوبيا، كينيا، الكونغو، اريتريا، مدغشقر، ملاوي، رواندا، سيشل، السودان، سوازيلاند، أوغندا، زامبيا، زيمبابوي، موريشوس، جزر القمر، جيبوتي.
وطلبت مسؤولة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون من سلطات ملاوي اعتقال الرئيس السوداني وقال ناطق باسم الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية في بيان إن اشتون “تدعو ملاوي إلى احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي بالامتثال للمحكمة الجنائية الدولية”.
وذكر البيان أن “الاتحاد الأوروبي من اشد مؤيدي المحكمة الجنائية الدولية ومكافحة الإفلات من العقوبة”. وأضافت أن “أخطر الجرائم ذات البعد الدولي من إبادة وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب يجب ألا تبقى بلا عقاب ويجب أن تلاحق بإجراءات على المستوى الوطني والدولي على حد سواء”.
غير ان المتحدث باسم “الخارجية” السودانية العبيد مروح وصف، دعوة اشتون بأنها “انتهاك لسيادة الدول الأفريقية وابتزاز لها، خاصة أن السودان عضو في تجمع الكوميسا الاقتصادي وهو تجمع أفريقي محض وملاوي دولة ذات سيادة وتتصرف وفق سيادتها”.
وأضاف “ان مثل هذه الأحاديث تؤكد ما ظللنا نردده أن الذي يجري من الدول الغربية حول المحكمة الجنائية هو محاولة لتسييس العدالة الدولية”. كما دعت فرنسا الجمعة ملاوي الى توقيف البشير. وقال المتحدث باسم “الخارجية” الفرنسية برنار فاليرو “نأسف لتوجيه ملاوي دعوة الى الرئيس البشير للمشاركة في قمة السوق المشتركة لأفريقيا الشرقية والجنوبية، وندعوها الى احترام تعهداتها ازاء المحكمة الجنائية الدولية”.
واستقبل رئيس البرلمان الملاوي هنري باندا شيمونتو وعدد من الوزراء الرئيس السوداني على مدرج المطار وسط رقصات تقليدية. وكان الجهاز الأمني كالعادة في مطار العاصمة.
وصرح مسؤول في الخارجية الملاوية بأن بلاده لن توقف البشير. وقال طالبا عدم الكشف عن اسمه “لماذا؟ إنه هنا كصديق للرئيس بينغو وا موثاريكا”.
وهذه الرحلة إلى ملاوي هي الرابعة التي للبشير إلى دولة مصادقة على شرعة تأسيس المحكمة الجنائية الدولية ، و سبق أن زار كينيا وتشاد وجيبوتي من دون أي إشكال
وكان الرئيس السوداني بشر فى كلمته أمام القمة الأفريقية الجمعة ، بميلاد فجر جديدة لدارفور، وقال إن مسيرة التسوية السلمية لدارفور شارفت على نهاياتها، وأكد شروع الحكومة في تنفيذ بنود اتفاقية سلام الدوحة، وخاطب قمة السوق المشتركة لدول جنوب وشرق إفريقيا “الكوميسا”.
وأكد البشير نجاح مباحثات السلام بالدوحة وما أنجز في مجالات السلام مما يدل على نجاح التجربة الأفريقية في فض النزاعات بالطرق السلمية وفق التقاليد الأفريقية الراسخة. وأعلن البشير أن السودان سيقوم بتسليم المقر الدائم لمحكمة عدل الكوميسا التي اكتمل بناؤها بالخرطوم رغم الظروف الاقتصادية الناجمة عن الحصار الاقتصادي المفروض على بلاده.