الرئيس السودانى بتهم اصابع اجنبية بتحريك احداث النيل الازرق وجنوب كردفان لاسقاط نظامه
الخرطوم 26 سبتمبر 2011 — قال الرئيس السوداني؛ عمر البشير، إن بلاده استوفت كل الشروط الفنية الخاصة بإعفاء الديون، طبقاً للمؤسسات الدولية، وقال: “أولاً نحن دولة خارجة من حرب، وثانياً نحن نعتبر من الدول الأقل نمواً، ثالثاً قمنا بعمل برنامج اقتصادي لإعادة هيكلة الاقتصاد السوداني”.
رأى أن ما حدث في جنوب كردفان والنيل الأزرق من تمرد يعتبر تراجعا كبيرا في مسيرة السلام، مشيرا إلى أن ما حدث في جنوب كردفان هو مخطط أجنبي يهدف لتغيير النظام. وقال: “نعرف من يقف خلفه”. وقال: “إحساسهم بأن الأمر في مصر قد خرج عن سيطرتهم وفشلوا في السيطرة على الساحة السياسية، لذا عليهم محاصرة مصر من بوابة السودان وليبيا”، دون توضيح الجهات المقصودة.
وأضاف البشير أن البرنامج الاقتصادي للسودان كان ناجحاً بشهادة جميع هذه المؤسسات “لذا نحن استوفينا كل الشروط لرفع الديون، والمتبقي هو القرار السياسي، ونحن لم نقف مكتوفي الأيدي، فقد تحركنا نحو الدول الكبيرة صاحبة النفوذ، مثل بريطانيا وأميركا وفرنسا، مع إشراك بعض الدول العربية”.
واعترف البشير في حوار مع “الشرق الأوسط” نشر يوم الأحد، بوجود غلاء، لكنه قال إنه “مبرر”، بسبب ارتفاع الأسعار عالمياً نتيجة للارتفاع في أسعار المواد البترولية، وتدني الإنتاج المحلي والاستغناء عن السلع المستوردة.
وأشار إلى أن “أحسن وسيلة لمحاربة الغلاء هي المقاطعة لبعض السلع لفترات محدودة”.
“واعتبر البشير أن الدعم هو ظلم بكل المقاييس للدولة وللمواطن، وخصوصاً المواطن الضعيف أو الفقير أو صاحب الدخل المحدود، لأن الدعم غير المباشر هو دعم لسلع استهلاكية تدعم بدورها المستهلكين، وكنموذج لذلك سلعة السكر، “فنجد استهلاك الشخص الفقير قليلاً ويتراوح بين اثنين وثلاثة أكواب شاي في اليوم، مقارنة باستهلاك أكبر للأشخاص المقتدرين (حلويات والبارد)، فبالتالي نحن ندعم المستهلك الكبير”.
وأضاف: “أما الدعم الثاني فهو لذوي الدخل المحدود (العاملين في الدولة والمعاشيين)، إذن الدعم غير المباشر يستفيد منه المستهلكون الكبار والمقتدرون أو يقود إلى تهريب المواد المدعومة. وهناك فئة ثالثة تستفيد من الدعم غير المباشر مثل السفارات والمنظمات كلهم يأخذون سلعاً”. واعتبر البشير أن مصر في عهد حسني مبارك “كانت جزءا من التآمر على السودان ، ولكن الآن المجلس العسكري المصري لديه قناعة تامة بأن السودان يمثل أمنا قوميا لمصر”.
أما في ما يتعلق بليبيا ، فقد قال البشير :”أعتقد أننا أكثر الناس تضررا من نظام القذافي بعد الشعب الليبي ، لذلك لم نتردد في التعامل مع الثوار ودعمهم وتوفير ما يحتاجونه .. وكان همنا الأول هو أن لا تتحول ليبيا إلى صومال جديد”.
وأكد أن “هناك تدخلات خارجية تحاول التأثير على المجلس الوطني الانتقالي ، وبالتالي على الحكومة الجديدة المرتقبة. وعندما أيقنت هذه التدخلات الخارجية من ضعف نفوذها وتأثيرها على الوضع في مصر ، فبالتالي يريدون التأثير على الوضع القادم (الحكومة الجديدة) في ليبيا حتى لا تكون عمقا لمصر. وكما تعلم بأن ليبيا لديها إمكانات ضخمة وجاذبة ، وتنتج ما يقارب المليون ونصف المليون برميل من النفط يوميا، وعدد سكانها يبلغ أربعة ملايين نسمة فقط ، ولديها ساحل طويل وممتد على البحر الأبيض المتوسط قبالة أوروبا”.