الخرطوم تحذر واشنطن من دعم فتح وثيقة سلام دارفور للتفاوض
الخرطوم 15 اغسطس 2011 – اعلنت الخرطوم رفضها لأي محاولات أمريكية لفتح باب التفاوض بين الحكومة وحركات دارفور حول وثيقة الدوحة للسلام وحذرت واشنطن قائلة ان ذلك سيكون بمثابة خطأ كبير.
وكان مبعوث الولايات المتحدة لدارفور اعلن في لقاء له مع حركة العدل و المساواة في لندن خلال الايام الماضية عن توجه بلده لقد منتدى تشاوري في واشنطن لكل الاطراف السودانية في الاسبوع الثاني من سبتمبر القادم وذلك لمناقشة تطبيق اتفاقية الدوحة مع التحرير والعدالة والتفاكر حول افضل السبل من اجل حل شامل ونهائي لمشكلة درافور.
وأعلن برنستون ليمان مبعوث الرئيس الامريكي للسودان في مؤتمر اهل المصلحة المنقد في مايو الماضي في الدوحة قبيل تبني وثيقة السلام في دارفور عن دعمه للوثيقة شريطة ان تكون منطلقا لمباحثات سلام مع الحركات الرافعة للسلام في دارفور . وهو نفس الاتجاه الذي نادى به الوسيط المشترك السابق جبريل باسولي.
والجدير بالذكر ان باسولي كان قد اقترح مشروع الوثيقة الاطارية بعد فشله في اقناع الحركات في التوحد حول رؤية مشتركة للتفاوض مع الخرطوم وقال ان الهدف منها هو وضع اطار تفاوضي يمكن من تجاوز هذه العقبة بحيث تتفاوض كل حركة على حدة مع الحكومة وان لا يمنع ذلك من الخروج باتفاقات متقاربة من حيث المضمون.
وقال أمين حسن عمر رئيس الوفد الحكومي لمفاوضات دارفور في تصريحات ادلي بها في الخرطوم ان الحكومة لم تستلم بعد أي دعوة رسمية للمشاركة في ملتقي واشنطن إلا أنه أكد رفض الخرطوم لطرح أي مبادرة جديدة ترمي إلى فتح باب المفاوضات بخلاف مبادرة الدوحة التي ترعاها دولة قطر وتحظي بدعم الامم المتحدة والاتحاد الافريقي.
وغادر وفد حركة العدل والمساواة الدوحةفي يوم السبت الماضي مؤكدا تمسكه بالمنبر ومطالبا الحكومة بفتح وثيقة الدوحة كاملة للتفاوض من اجل الوصول إلى حل شامل ودائم في دارفور.
والمعروف ان الخرطوم تتمسك بعد فتح الوثيقة وتقترح على العدل والمساواة التفاوض فقط حول المشاركة السياسية في السلطة على المستوى القومي بجانب الترتيبات الامنية التي تشتمل ايضا على دمج قوات الحركة في الجيش النظامي.
ومن جانبه طالب المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية العبيد احمد مروح الولايات المتحدة الامريكية بالضغط على الحركات المسلحة الرافضة لاتفاق الدوحة واعلن رفض الحكومة المقترح الامريكى الخاص بعقد الملتقى حال جنوحه الى فتح التفاوض بعيدا عن وثيقة الدوحة .
وأضاف “لو فهمت الحركات الرافضة أنها ستجد دعم واشنطن فإن أمريكا سترتكب خطأ كبيراً ليس بالإساءة للسودان فحسب وإنما للجهات التي دعمت اتفاق الدوحة” .
ومن جانبها أبدت حركة تحرير السودان بقيادة مني مناوي عدم ممانعتها اعتماد الحكومة وثيقة الدوحة كأساس للتفاوض والحوار، في “مؤتمر دارفور” المزمع عقده بواشنطون ، والذي دعت اليه الولايات المتحدة عبر مبعوثها الخاص للسودان دان اسميث.
ومن ناحية أخرى اعلنت حركة التحرير والعدالة عن ترحيبها بالملتقي لمناقشة تنفيذ اتفاقية الدوحة التي وقعتها مع الحكومة واكدت مشاركتها فيه.
ويفترض ان يشارك في الملتقى الحكومة والحركات المسلحة ودولة قطر والوسيط المشترك الأسبق ووزير خارجية بوكينا فاسو جبريل باسولي والوسيط المؤقت ابراهيم قمباري والدول الاعضاء بمجلس الامن والجامعة العربية.