كوادر الجنوب فى القصر والجيش والشرطة تغادر الشمال باعين دامعة
الخرطوم 8 يوليو 2011 — ودعت مؤسسات الحكومة السودانية العسكرية والشرطية امس بمشاعر متباينة كوادرها الجنوبية فى احتفالات حاشدة انتظمت بالخرطوم كما ودع القصر الرئاسى ايضا العاملين الجنوبيين الذين يتوجهون الى الجنوب اعتبارا من 9 يوليو لاعلان الانضمام لدولتهم الجديدة.
وغادر القصر الجمهورى (59) جنوبى .وقال مجور اجوك انابة عنهم خلال حفل خاص ” لم نكن نريد هذه اللحظات وكنا نحلم بان يظل السودان موحد ولكن الامر اصبح قرار وواقع لذلك لابدأ من استمرار العلاقات ” ،مشيدا بالقيادة بالقصر الجمهوري بدأ من الرئيس عمر البشير حتى اقل عامل بالقصر لما وجوده من احترام وثقة .
وقال مستشار الرئيس ماكور ” عملت اكثر من 16 عاما بالحكومة منها وزيرا للصحة واحس خلال كل هذه الفترة بالفخر ” ،معربا عن حزنة للمغادره ،منوها الى انه لم يكن يريد الانفصال ،ولكنه عاد وقال ” ربما نعود ونتوحد ” .
واضاف ان الحركة الشعبية كانت كيان يضم الانفصالين والوحدوين والانهزامين من الشمال ..ونقل وكيل القصر للعاملين من ابناء الجنوب تحيات القيادة بالقصر ،وقال ” ما يربطنا العقيدة الاسلامية والمسيحية وحتي الذين ليس لهم ديانات علاقاتنا ممتدة معهم الى جانب التداخل الثقافي ” ،منوها الى ان الانفصال مسالة سياسية ،وقال ” نمني انفسنا بوحدة حتي وان كانت في اطار وحدة الولايات الافريقية ”
وفى السياق طالب منسوبي القوات القوات المسلحة من الجنوبيين المسرحين امهالهم مدة زمنية كافية لترتيب اوضاعهم وتأمين استمرارية ابنائهم بالمدارس والجامعات لحين توفيق الاوضاع، بجانب توفير وسائل ترحيل تقلهم الي الجنوب.
وودعت القوات المسلحة أمس منسوبيها الجنوبين في حفل حضره وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين بعد منحهم وسام ونوط الواجب من رئيس الجمهورية .
واكد المتحدث باسم المسرحين اللواء فاكوان قور ان عدد منسوبي القوات المسلحة من الجنوبين المسرحين لايستهان به كاشفاً عن تراوحهم بين 16 ـ 17 الف من ضباط وضباط صف، وقال انهم اليوم يدفعون فاتورة باهظة الثمن بافعال السياسة مشيراً الي انهم اصبحوا عرضة لعدم الاستقرار ما يجعلهم في حوجة الي ترتيبات دقيقة تمكنهم من توفيق اوضاعهم.
واظهر فاكوان حزناً بالغاً لتسريحهم ووداعهم واردف يقول “اشد ما يؤلمنا ان نجد انفسنا مودعين لزملاء واخوان، والحسرة والحزن تملاء قلوبنا ونحن نودع بعضنا بفعل السياسة”.
ووصف فاكوان اللحظات بانها تعبر عن فراق ابطال لابطال آمنوا بالقدر، وتعهد بان يكونوا رسلاً للسلام اين ما حل بهم الاستقرار مؤكداً السعي لحماية المصالح الاقتصادية وتقوية الروابط والعلاقات الاجتماعية بين شعبي الجنوب والشمال.
ودعا رئيس هيئة الاركان الفريق اول عصمت عبد الرحمن المسرحين لان يكونوا رسلاً للسلام بين الشعبين وزاد “ان تكون بلدنا اكبر من احلام الموتورين والمتأمرين الذين يفسدون في الارض ولايصلحون” واعتبر التكريم رسالة بان القوات المسلحة ستظل وفية لمنسوبيها وتعطيهم حقهم كاملاً واصفاً له بانه ابسط قيم الوفاء.
كما انهت الشرطة السودانية رسميا خدمة مالايقل عن (4) الف ضابط وجندي جنوبي بالشرطة داخل ولاية الخرطوم ، وجرت مراسم الوداع وسط اجواء مفعمة بخليط من الحزن والفرح وخطفت كلمة اللواء سمير خميس الذي تحدث انابة عن الجنوبيين بالشرطة الاضواء وقوطع بالتصفيق اكثر من مرة.
وتعهد وزير الداخلية ابراهيم محمود حامد بكفالة حقوق “نهاية الخذمة” للجنوبيين قائلا “حقوقكم محفوظة وان شاء الله تمشوا معززين مكرمين” ولفت في كلمته في الاحتفال الذي نظمته الشرطة بمقر قوات الاحتياطي المركزي بفتيح العقليين جنوبي الخرطوم امس الى ان وزارة الداخلية بعثت قبل اشهر بجميع منسوبيها الجنوبيين باسمائهم ورتبهم بناء على طلب وزيرالداخلية بالجنوب مشيرا الى ان التنسيق مستمر لان الأمن لايتجزأ.
وقطع حامد بان استقراروتطور الجنوب والشمال مترابطان ولن يهنأ طرف اذا اشتعل الاخر، ووصف الجنوبيين بالشرطة بانهم كانوا مثالا للشرطي الامين المخلص قبل ان يردف قائلا”شكرا جزيلا”. واشار حامد الى انه لم يكن يرغب في الحديث لكن الاشارات الى ان السياسيين يتحملون مسؤولية الانفصال دفعه لذلك. و قال اللواء سمير خميس الذي تحدث انابة عن الجنوبيين بالشرطة بوصفه الضابط الاقدم بان ماشوهد طوال الاسبوع الماضي من احتفالات تؤكد اننا شعب واحد وغالبه التأثر و تهدج صوته وكاد يجهش بالبكاء وقال انهم لم يطردوا لكنهم ماضون لبناء دولة الجنوب.