بونا ملوال ينهى حياته السياسية بالتزامن مع فصل الجنوب
الخرطوم 21 يونيو 2011 — اعلن احد القيادات الجنوبية المعروفة اعتزال السياسة بعد التاسع من يوليو الموعد المقرر لانفصال جنوب السودان عن شماله رسميا.
وقال بونا ملوال الذى يتولى منصب مستشار رئيس الجمهورية السودان فى مؤتمر صحفى بمركز صحفى حكومى فى الخرطوم امس انه عازم على التفرغ للكتابة والبحث بعد 46 عاما من الممارسة السياسية ورفض الربط بين قراره واعلان الحكومة السودانية فى الشمال انهاء تعاقداتها مع الموظفين الجنوبيين فى الخدمة العامة الاثنين الماضى.
ونوه ملوال الى ان المنصب الذى يشغله كمستشار للرئيس يعتبر وظيفة سياسية يحق لرئيس الجمهورية انهائها وقتما يشاء.
وقال انه لايشعر باى ندم لمطالبته بالانفصال وكفالة حق تقرير المصير للجنوبيين منذ وقت بعيد واشار الى أن الانفصال كان نتاجا لتجربته السياسية الطويلة و قرر على ضوئها الابتعاد عن الساحة السياسية محملا شخصه مسؤولية الاخطاء التى صاحبت التجربه ان كانت هناك اخطاء مشيراً إلى عدم جلوس القيادة الشمالية ابان عهد نميرى مع الجنوبيين لمناقشة حق تقرير المصير بجدية واعتبارها المطالبة (خيانة عظمى).
وقال ملوال في مؤتمر صحفي امس انه لايشعر بالندم لمطالبته بتقرير المصير في السنوات الماضية مضيفا بان المجتمع السياسي الشمالي مرتب ولكنه لا يقبل الاخر لطبيعة النظام العربي الإسلامي السائد فيه.
ودعا بونا ملوال لانتظار تكوين دولة الجنوب الجديدة ومن ثم تقييمها مشيرا الي ان فشل الجنوب يعني ان يطول الشمال ايضا الاخفاق.
وطالب مستشار رئيس الجمهورية الشريكين بضرورة حل كافة القضايا العالقة بالداخل وعدم الجنوح الي الحلول الخارجية واصفا اتفاق ابيي بين الشريكين بالجيد ولكنه اشار الي ان المشكلة تكمن فى التنفيذ خاصة بعد اعتياد الطرفين علي تفسير النصوص وفق اهوائهم.
وبدأ د.بونا ملوال حياته السياسية عام 1964م قبل إندلاع ثورة أكتوبر وتم إختياره أميناً عاماً منتخباً لجبهة الجنوب عام 1965م للإعداد لمؤتمر المائدة المستدير ولمع نجمه عندما عين وزيراً للإعلام في عام 1972م قبل ان يتخلى عن نظام نميرى عام 1983م ليتم إيداعه للمعتقل ويشغل حاليا منصب مستشاراً لرئيس الجمهورية ورئيساً للمنبر الديمقراطي لجنوب السودان.