Friday , 22 November - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

الجيش السوداني يسيطر على ابيي والبشير يحل إدارة المنطقة

الخرطوم ابيي في 21 مايو 2011 — استولت القوات المسلحة السودانية بالقوة مساء امس على بلدة ابيى المتنازع عليها بين شمال وجنوب السودان بعد معارك عنيفة خاضتها مع الجيش الشعبى لتحرير السودان الذى اضطر للانسحاب جنوبا.

نائب رئيس الاستخبارات العسكرية اللواء صديق عامر يتحدث في مؤتمر صحفي عقد في الخرطوم في يوم الجمعة 20 مايو (رويترز)
نائب رئيس الاستخبارات العسكرية اللواء صديق عامر يتحدث في مؤتمر صحفي عقد في الخرطوم في يوم الجمعة 20 مايو (رويترز)

وتزامن دخول الجيش السوداني للمنطقة المتنازع عليها مع إصدار رئيس الجمهورية المشير عمر البشير مرسوما جمهوريا بحل ادارة ابيى واقالة رئيسها اروب دينق كوال ونائبه رحمة الله النور فى وقت طالبت بعثة الامم المتحدة فى السودان “يونمس” بسحب كل القوات الموجودة فى المنطقة احتراما لاتفاق السلام الشامل

ويجئ هذا التصعيد الاخير فى اعقاب قصف عنيف شنته القوات المسلحة السودانية على ابيى والقرى المتاخمة ردا على كمين نصبه الجيش الشعبى التابع للجنوب مساء الخميس لسريتين تابعتين للجيش الشمالى وبعثة الامم المتحدى ما ادى لمقتل 22 جنديا وفقدان 176 اخرين حسبما اعلن نائب مدير هيئة الاستخبارات السودانية اللواء صديق عامر في يوم الجمعة.

واكد المسؤل العسكري السوداني ان ابيى باتت منطقة حرب وان القوات المسلحةجاهزة للرد على ما ارتكبته قوات الحركة وقال: “أبيي منطقة حرب بمعنى الكلمة، وهناك إطلاق نار والغابات تشتعل بالنيران”.

وأشار اللواء عامر فى المؤتمر الصحفي إلى أن أربع سيارات إستطاعت الخروج من منطقة إطلاق النار بسلام عليها ثلاثة جنود فقط من مجموع سريتين تضمان أكثر من مائتي جندي، بينما لا تزال ثلاث سيارات أخرى مفقودة. وأكد أن عربة مشاة تم تدميرها بالكامل وكل من على متنها لقوا مصرعهم.

واتهم رئيس هيئة الإستخبارات (3 – 4) قيادات في الحركة الشعبية بإشعال الأزمات في أبيي، وقال: إذا تم تحجيم هذه القيادات لانتهت مشكلة أبيي. وزاد: نحن نعرفهم ولا نريد ذكر أسمائهم.

وفى المقابل نفى العقيد فيليب أقوير الناطق الرسمي بإسم الجيش الشعبي، إتهام القوات المسلحة لجيش الجنوب بالقصف، وقال: ليس هناك وجود للجيش الشعبي في أبيي والموجودة هي الوحدات المشتركة وشرطة أبيي.

وأوضح أنه أثناء إنسحاب القوات المسلحة المشاركة في الوحدات المشتركة، وقع إطلاق نار من مصدر غير معروف من قافلة للقوات المشتركة المنسحبة من أبيي برفقة قوات الأمم المتحدة مما أدى لإطلاق نار عشوائي في منطقة (دكرة) الواقعة على بُعد أربعة كيلومترات من أبيي.

والناطق لجيش الجنوب أن القوات المسلحة “تحضِّر لإحتلال أبيي وتجهز القوات الموالية لها، والآن نقلوا قواتهم شمالاً بعد أن أكملوا تحضيراتهم لإحتلال أبيي”، وزاد: الجيش كان يدبر ويخطط لإجتياح أبيي، ويريد المبرر فقط، وأكد أن القوات المسلحة قصفت ظهر أمس مناطق عديدة بالقرب من أبيي، وفي مناطق وجود الجيش الشعبي بالقوات المشتركة.

وأوضح أنه قصف مناطق (أوداج، تاج اللي، لو، ماكير، نوونق وشمال أقوك) في شمال وجنوب وغرب أبيي، وقال إن الجنوب أبلغ قوات الأمم المتحدة بالمنطقة حول هجوم القوات المسلحة.

من ناحيته أكد بنجامين مريال وزير الإعلام بحكومة الجنوب، أن القوات المسلحة السودانية قصفت منطقة أبيي كرد فعل على إتهامها للجيش الشعبي بالإعتداء على قوة تابعة للقوات المسلحة شمال أبيي أمس الأول، ونفى وجود قوات للجيش الشعبي بالمنطقة، وأوضح أنها ضمن القوات المشتركة.

ونقل التلفزيون السودانى ليل امس عن مصادر حكومية ان الجيش السوداني دخل ابيى ادت قواته صلاة المغرب فيها.

وقالت مصادر مأذونة لسوودان تربيون ان قوة تتبع للقوات المسلحة كلفت تحديدا بالاستيلاء على ابيى وتحركت في تمام الساعة الرابعة عصر امس من منطقة ام بلايل وتحركت فى اتجاه البلده لكنها ووجهت واكد المصدر ان القوة تجاوزت الالغام واشتبكت مع جيش الجنوب فى معركة ضارية و استولت علي دبابيتن ودمرت ثلاثة .

وذكر مراسل سودان تربيون في ابيي ان الجيش السوداني يسيطر على المنطقة وان القوات المسلحة منعت التجوال في المدينة كما اضاف انه موجود في معسكر قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة إلا ان قوات الجيش السوداني تمنع الخروج منه.

وقال المشرف السياسي للمؤتمر الوطني بمنطقة ابيي زكريا اتيم بان القوات المسلحة تسلمت زمام الامور في ابيي بعد ان دخلتها مساء امس مبينا ان ابيي اصبحت خالية من المواطنين الذين نزحوا الي القري التي تقع خارج ابيي واصفا الوضع فى البلدة بالصعب .

وقال الجيش الشعبى إن الجيش السوداني هاجم قرى في منطقة أبيي وإن الهجوم أصاب قواته في أربع قرى من بينها قريتا توداش وتجالي التي سبق أن أعلن الجنوب تعرضها لهجوم يوم الجمعة.وقال فيليب أجوير المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان: “قصفت أربع قرى على الاقل من الجو…. لا أعرف أعداداً للضحايا بعد”.

وكان القيادي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان محمد مندور المهدي قال صباح امس إن الجيش السوداني زحف نحو منطقة أبيي، ودكّ حصون الجيش الشعبي التابع للحركة الشعبية هناك, وإنه الآن على مشارف المدينة.

وأكد المهدي في كلمة بمناسبة تدشين ما سمي كتيبة الإسناد الإستراتيجية المدنية التابعة لحزب المؤتمر الوطني، أن الجيش السوداني سيدخل أبيي.

وأصدر الرئيس السوداني عمر البشير مساء امس مرسومين جمهوريين قضى الاول بحل ادارية ابيى والثانى باعفاء رئيس ادراية ابيى دينق كوال ونائبه رحمة الله النور بجانب رؤوساء الادارات الخمسة

وحملت مصادر مقربة من ملف ابيي رئيس ادارية ابيي دينق اروب كوال مسؤولية تفجر الاوضاع فى ابيى وقالت ان الرجل ومنذ توقيع الطرفين اتفاق كادوقلي الداعي الي سحب جميع القوات مع الابقاء علي القوات المشتركة ظل يعمل علي عرقلة كل الجهود التي تبذل في اطار الحل واضافت المصادر في حديثها لـ(الاحداث) انه اروب استبدل قوات الشرطة في ابيي بعناصر من الجيش الشعبي حتي يرتكبوا خروقات في كل الاتفاقيات التي يعمل علي حلها شريكي اتفاقية السلام الشامل.

الى ذلك ابدت بعثة الأمم المتحدة في السودان “يونميس” قلقها البالغ إزاء حشد القوات و المعارك الدائرة فى ابيى ، بما في ذلك استخدام المدفعية الثقيلة والقصف في منطقة أبيي.ودعت فى بيان امس الأطراف لحماية المدنيين في المنطقة المتضررة، واتخاذ جميع التدابير الضرورية لضمان عدم استهدافهم. مع الوقف الفوري للأعمال العدائية، كما دعت لسحب جميع القوات غير المصرح بها من المنطقة, وفقا لإتفاق وقف إطلاق النار المنصوص عليه في اتفاقية السلام الشامل،واتفاقات كادوقلى وقالت البعثة انها تشجع جميع الأطراف على استئناف الحوار من أجل التوصل إلى تسوية سياسية دائمة.

وكانت الولايات المتحدة طلبت من حكومة جنوب السودان تقديم إيضاحات حول ماجرى فى ابيى وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر “الولايات المتحدة تأسف للمعلومات عن الهجوم الذي شنته القوات الجنوبية على موكب تابع للأمم المتحدة”.واعتبر الهجوم “يشكل انتهاكا مباشرا” لاتفاقية السلام الشامل الموقعة في يناير 2005 القاضي بنشر قوات مشتركة وسحب قوات الجانبين من منطقة ابيي .وأضاف “نطالب حكومة جنوب السودان بتقديم إيضاحات فورا بشأن هذا الهجوم، والتأكد مما إذا كانت قواتها تلتزم ضبط النفس”وأشار المتحدث الأميركي إلى أن بلاده “قلقة للغاية من أعمال الرد التي نسبت للقوات السودانية “.

وفي مساء السبت ادانت الرئاسة الامريكية دخول قوات الجيش السوداني قائلة ان رد الخرطوم كان “غير ملائم ولا يتسم بالمسؤولية” وطالبتها بان توقف قواتها المسلحة كل العمليات الهجومية في ابيي وسحب القوات من المنطقة.

وقال بيان البيت الابيض ان “عدم فعل ذلك قد يؤدي الى اصابة عملية تطبيع العلاقات بين السودان والولايات المتحدة بنكسة وتثبيط قدرة المجتمع الدولي على التحرك قدما الى الامام بشأن قضايا مهمة لمستقبل السودان.”

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *