واشنطن تدين خرق شمال وجنوب السودان اتفاقا حول ابيى
الخرطوم 5 مايو 2011 –
أعربت الولايات المتحدة الامريكية عن إنزعاجها الشديد إزاء الاشتباكات العنيفة التي اندلعت اخيرا في السودان بين الشمال والجنوب. بينما اتهمت القوات المسلحة السودانية الجيش الشعبى فى الجنوب بتصعيد الاوضاع فى المنطقة المتنازع عليها ودمغته بخرق اتفاقية السلام والتفاهمات الدولية المبرمة بشان البلدة محل النزاع .
JPEG
وأعلن المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر للصحافيين أن “بلاده ما تزال تشعر بالقلق ازاء الاشتباكات العنيفة التي جرت مؤخرا في السودان”.
وأشار الى أن “المبعوث الاميركي الخاص الى السودان السفير برينستون ليمان أجرى إجتماعا مشتركا مع عضو لجنة الحكماء التابعة للاتحاد الأفريقي رئيس بوروندي السابق بيير بويويا وممثل الامم المتحدة الخاص للسودان هايلي منقريوس والنائب الاول للرئيس السوداني سلفاكير لمناقشة “الوضع المقلق في منطقة أبيي في السودان”.
ولفت الى أن “إرسال شمال السودان وجنوبه قوات الى منطقة أبيي يعد انتهاكا لاتفاق السلام الشامل”، داعيا “كلا الجانبين لتجنب التصعيد والذي سيعرض الجو السلمي لاتفاق السلام الشامل للخطر ما يؤدي في النهاية الى جعل قضية أبيي أكثر صعوبة”.
وفى السياق شككت القوات المسلحة السودانية في التزام الجيش الشعبي بمتابعة تنفيذ ما تبقي من بنود اتفاقية السلام الشامل
وقال مدير العلاقات العامة بالإدارة العامة للعلاقات الدولية بوزارة الدفاع الفريق ركن مجذوب رحمة فى تنوير للملحقين العسكريين المعتمدين لدى السودان امس ان القيادة قررت عقد التنوير بعد هجوم قوة من الجيش الشعبي للقوات المسلحة في ابيي قبل يومين وقتل 12 شخصا في إطلاق نار متبادل .
واشار الى تسللها لمناطق القوات المسلحة لمتابعة قوة كانت تنفذ عملا روتينيا وفق بروتوكول إتفاق السلام ومقررات مجلس الدفاع المشترك في المنطقة .
وأوضح الفريق رحمة أن الاتفاق بين القوات المسلحة والجيش الشعبي يقضي بأن تظل القوات المشتركة والشرطة داخل منطقة ابيي, و ان الجيش الشعبي بمهاجمته للقوات المسلحة وإطلاق النار عليها يكون خرق اتفاق السلام ومقررات مجلس الدفاع المشترك وتابع في حديثة للصحفيين, ان التنوير شمل ايضاالانتخابات الجارية بجنوب كردفان وتداعياتها, ومختلف القضايا المتعلقة بمسألة دارفور من الوضع علي الأرض ومسار مفاوضات الدوحة وموقف السودان منها .
وكان الرئيس السودانى رئيس المؤتمر الوطنى قد شدد الاسبوع الماضى فى عاصمة قبيلة المسيرية المجلد ان ابيى شمالية و ان الجنوب اذا ضمها اليه فأن ذلك سيجعلهم لا يعترفون بأستقلال الاقليم المقرر فى التاسع من يوليو المقبل .
و انتقد مساعد وزيرة الخارجية الامريكية للشؤون الافريقية ، جونى كارسون ، فى وقت سابق تهديدات الرئيس السودانى بجنوب كردفان الاسبوع الماضى بعدم الاعتراف بدولة الجنوب فى حال ضمها لأبيى المتنازع عليها مع الشمال بقرار احادى من جانبها . واتهم كارسون الرئيس البشير بانه يزيد من حدة التوتر فى بلاده .
لكن حكومة الجنوب اعتبرت تصريحات الرئيس البشير بولاية جنوب كردفان الاسبوع الماضى ، تنصلاً عن تعهداته السابقة في الإعتراف بدولتهم . وقال وزير رئاسة مجلس الوزراء بالجنوب كوستا مانيبى الجمعة الماضية ، إن النص المتعلق بأبيي في الدستور سيبقى في حال تبعية أبيي للجنوب عبر الإستفتاء ، وأضاف أن نفس النص سيتم إسقاطه بعد التاسع من يوليو المقبل حال إختار مواطنو أبيي التبعية للشمال عبر الإستفتاء .
وقال المبعوث الامريكى الى السودان ، برنستون ليمان الذى كان يتحدث فى مؤتمر صحافى بالعاصمة القطرية الدوحة الاسبوع الماضى : «لا يوجد لدينا حل لأبيي حتى الآن، وأدعو المجتمع الدولي إلى تطوير أفكار لحل تلك المشكلة” .
وكان من المقرر ان تصوت أبيي في يناير بشان الانضمام الى الشمال أو الجنوب لكن الخلافات بين الشمال والجنوب بشان هوية من يحق لهم التصويت حالت دون اجراء هذا التصويت وتعثرت المحادثات بشان وضع المنطقة .
و اختار جنوب السودان الانفصال عن الشمال فى استفتاء جرى فى يناير الماضى وبموجب اتفاق السلام الموقع بين الحكومة السودانية و الحركة الشعبية المتمردة السابقة فى الجنوب فى العام 2005 . ومن المقرر ان يصبح الجنوب دولة مستقلة رسميا فى التاسع من يوليو المقبل .