شمال السودان يقترح تحمل الديون مقابل استفادته من مبادرة اعفائها
نيويورك 17 ابريل 2011 –
اقترحت الحكومة السودانية صفقة على الدول الدائنة وضعتها امام اجتماعات الربيع للبنك و صندوق النقد الدوليين الملتئمة فى نيويورك تتضمن سداد احد طرفى اتفاقية السلام – شمال او جنوب السودان- سداد الديون مقابل اسقاطها عبر مبادرة “الهيبك” .
و طلبت الدول الدائنة من شريكى الحكم فى السودان اعطائها مهلة كافية لمعالجة الديون الملقاة على عاتق الشمال والجنوب .
وبدأت فى نيويرك امس الاحد اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين التي دعت لها واشنطن لمعالجة ديون السودان، ووصف رئيس الوفد الحكومي السودانى وزير المالية علي محمود ، المباحثات بالناجحة ،و اوضح ان وفد السودان سيعقد اجتماعات ثنائية مع المجموعة العربية وأخرى مع البنك الدولي وبعض المؤسسات الاقتصادية لذات الغرض .
واكد وزير المالية في تصريحات بواشنطن البدء في رفع جزء من العقوبات على السودان ،لكنه شدد على ان “المسألة تحتاج لوقت” .
وكشف المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية ، خالد موسى أن أحد الخيارات التي ذهبت بها الحكومة إلى الاجتماعات هو أن يتحمل طرف واحد – لم يحدده – كافة الديون مقابل أن يعفيها صندوق النقد الدولي عبر مبادرة الهيبك مشيرا إلى أن مخاطرها أقل خاصة أنه اتفاق دولي وبضمانات دولية .
وقال خالد “لمسنا جدية في الاجتماعات من المجتمع الدول للبحث عن اليات مناسبة للمضي قدما في الغاء الديون بالاتفاق مع الدائيين “، معربا عن املة في التوصل لنتائج افضل .
ونوه الى ان السودان يعتمد علي استحقاقاته في” الهيبك ” التي حرم منها لأسباب سياسية ، داعيا للالتزام بها حتي يستطيع السودان فتح صفحة جديدة مع الجنوب .
واشار الى ان السودان طرح ثلاثة خيارات في اللجنة الفنية المشتركة مع الدائينين أحدها ان يتحمل طرف الديون شريطة ان يلتزم المجتمع الدولي باسقاطها عبر مبادرة الهيبك بعد التوصل لاتفاق ، منوها الى ان امريكا اكدت في خطاب نائبة وزير الخزانة الامريكي علي ان امريكا تدعو المجتمع الدولي في بحث اليات اعفاء ديون السودان وكذلك تقديم الشمال والجنوب لخطاب موحد .
وكان الجنوب اعلن فى وقت سابق انه لن يلتزم بسداد ديون السودان لانها استخدمت فى قتل مواطنيه و لكنه عاد و اعلن التزامه بسداد حصته فقط فى اصول الديون دون فوائدها .
و تبلغ ديون السودان الخارجية نحو 39 مليار دولار معظمها من الفوائد . و يأمل شمال السودان ان يلتزم المجتمع الدولى بالوعود التى قطعها بمساعدته على الاستفادة من الامتيازات الدولية الخاصة باعفاء الديون اذا ما التزم بأجراء استفتاء شفاف لتقرير مصير الجنوب و قبل نتيجيته .
و قرر الجنوب بأغلبية كاسحة الانفصال عن الشمال و تكوين دولة مستقلة فى استفتاء لتقرير المصير جرى فى يناير الماضى بموجب اتفاق السلام الموقع بين الطرفين فى العام 2005 ، و المقرر ان يصبح دولة مستقلة ذات سيادة اعتبار من التاسع من يوليو المقبل .