صحيفتان سودانيتان تقرران الاحتجاب احتجاجا على الرقابة
الخرطوم في 7 ابريل 2011 — قررت صحيفتا “اجراس الحرية” و”الميدان” المعارضتان امس السبت تعليق صدورهما ليومين احتجاجا على منع السلطات السودانية توزيعهما.
وادانت الصحيفتان في مؤتمر صحفي مشترك بالخرطوم مسلك السلطات واعتبرتاه مصادرة لحرية التعبير والنشر .
وينص دستور السودان على حرية الصحافة لكن الحكومة تستخدم عقوبات مالية ورقابة مباشرة لممارسة سيطرتها القوية على التقارير الصحفية. ويتعرض الصحفيون للاعتقال والمضايقات على نحو دائم .
وقال رئيس مجلس ادارة صحيفة “الميدان” الناطقة بلسان الحزب الشيوعي السوداني علي الكنين “قررنا ان نحتجب اليوم وغدا احتجاجا على ما قام به جهاز الامن من منع الصحيفتين من التوزيع.
و اضاف الميدان منعت منذ بداية شهر ابريل الحالي من التوزيع ثلاث مرات بما فيها الخميس الفائت”.
وابدى الكنين حيرته من مسلك السلطات لتنافيها مع تصريحات المسؤليين عن احترام الحريات، مستغرباً انتظار الصحيفة حتى الانتهاء من الطباعه و منعها من التوزيع، معتبراً الامر تعويقاً للعمل الصحفي واستنزافاً لموارد الصحيفة واصفاً المسلك بانه قطع للارزاق.
واردف الكنين : “نرفض تصرف الامن والمعايير المزدوجة بين الصحف ونرفض تصرف الامن كحكومة” كاشفاً عن اعتزام الصحيفتان بحث الامر مع مجلس الصحافة وجهاز الامن للوصول الي حلول.
من جهته اكد نائب رئيس تحرير اجراس الحرية ، فايز السليك عدم صدور الصحيفة منذ الاربعاء الماضي لمصادرة السلطات الامنية لها بعد ذهابها الي المطبعة ، موضحا عدم معرفتهم لاسباب المصادرة، متوقعاً ان يكون للامر علاقة بضربة بورتسودان او ذكري ثورة ابريل او مظاهرات طلاب جامعة الخرطوم .
ولم توزع صحيفة “اجراس الحرية” يومي الاربعاء والخميس بعد اصدار جهاز الامن السوداني امرا لشركة التوزيع بايقافها عن منافذ التوزيع .
ومصادرة الصحف هي العقوبة القصوى حيث انه يتعين على اصحاب الصحف دفع تكاليف الطبع دون ان يكون بمقدورهم بيع النسخ. وغالبا ما تهدد الشركات الحكومية بالتوقف عن نشر اعلانات في الصحف الامر الذي يشجع على فرض رقابة على الذات .
وعبرت جماعات حقوق الانسان عن قلقها ازاء الحملة على الحريات في شمال السودان قبل انفصال الجنوب. وقالت الجماعات ان الشرطة سحقت احتجاجات مناهضة للحكومة وانه جرى اعتقال ناشطين وتعذيبهم.
وتصاعدت اجراءات الرقابة على الصحف والصحافيين منذ نهاية يناير اثر تظاهرة احتجاج ضد النظام في الخرطوم.
ومنعت “اجراس الحرية” من الظهور غداة الاحتجاجات التي شارك فيها الاف الاشخاص، واعتقلت قوات الامن 12 على الاقل من صحافيي “الميدان” بعد ذلك بايام.
ويخشى الصحافيون تشديد التدابير بشأن حرية الصحافة في الدستور السوداني الجديد الذي سيحل مع الدستور المؤقت مع انفصال الجنوب في 9 يوليو.