سكان دارفور يشعرون بالخيانة بسبب حظر الطيران فوق ليبيا
الخرطوم في 29 مارس 2011 — قال اهالي في دارفور يتابعون السرعة التي فرض بها حظر الطيران على ليبيا من جانب الولايات المتحدة وحلفائها انهم شعروا بالخيانة لان الرئيس الامريكي باراك اوباما لم يف بتعهده بحمايتهم بنفس الطريقة من الهجمات الحكومية.
ومازالت حكومة الخرطوم تقصف المتمردين في دارفور في تحد لقرار مجلس الامن التابع للامم المتحدة.
وفي حين كانت دارفور تمثل أولوية في السياسة الخارجية لاوباما اثناء حملته الانتخابية فان هذا الصراع سقط في غياهب النسيان منذ انتخابه.
والرئيس السوداني عمر حسن البشير مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية في جرائم حرب وابادة جماعية في دارفور حيث تقدر الامم المتحدة أن 300 الف على الاقل قتلوا في أزمة انسانية فجرتها حملة وحشية ضد التمرد بدأت عام 2003 .
وقال زعيم دارفوري كبير ان منطقة حظر الطيران ستحمي المدنيين في الاقليم المعزول.
وقال بارود صندل القيادي في حزب المؤتمر الشعبي المعارض ان ما يحدث الان في دارفور أسوأ مما يحدث في ليبيا وان القوات الجوية تقصف المدنيين وان الالاف يلوذون بالفرار.
وأكدت القوة الهجين من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي لحفظ السلام في الاقليم هذا الاسبوع وقوع قصف جوي في المناطق التي قاموا بزيارتها وقالوا ان أكثر من 70 الف شخص فروا من القتال في الشهور القليلة الماضية وحدها مما ادى الى زيادة الاعداد في المخيمات البائسة التي تضم بالفعل أكثر من مليوني شخص يبحثون عن مأوى من القتال.
واثناء حملة الرئاسة في عام 2008 أيد اوباما فرض منطقة حظر طيران في غرب السودان وعقوبات أكثر صرامة على الخرطوم.
لكن بعد وصوله الى البيت الابيض خفف مبعوثه الخاص الحظر ووعد برفع السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب بعد تعاون حكومة السودان في اجراء الاستفتاء على انفصال الجنوب بصورة سلمية والاعتراف بنتيجته.
وكانت واشنطن أول عاصمة تصف الصراع في دارفور بالابادة الجماعية مما أثار غضب الخرطوم التي القت على وسائل الاعلام الغربية باللوم في المبالغة في الصراع الذي تصفه بأنه قبلي. وتقول ان عشرة الاف شخص فقط قتلوا في أحداث العنف.
لكن التدخل الامريكي السريع في ليبيا لاسباب انسانية أثار جدلا بشأن معيار التدخل في الصراعات الاجنبية.
وكتبت الصحفية ريبيكا تنسلي في جريدة هفنجتون بوست “سرعة رد المجتمع الدولي على القمع الدموي من جانب العقيد معمر القذافي للانتفاضة الليبية… ترك الناجين من المذابح التي ترعاها الدولة في دارفور ورواندا … في حيرة لازدواجية المعايير لدينا.”
وقالت السفارة الامريكية في السودان ان واشنطن مازالت معنية بدارفور وتقدم مساعدات وتدعم مهمة حفظ السلام.
وقالت في بيان مكتوب “ليس بالامر غير المتسق للولايات المتحدة أن تقوم بأدوار مختلفة في كل جهد دولي اساسي.”
ويعتقد العديد من سكان دارفور ان التدخل السريع في ليبيا سببه النفط أكثر منه الاسباب الانسانية .