يوناميد تأسف لطرد “اطباء العالم” وتقر خطه جديدة لحماية المدنيين فى دارفور
الخرطوم 17 فبراير 2011 — كثفت بعثة حفظ السلام في دارفور”يوناميد” دورياتها فى الاقليم المضطرب واعلن رئيسها للقسم المدنى ابراهيم قمبارى ان القوات الهجين لم تعد تنتظر اذنا من الحكومة للقيام بأعمالها وانها اقرت خطة جديدة لحماية الاشخاص الذين تحاصرهم الاشتباكات.
وأقر ابراهيم قمباري فى مؤتمر صحفى بالخرطوم الاربعاء ان القوة المشتركة التزمت الحذر أكثر مما ينبغي في الاقليم الذي شهد تصاعدا في القتال بين القوات الحكومية والمتمردين.
وقال “كان هناك نوع من التدبر والحذر الشديد … حتى عندما كنا نتعرض للهجوم والقتل لم يكن هناك ما يعتبر ردا. لكن كل ذلك تغير.”
منوها الى ان البعثة فقدت 47 من جنود حفظ السلام من نيجيريا ورواندا ومصر منذ وصول القوة في عام 2004.
وقال قمباري “بموجب النهج الجديد ستواصل قوة حفظ السلام ابلاغ حكومة السودان بخطط تحركاتها لاغراض التنسيق لكن ذلك لا يعني بأي حال طلب الأذن للقيام بواجباتنا.”
واضاف ان قوة حفظ السلام اضطرت أحيانا في السابق الى تأجيل أو الغاء دوريات عندما كانت الحكومة تحذر من أن المنطقة غير امنة أو تقول انها لا تريد ارسال القوات اليها. ومضى يقول ان القوة ستنصت في المستقبل للنصيحة لكنها ستتخذ قراراتها كيفما ترى.
واعلن عزمه الدعوة لوقف اطلاق النار في منطقة جبل مرة مركز الاشتباكات التي جرت في الاونة الاخيرة.
واكد قمبارى فى احتماء آلاف النازحين بمقار بعثة “يوناميد” التى قدمت اليهم العلاج والأغذية ،.وأعرب فى اتجاه اخر عن سعادته للاتفاق الوشيك بين الحكومة وحركة العدل والمساواة مشيدا بجهود الوسيط المشترك جبريل باسولي والحكومة القطرية، وقال “كل ما نطلبه من الحكومة هو تهئية المناخ المناسب لتتحقق المصداقية المطلوبة محليا ودوليا” ،مشددا على أن أي تفلتات في الحدود بين الشمال والجنوب ستلقي بظلالها على دارفور .
ووصف طرد المنظمة الفرنسية من دارفور بالأمر المؤسف ،وقال “هذا الأمر يجب أن لا تقوم به سلطات الولاية لوحدها إنما يجب أن يتم بالتنسيق مع الجهات المختصة” ،موكدا عن عدم رضاه عن الوضع الحالي في دارفور ،وقال “جئنا لحماية المدنيين إلا أنه شيء مؤسف أن تتعرض البعثة لهذه المخاطر”
الى ذلك قال المتحدث الرسمي باسم الخارجية خالد موسي للصحفيين عقب لقاء قمباري أمس بوكيل وزارة الخارجية رحمة الله محمد عثمان ان اللقاء بحث تفاصيل وترتيبات اجتماع المبعوثين الخاصين للسودان المزمع التأمه غدا الجمعة بنيالا، مشيرا الى ان اجندة اجتماع المبعوثين تنحصر في الاوضاع الانسانية ،التطورات الامنية والاثار المترتبة على استفتاء الجنوب على دارفور .
ونوه الى ان الاجتماع ينعقد بالتشاور مع الحكومة ويناقش انفاذ وتفعيل استراتيجية دا فور خاصة فيما يتعلق بعودة النازحين والحل السلمي ومؤتمر الحوار الدارفوري – الدارفوري .
ودعا المتحدث باسم الخارجية لضرورة التنسيق بين الالية المشتركة للنظر في تجاوز المنظمات ،وقال في رده على اسئلة الصحفيين حول اسف بعثة اليونميد على طرد المنظمة الفرنسية “هنالك الية مشتركة للنظر في تجاوزرات المنظمات تتكون من السلطات المختصة ووزارتي الشئون الانسانية والخارجية والمؤسسات المختصة بدارفور وطرد المنظمة كان بقرار ولائي ” ،مشددا على اهمية التنسيق بين هذه المؤسسات في القضايا ذات الارتباطات الخارجية .واكد في رده على ما جاء في المؤتمر الصحفي لقمباري بان مسالة تدهور الاوضاع الامنية كانت في فترات سابقة بسبب الاقتتال بدارفور ولكن تحسنت الاوضاع الان وبشهادة قمباري نفسه ،وقال موسى هنالك تفاهمات وتنسيق وشراكة مع اليوناميد لتفعيل دورها وحماية المدنيين واستخدام للدفاع عن نفسها
وأصبحت الخرطوم قلقة على نحو خاص بشأن التدخل الاجنبي بعد أن اصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق الرئيس عمر البشير بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية في الإقليم.
وانتقدت واشنطن البعثة المشتركة المؤلفة من قوات من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي الشهر الماضي وقالت انها يجب أن تتخذ نهجا اكثر فاعلية في مساعدة مئات الالاف من الاشخاص الذين اضطروا للهرب من ديارهم بسبب الصراع في الإقليم الواقع بغرب السودان.
وكانت سوزان رايس مندوبة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة قالت الشهر الماضي انها تشعر بالاحباط تجاه تقارير تفيد بأن تحركات قوات حفظ السلام مقيدة في دارفور ودعت القوة للكف عن أسلوب التفاوض من أجل الحصول على اذن للتحرك.
وكانت الولايات المتحدة قد مارست في الماضي ضغوط على بان كي مون لإزاحة قمباري من منصبه مبعوث للأمين العام في بورما في مارس عام 2009 بعد اتهامه بالفشل ومولاة الحكومة العسكرية هناك.