المهدى : لن نشارك فى الحكومة قبل تنفيذ الاجندة الوطنية
الخرطوم 13 فبراير 2011 — اظهر زعيم حزب الامة السودانى المعارض الصادق المهدى امتعاضا بائنا حيال ما يتردد عن مشاركة حزبه فى الحكومة السودانية المرتقب تشكيلها خلال المرحلة المقبلة وقال بلهجة حادة ” لا أدري بأي صورة نستطيع ان نثبت اننا غير ساعين لمشاركة .. نحن نتحدث عن اجندة وطنية ، يشارك فيها الجميع ”
وقال للصحفيين في مؤتمر صحفي عقده يوم السبت : “من فضلكم اكتبوها بالبنط العريض. المسألة ليست أننا نريد وزارات أو رئيس وزراء المسألة ليست من يحكم السودان فليحكمه أي من أبنائه أو بناته لكن المسألة كيف يحكم السودان”..
وكان المهدى يجيب على سؤال عن موقف حزب الامة من الثورة القادمة حال اندلعت فى السودان وهو شريك فى الحكومة واضاف يقول ( نريد دستور جديد وتوأمة مع الجنوب، وكفالة الحريات وحل دارفور خارج حوار الطرشان الحالي وسياسة اقتصادية جديدة تخرج البلاد من الأزمة الحالية، وتعامل واقعي مع المحكمة الجنائية وآلية حكومة قومية انتقالية فإذا توافرت الظروف لكل ذلك سيشارك الجميع من أجل الوطن أما مشاركة بالصورة التي تجعلنا ننضم لبرنامج فيه ما فيه من نقص في الحريات ومواقف مختلفة هذا غير وارد).
وكانت تسريبات صحفية وتصريحات لنافذين فى حزب المؤتمر الوطنى الحاكم ذهبت فى اتجاه موافقة المهدي وحزبه على المشاركة فى الحكومة الجديدة خاصة فى اعقاب اجتماع ضمه قبل اسابيع الى رئيس الجمهورية عمر البشير وتوالى اجتماعات قيادات فى حزب الامة الى مسؤولين رفيعى المستوى فى الحكومة والحزب الحاكم بالسودان
واعتبر المهدي الثورة المصرية التي أطاحت بنظام الرئيس حسني مبارك بعد ثلاثين عاماً من الحكم فتح تاريخي ومدرسة للأجيال العربية بل والإنسانية، مهنئاً المصريين على انتصارهم. وقال انه عازم على ابتعاث وفد من من حزبه قريباً إلى القاهرة لتقديم التهنئة للمصريين على نصرهم المبين. وأشار المهدي إلى أنه كان على اتصال دائم برموز الثورة المصرية وغمره السرور بنجاحها.
ودعا الثورة المصرية إلى فتح الطريق أمام وحدة القيم ووحدة المصير بين بلادها والسودان، وأضاف: ” مصر مازالت وستظل أخت بلادي وماعكر صفو تلك الإخوة إلا أساسيات خاطئة يرجى أن تعصف بها الثورة”. وأضاف: “مثلما كانت الإرادة الشعبية رائعة ومنضبطة كانت القوات المسلحة عند حسن الظن بها التزاماً بشرف الجندية ووظيفة الدفاع عن الوطن وهي تمتنع عن تسخيرها لحماية سلطان الحزب الحاكم.
وردا على توقعه مكان الثورة القادمة وما اذا كان السودان مهيأ لواحدة شبيهة بمصر او تونس قال زعيم حزب الامة ان نظرة واحدة لما جرى فى تلك البلدان تكشف توحد شعاراتها المطالبة بالحرية والخبز والكرامة والشكوى من العطالة وضرورة استقلال القرارالوطني وحيثما يوجد (فقر دم ) في هذه الأمور تتوافر الظروف الداعية للثورة واضاف ” لا أستطيع ان أتحدث ولا أريد أن أضع الحالات في صف هذا نمرة واحد واثنين وثلاثة ولكن لا شك حيثما توجد حاجة لهذه المطالب تتولد الظروف الداعية للتحرك”
ونوه الى تأثر كثير من النظم خلال الفترة الماضية بالحكم المصرى ونظام حزبه الواحد والإعلام المضلل والايديولوجية السائدة والأمن الذي يرتع في دماء الناس ولحومهم منوها الى ان سقوط ذات الهيكل يعنى تهالك التجارب التى اقتدت به ، واضاف المهدى “العاقل من اتعظ بغيره بالاستجابة للمطالب وتجنب ذلك المصير، ولكن لا مفر، فكثير من الناس يقولون نحن (حاجة ثانية) ولن نتأثر كما تأثر الآخرون، لكن إذا كانت هناك حاجة لخبز ولحرية ولكرامة ستكون هناك عوامل ضاغطة للتغيير أيا كانت الادعاءات.” مشيراً الي ان اغلبية الشعوب العربية ظلت خاضعة لانظمة تفرض عليها قبضة حديدية ، واردف يقول “السعيد منهم من اتعظ بغيره واجري اصلاحات استباقية، والشقي من غيبه الرضا عن الذات فانتظر دوره”.