حزب البعث يقول الاولوية لحل مشكلة دارفور بعد انفصال الجنوب
حزب البعث العربي الاشتراكي
بيان إلى جماهير الشعب السوداني
الإنشطار الأليـــم …. وضيــاع وحــدة الســودان
يا جماهير شعبنا المناضل :
إنشطر السودان … وضاعت وحدة ترابه وشعبه ، ولم يكن ذلك ينتظر الإستفتاء ونتائجه إلا شكلا . فمنذ اللحظات الأولى التي وقعت فيها إتفاقية نيفاشا التي رسمت معالمها أيادي خارجية بدقة متناهية وحسابات دقيقة وصولا إلى هذه الخاتمة المفجعة ، كان معلوما لدينا ولغيرنا أن ما يحاك ضد السودان جزء من مخطط كبير يستهدف المنطقة بكاملها عربا وأفارقة ويرمي إلى تحقيق أهداف إستعمارية بعيدة كل البعد عن تطلعات الشعوب العربية والأفريقية وآمالهم في الوحدة وبعيدة عن مصلحة الوطن أو مواطنيه في الجنوب أو في الشمال
لا بد من التأكيد هنا بوضوح تام أن عقلية الشريكين المتشاكسين والفشل في إيجاد صيغة للحكم تستوعب الجميع ومنهج منسجم لإدارة الدولة ، وتناقض السياسات المتبعة وإفتقارها للشفافية في ظل الشراكة وتعمد إقصاء القوى السياسية والإنهزام والتراجع أمام الضغوط الخارجية وعدم توفر الإرادة الوطنية المنسجمة لمقاومة المخططات الأجنبية ومشروع الإنفصال ، قاد إلى ما وصلنا إليه ، لكل هذا نلقي بالمسئولية عما حدث على من بأيديهم السلطة أكثر من عيرهم .
ياجماهير شعبنا المناضل :
أما وقد أصبح الإنفصال أمرا واقعا فعلى جماهير شعبنا أن تستعد لمنع الإنزلاق مجددا إلى مربع الحرب واندياح مشروع التجزئة إلى أجزاء أخرى من الوطن والإرتداد عن التحول الديمقراطي ، وأن نعمل على تصحيح أخطاء الماضي والحاضر والعمل النضالي الذي لا يعرف الإستسلام أو التراجع بالتشخيص الوطني المسئول لأزماتنا وحلها وطنيا لا سيما القضايا العالقة لما بعد الإستفتاء كالحدود والمشورة الشعبية وأبيي …إلخ
ياجماهير شعبنا المناضل : .
نظر حزبنا منذ البداية لأزمة دار فور بإعتبارها جزءا من الأزمة الوطنية الشاملة ونتاج منطقي لتراكم الأخطاء منذ الإستقلال . تعامل حزبنا بمسئولية واقعية داعيا لوقف نزيف الدم ومواجهة الوضع الإنساني المأساوي في دار فور ، مقرا بأن هنالك أسباب موضوعية لهذا الصراع تتمثل في ظلامات تاريخية معلومة ، فقضية دار فور قضية سياسية ويجب أن يكون حلها سياسيا وطنيا بعيدا عن التدخلات السالبة التي لعبت أصابعها في تأخير الحل وتعطيل دور الإتحاد الأفريقي والجامعة العربية ومنبر الدوحة
الأولوية الآن لوضع حد لأزمة دار فور عبر الحوار السياسي الوطني بمشاركة القوى السياسية ومكونات المجتمع الدار فوري وبالإستجابة للمطالب المشروعة لإبناء دار فور وتصحيح العلاقات مع دول الجوار ووضع حد نهائي للتدخلات الأمريكية الصهيونية في الشأن السوداني والرامية إلى تمزيقه وتفتيته إلى كيانات هزيلة متناحرة لتسهل السيطرة عليه ، وإن نجحت في الجنوب فيجب أن لا تنجح في غيره أبدا .
ياجماهير شعبنا المناضل :
إن السودان يمر الآن بمرحلة معقدة جدا قد تعصف به وتقوده إلى إنهيار شامل ، والشعب السوداني وقواه الحية أمام تحديات جسيمة ومطلوبات لا تقبل المساومة وفي مقدمتها خيار الديمقراطية الحقيقية التي يفرض من خلالها الشعب إرادته – لا أن تفرض جماعة من أبنائه على الشعب إرادتها- فقد تجسد فشل هذه الأخيرة في الوصول إلى صيغة حكم تؤدي إلى الإستقرار السياسي والإنصراف لبناء الوطن وتخفيف هموم المواطن ، قاد هذا النهج إلى فقدان وحدة الوطن وتقسيمه إلى جنوب وشمال واضمحلال سيادته .وأوشك إقتصاده على الإنهيار في ظل الإختلال الواضح في السياسات الإقتصادية والذي لا تصلح معه المعالجات المبتورة والسهلة بإلقاء المزيد من الإعباء على عاتق الجماهير المسحوقة ، فالأمر يحتاج إلى حلول متعمقة تتجه مباشرة إلى الأسباب الحقيقية بمراجعة السياسات الإقتصادية ووقف الهدر لمقدرات البلاد الإقتصادية والتوظيف الأمثل للموارد وحسن إدارتها بما لا يجعل الجماهير هي التي تدفع دائما خطل السياسات وسوء الممارسات ومراجعة التجارب الديمقراطية المنقوصة وإثرائها والجدية في السير على طريق التحول الديمقراطي الأمثل لإدارة الحكم في السودان
ياجماهير شعبنا المناضل :
إن دقة المرحلة وخطورتها تتطلب وحدة الجبهة الداخلية ووضع حد للمماحكات السياسية والمفهوم الصفوي للأداء السياسي فالخطر الأكبر قادم والمخططات التي تحاك ضد السودان تجد في المناخ السائد تربة خصبة للوصول إلى أهدافها ، خاصة وقد أصبحت قضايا السودان الوطنية أجندة دائمة للجهات الخارجية تبحثها الإدارات على أعلى مستوياتها وتطبخ المعالجات والسيناريوهات وفق مصالحها في أجهزة إستخباراتها ، وقد أصبحت لهذه القوى مواقع دائمة ومندوبين يدسون أنوفهم في كل كبيرة وصغيرة .
إن وحدة جبهتنا الداخلية وتلاحم صفنا الوطني على هدي برنامج وطني شامل يتم التوافق عليه بات أمرا ملحا لخلاص الوطن من أزماته وطريقا لإستقراره السياسي ووضع حد لصراعاته الدامية وسد الطريق أمام المزيد من التصدع والإنهيار .
والشعب وحده صاحب الحق وهو القادر على فرض إرادته
والخلود لرسالتنا
حزب البعث العربي الاشتراكي
الخرطوم في : 19/1/2011