المراقبون الدوليون يقرون بنزاهة استفتاء جنوب السودان
الخرطوم في 17يناير 2011 — اتفق المراقبون الدوليون لاستفتاء جنوب السودان على نزاهة وشفافية عملية التصويت التى استغرقت اسبوعا ممهدين الطريق أمام انفصال الجنوب عن الشمال في أول حكم رسمي يصدرونه.
وأظهرت النتائج الاولية للتصويت اغلبية كبيرة لصالح انفصال الجنوب عن الشمال بعد حرب اهلية استمرت أكثر من عقودين.
وقالت بعثة التقييم التابعة للاتحاد الاوروبي بان الاستفتاء في جنوب السودان اتصف بمصداقية وجاء منظما تنظيما جيدا وفي مناخ سلمي في الاغلب.”
وأقرت بعثة مركز الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر بمصداقية الاستفتاء الذي يهدف الى انهاء الصراع بين الشمال والجنوب في اكبر دولة افريقية.
وقال المركز في بيان له صدر اليوم “ان عملية الاستفتاء حتى الان متفقة مع المعايير الدولية للانتخابات الديمقراطية وتمثل تعبيرا حقيقيا عن ارادة الناخبين.”
وعلى ذات النحو ذكرت تقارير صادرة عن الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية بصحة الاستفتاء وانه تم في جو سلمي وبطريقة منظمة. كما ان منظمة الايقاد قالت في بيان صادر عن بعثتها بان “ان عملية الاستفتاء كانت حرة ونزيهة وذات مصداقية”.
ورحبت الحركة الشعبية لتحرير السودان الاثنين بالاشادة التي صدرت عن المراقبين لجهة تمتع الاستفتاء بمعايير النزاهة الدولية. وقال الامين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان باقان اموم “نحن مسرورون لان المراقبين الدوليين والمحليين توصلوا الى خلاصة مفادها ان الاستفتاء كان حرا وذا مصداقية وشفافا”.
من جهته اعتبر وزير الداخلية السوداني ابراهيم محمود حامد حسب ما نقلت عنه وكالة الانباء السودانية ان “الشعب السوداني احبط آمال وتوقعات الكثيرين الذين كانوا يرجون أن يتم الاستفتاء على حق تقرير المصير في ظل مجازر ودماء” مضيفا “حتى لو حدث انفصال فإنه سيكون انفصالا سياسيا فقط وسيبقى المجتمع السوداني متماسكا”.
وكانت الخرطوم قد اشترطت للاعتراف بنتيجة الاستفتاء ان يتم في شفافية تامة ونزاهة بعيدا عن الضغوط والابتزاز.
واعلنت مفوضية الاستفتاء ان اكثر من 3,25 مليون ناخب من اصل اربعة ملايين مسجلين شاركوا في الاستفتاء.
واتفقت التقارير على ان نسبة الإقبال بلغت 90 في المائة من الناخبين في بعض مناطق الجنوب. وفي العاصمة جوبا أيد أكثر من 2500 صوت الانفصال مقابل 25 صوتا فقط لصالح الوحدة في ستة مراكز.
وقال مركز كارتر “بناء على تقارير مبكرة من مراكز فرز يبدو من المؤكد أن النتائج ستكون لصالح الانفصال.”
ومن المنتظر ظهور النتائج الأولية بحلول نهاية الشهر وبموجب بنود اتفاق السلام الموقع عام 2005 بين الشمال والجنوب الذي نص على إجراء الاستفتاء يصبح جنوب السودان دولة مستقلة في التاسع من يوليو تموز.
وكان مراقبون قد أثاروا مخاوف قبل الاستفتاء من الافتقار الى المناقشات النشطة في الشمال بشان الانفصال وفي الجنوب بشأن الوحدة.
وقالت ساني فان دير بيرج مديرة شؤون السودان بمركز كارتر “ساورنا القلق من غياب مناخ يساعد للدعوة الى الوحدة في الجنوب وكذلك للانفصال في الشمال.”
وأضافت “كنا نتعشم أن توفر الحكومتان مناخا اكثر مساعدة.”
ومما يعبر عن قوة المشاعر الشعبية المؤيدة للانفصال في الجنوب عبر بعض الناخبين عن غضبهم من مجرد تصويت شخص واحد لصالح الوحدة.
وقال فيكتور اجوت (25 عاما) وهو طالب من جوبا “انا غاضب. لماذا يصوتون لصالح الوحدة.. اعتقدت أنه لا يوجد امثال هؤلاء في الجنوب. هؤلاء لا ينتمون لجنوب السودان.”
وقال ابراهيم غندور المسؤول الشمالي الكبير الاسبوع الماضي ان التصويت الذي انتهى يوم السبت اتسم بالنزاهة على نطاق واسع مهدئا المخاوف من أن الخلافات بشأن النتيجة قد تشعل الصراع بين الجانبين من جديد.
وفي الاسبوع الماضي قال كارتر الذي يقود بعثة لمراقبة الانتخابات ان من المرجح أن يصوت الجنوب لصالح الانفصال وان العملية تفي بالمعايير الدولية